المعمودية هي من عمل الكهنوت
المعمودية لابد أن يقوم بها كاهن شرعى.
والكتاب المقدس يرينا أن السيد المسيح لم يترك مسألة المعمودية إلى عامة الناس، إنما تركها لرسله القديسين، كما ورد في قوله لتلاميذه قبل صعوده: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس" (مت 28: 19).
ويؤيد هذا أيضًا ما ورد في (مر 16: 15، 16 ).
وواضح أن الرسل هم الذين قاموا بعمل التعميد كما يروى لنا سفر أعمال الرسل في كل انتشار الكنيسة الأولى. ثم تركوا العمل لتلاميذهم من الآساقفة. ومنهم للكهنة.
ولهذا كله، نحن لا نقبل أية معمودية لا يقوم بها كاهن.
ويُشترط في الكاهن أيضًا أن يكون كاهنًا شرعيًا , أي وُضعت عليه يد لها سلطان السيامة، ولا يكون هذا الكاهن محرومًا أو مشلوحًا، بل له السلطة الكهنوتية التي يمارس بها الأسرار.
ولعلنا بعد أن تكلمنا عن كل مفاعيل المعمودية فينا، وهذه التي لا يؤمن بها إخوتنا البروتستانت، ناسبين كل ذلك إلى الإيمان وحده... وبعد أن تحدثنا أيضًا عن أن المعمودية هى عمل الكهنة... لعل البعض يسأل:
لماذا تعيدون معمودية البروتستانتى الذي ينضم إلى الكنيسة الأرثوذكسية؟ نقول إننا نعطيه كل هذه الكنوز الروحية التي لم ينلها حينما تعمد في البروتستانتية... نسأله: هل نلت في المعمودية الخلاص؟ هل نلت فيها التبرير والتجديد ومغفرة الخطايا؟ هل اغتسلت فيها من خطاياك؟ هل لبست فيها المسيح؟ هل ولدت فيها ولادة جديدة؟
فإن كنت لم تنل شيئًا من كل هذه النعم في المعمودية التي أخذتها في البروتستانتية إذ لم تكن تؤمن بشئ منها يُنال بالمعمودية، فنحن نعطيك هذه كلها بالمعمودية التي لها كل هذه المفاعيل.
وسبب آخر هام. وهو أننا لا نعترف بمعمودية إلا التي تكون بواسطة كاهن شرعى كما قلنا. والبروتستانتية لا تؤمن بكهنوت للبشر يمارس الأسرار كما أنها لا تؤمن بالمعمودية كسر.
لذلك لا نقبل هذه المعمودية. ولا نقول أننا نعيدها، إنما نعمد المنضم إلينا بمعمودية على يد كاهن، تحمل فاعلية روحية لازمة للخلاص، وبدونها لا يخلص مهما كانت المعمودية الأولى على اسم الثالوث القدوس، مادامت تنقصها ثلاثة أمور هامة، إذ أنها:
أ- ليست على يد كاهن.
ب- ليست سرًا.
ج- ليست لها فاعلية روحية.