رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القائد المؤثر ( الكاهن أو الراعي أو الخادم) ودراسته
بقلم: القس / الفريد فائق صموئيل وقد لاحظنا أن الخادم المؤثر هو قائد ومؤسس ومدبر ومنظم ومنسق لكثير من الأمور والأوضاع. لذلك لا يستطيع أن يصل إلي هذا كله ما لم يكن دؤباً على الدرس وصبوراً على التعلم. إن واجبه أن يكون مستعداً لكل عمل صالح. ولن يتيسر له أي شيء على الاطلاق من كل هذا ما لم يكن صديقاً للمعرفة ومستعداً للدرس ومهيئاً للتعلم. ماذا نقول لمن ينادي بأنه لا داعي للدراسة؛ فالخبرة تكفي؟ لقد لمسنا الرد على هذا السؤال من قبل. وهنا أحد الجوانب الهامة التي تؤكد ردنا السابق. فالخبرة لا تلغي الدراسة والدراسة هي ملخص خبرات اخرين التاي توفر لنا الوقت وتجعلنا نقفوم بدرورنا بطريقة أفضل. وعلى نفس القياس؛ قد يقول البعض ان رسالة الخادم ليست تحصيل العلوم والمعرفة الأرضية؛ بل من واجبه أن يعظ فقط باسترشاد السماء؛ فالروح القدس يرشده وليس الكتب والدراسات اللاهوتية. وعليه فقط بالصلاة والتأمل حيث يحصل على كل أو سائر معلوماته. وفي ارشاده للناس في مشاكلهم وأوضاعهم المختلفة: إن من واجبه فقط أن يسأل الله فقط؛ دون الحاخة إلي أية معلومات أو معرف متحصلة عن طريق الدراسة أو الناس. وفي الواقع إن هذا الرأي قاصر. لإذ أن الصلاة والتأمل لا يمكن أن يمنعا استعداد أو دراسة أي شيء؛ فالدراسة تثري وتغني الفكر الذي يتعامل معه روح الله. بل إن الله عندما يلهم الرأي والمشورة؛ دائماً يستخدم استعداد الناس ومقدرتهم الفكرية. فالله قادر على أن يلهم الفيلسوف عن طريق الحكمة والفلسفة. كما يلهم الطبيب عن طريق الطب والدواء. الله يستخدم كل ملكة أعطاها للانسان. لاحظ أحدهم أن الله استخدم موسى وبولس في كتابة أسفار أكثر من غيرهما لأنه استخدم استعدادهم وملكاتهم أكثر من غيرهم. إن الوحي أو الالهام لا يعطي ملكات للانسان بل هو بالحري يسيطر عليه ويستخدمها. ومن المعلوم أن الله استخدم عاموس وبطرس في البساطة كما استخدم اشعياء وبولس في الفلسفة. وإذا نظرنا إلي الفنان والشاعر لوجدنا أمرين أساسيين في كل منهما وهو الاستعداد أو المهبة. وفي الوقت نفسه إن هذا الاستعداد يحتاج دائماً إلي أمر آخر أساسي وهو التدرب والتعلم والمران. ومثلما يُقال عن هؤلاء يمكن أن يُقال أيضاً عن خادم الله المستعد للخدمة؛ فهو يحتاج لتدريب عملي وتعليم نظري. وعلينا أن ندرك أن نعمة الله ليس المقصود منها أن تحول الانسان إلي كائن كسول وسلبي وساكن. ولكن النعمة تجعل صاحبها على الدوام دؤباً في الاجتهاد والتحصيل. فكلما كان الانسان أميناً مجتهداً كلما كان هذا برهاناً على انتصار النعمة في حياته. الخادم كتلميذ ومعلم: إن الخادم المسيحي قبل كل شيء هو تلميذ. وهذا هو الوصف الذي وُصف به رسل وأتباع المسيح (تلاميذ) من البداية. إذ قبل أن يدعوا مسيحيين في أنطاكية كانوا تلاميذ للسيد يتعلمون منه وهو أفضل معلم. وهذه هي صفة المسيح المشهورة والأساسية (معلم). إذن على التلميذ أن يتعلم من المعلم. ألم المسيح لبيلاطس برغم طول فترة صمته في المحاكمة قبل الصليب: " لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلي العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي." وقد علمنا المسيح ذاته أن التلميذ يكون كمعلمه؛ وهذا يعني أن التلميذ ينبغي هو أيضاً أن يصبح معلماً يوما من الأيام. إن التلميذ يكون كمعلمه تلقي على عاتقنا أكبر مسئولية. ولهذا ينبغي على التلميذ أن يتعلم ويدرس ليكون هو معلماً أيضاً. عمل وعلم: والمعلم يعمل بما يريد أن ينادي به؛ يعمله أولاً ثم يعلمه وهذه هي العظمة في ملكوت السموات. وحتى الرب يسوع نفسه كان متعلماً قبل أن يكون معلماً. ألم ينمو في النعمة والقامة والحكمة عند الله والناس؟ ألم يجلس وسط المعلمين وعمره 12 سنة ليتعلم منهم ويدرس في الهيكل ليسمعهم ويسألهم وليحاورهم ومن ثم يعلمهم؟ وقد دأب المعلم الأعظم منذ الخدمة الجهارية على تعليم تلاميذه وتدريبهم. ومن الواجب أن نعلم أن التعليم الذي يتعلمه تلاميذ المسيح. لابد أن يتجسم ويتجسد فيهم. إذ أنهم يفقدون أغلب رسالتهم بل كل رسالتهم إن لم يحيوا ذات الرسالة التي تعلموها ويناذون بها للآخرين. ولقد كان المسيح في ذلك مثالهم الأعظم؛ إذ كان هو الحق مجسداً. فلقد كان تعليم الحق الذي نادى به واضحاً في سلوكه. التلمذة والتعليم: وعلينا أن نعلم أيضاً أن هناك علاقة بين التلمذة والتعليم. فالمسيح عندما وجه تلاميذه ليكرزوا للعالم أجمع قال لهم: "اذهبوا وتلمذوا حميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم ..." فالتلمذة والتعليم أمران متلاصقان مرتبطان. إذ لا تلمذة بدون تعليم ولا تعليم بون تلمذة. ماذا عن الدراسة اللاهوتية ؟: هامة وأساسية؛ فهي تنقل لنا خبرات الكثيرين الذين سبقونا في دراساتهم لكلمة الله وخبراتهم العملية في الحياة الروحية وةالرعوية والدراسية. فهي توفر علينا أجيال من البحث وسنوات طويلة من الخبرة؛ لأنها تنقل لنا عقود بل قرون دراسات وخبرات سابقة. قد يتصور البعض أن دراسة اللاهوت هي آخر ما يمكن أن يصل إليه الراعي (الخادم)؛ وأنه من واجبه أن يغلق الكتاب بعد تخرجه. ولكن هذا خطأ واضح. إن الدراسة اللاهوتية لا تزيد عن كونها مفتاح العلم وخزانته. فهي تساعد الطالب على أن يعرف كيف يدرس وكيف يصل للمعلومة عندما يحتاج إليها. إنها تقوده إلي درب المعرفة الطويل وتفتح أمامه أبواب الدراسة المنظمة والمفيدة. إن اجتياز هذا الدرب طريق التعلم والدخول إلي المعرفة والتعمق في الدراسة؛ فهذا كله لايمكن أن يتم دون الدرس الطويل المستمر بعد التخرج في كلية اللاهوت. الدراسات الواجب الالمام بها للخادم: ولكن ما هي الدراسات التي يمكن للخادم أن يتجه إليها؟ أول ما ينبغي أن نشير إليه هو أن الخادم لا يمكنه أن يستوعب كل المعلومات في الدنيا في وقت واحد. فمن المأثور عن فريدريك الأكبر أن قال: "إذا أراد الانسان أن يكون قوياً في كل شيء فسينتهي به الأمر لأن يكون ضعيفاً في كل شيء" والخادم من واجبه شأنه شأن أي دارس أو باحث أن يتخصص في شيء واحد فيُلم به أكثر الالمام. وإلي جوار ذلك عليه أن يُلم بشيء يسير مما يمكن أن يُلم في غيره من الأشياء. فكما يقول المثل الشعبي "لاتبقى أطرش في وسط الزفة". تدرس وتعرف شيء عن كل شيء وليس كل شيء عن كل شيء. ولقد أحسنت كليات اللاهوت في الشرق الأوسط في هذه الأيام في انتقاء مواضيع الدراسة فيها. فهناك دراسة تاريخ ولاهوت وتفسير العهدين القديم والجديد وعلم الرعاية والوعظ والتهذيب المسيحي والفلسفة وعلم النفس، ومقارنة الأديان؛ و لا سيما في دراسة الاسلام؛ والموسيقى والترنيم والعبادة وغير ذلك الكثير. وهذا هو ما ينبغي أن نركز عليه ونكون يقظين لما يجري حولنا لنطور وننمي منهجنا تباعاً. على أنني أريد أن أركز على نقاط هامة وأساسية في هذا الاتجاه أريد أن لا يفوتني شرف الاشارة إليها: 1. الكتاب المقدس بلغاته (إن أمكن): وعليه بادئ ذي بدء أن يكون الخادم قوياً من الناحية اللغوية في دراسة أصول وقواعد لغة بلده التي يعيش ويخدم فيها. وذلك حتى تكون الخدمة بفروعها كتابةً ولفظاً سلسة وطيعة وميسورة له. وعليه أن يدرس إلي جوار لغته لغة أجنبية أخرى من اللغات التي تساعده وتسانده في الحصول على الدراسات التي يمكن الحصول عليها مثل اللغة الانجليزية والفرنسية وغيرهما. وحيث أن اللغة الانجليزية من اللغات المسيطرة الآن على العالم بسبب علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات؛ وحيث أنها من اللغات التي تُرجم إليها أغلب الدراسات الدينية واللاهوتية؛ فكلما كان الراعي (الخادم) متمكناً منها ساعده ذلك على الاغتراف من المناهل التي ينهل منها. وإلي جانب اللغة العربية واللغة الانجليزية من واجب الخادم أن يُلم ــ إن أمكن ــ إلي حد ما بلغتي الكتاب المقدس الأصليتين اللغة العبرية للعهد القديم واللغة اليونانية للعهد الجديد. وليس المقصود من دراسة هاتين اللغتين أن يتمكن كل راعي (خادم) منهما إلي درجة التحدث بهما ومعرفة كل أصولها وفروعها؛ فقد يكون هذا غير ميسور وممكن؛ ولكن المقصود أن يتمكن المرء بواسطتهما من معرفة أعماق الكتاب المقدس؛ ويتيسر هذا بالالمام بهما إلي درجة معقولة. والسؤال هنا: هل هناك أهمية لدراسة اللغات الأصلية للكتاب المقدس (عبري ويوناني)؟ نعم. وأضع أمامك فوائد اللغات بحسب راميش ريتشارد (14). فوائد اللّغاتِ الأصليةِ للوعاظِ هناك سؤال غالباً ما يتكرر في كورسات وفصول علم الوعظِ: " هَلْ من الضروري دراسةَ اللّغات الأصلية للكتاب المقدس لكي نستطيع أن نعظ جيداً؟ " أو " أي الفوائد هناك في دِّراسَةِ اليونانيةِ والعبريةِ للوعظِ؟ " وجوابي استعرته من هارولد هوينير، وهو زميل مُثَمَّن ونشيط. فالاختلاف بين الدِّراسَةِ في لغتكَ الخاصةِ ومعرْفتك اللّغاتِ الأصليةِ هو شيء ماُ مثل الاختلافِ بين الصّورةِ على تليفزيون أسودِ وأبيضِ وعلى آخر ألوان. الصّورة في التليفزيون الالوان شديدة الوضوحُ وأكثرُ واقعية. وكلما كنت أكثر ألفة مع لغاتِ الكتاب الأصليةِ كلما أصبحت أكثر معرفة بالنّصَ فهو سَيَكُونُ لك وتصبح متمكناً من معرفة القصد الأصلي منه ثن تبحث له عن تطبيقات في الواقع المعاش. حقاً، هناك بعض القراراتِ الدّقيقةِ التي لا يُمكنُ أَنْ تتخذها بالاعتماد على التّرجماتِ. لكن من الناحية الاخرى، فإنه مع التليفزيون الأسود والأبيض ستسقبل الارسال وسترى صورة جيدة. ويُمكنُك أَنْ تتابع القصّة جيداً كلما راقبته. لكن الصورة في التليزيون الملون هي عبارة عن رفاهية جميلة. فإذا كان يمكنك أن تشتري واحداً، فإنك من المحتمل ستُقرّرُ ذلك لأنه يستحق الثمن الكبير؛ ولن تشتري الأسود والأبيض. وبنفس الطريقة، حاول أن تحصل على كل تدريب متقدم؛ كلما أمكنك ذلك؛ لكن لا تتوقف عن الوعظ لأنك لم تدرس اللغات الأصلية. إن العديد من وعاظ اللهِ المشهورين العظام لم يتخرجوا من كلية لاهوت. لا تَدع أي نقص عندك يخيفك. والدكتور. لويس سبيري تشافر، مؤسس كلية اللاهوت في دالاس والمؤلف للعديد من الكتب والمراجع اللاهوتية في مختلف الأحجام؛ لم يعرف اللغات الأصلية للكتاب المقدس. وإلي جانب ذلك، فاللغة الإنجليزية ــ والعربية إلي حد ما ــ هي كافيةُ بطريقة متعدّدة الاستعمالاتُ أَنْ تَعطيكِ معنى كافي من الكتاب المقدس في ترجماته العديدةِ. وكلما تَستشيرُ ترجماتَ، قواميس، ومجموعات تفسير، كلما كنت محمياً من الخطأِ إِلى مدىِ كبيرِ. على سبيل المثال، أَوصي أن تقتني كتاباً مقدساً فيه عدة ترجمات إلي جوار بعضها لكي تُنذرك إِلى التّرجماتِ المختلفةِ للنص الواحد. هناك مرجع جيد وهو العهد الجديد لكيورتيس فاوجن، وفيه 26 ترجمةِ، جراند رابيدز: زوندرفان، 1967. أيضا، قْراءة الكتاب المقدّسَ في لغة الأصلية ( إذا إنه غير الإنجليزية) سَيَعطيكَ زوايا جميلة على نص مختار لكي تعظ منه، خاصةً وأن المترجمين الأجانب اعتمدوا على من اللّغاتِ الأصليةِ من خلال منظار وعدسة اللغات واللهجات المترجم لها الكتاب المقدس! أتمنى وجود شيء مماثل لذلك باللغة العربية؛ ولو بصورة مصغرة. فلا تقلق من جهة عدم وجود مادة كافية للوعظ بسبب اعتقادك أنك لا تعرف اللغات الأصلية؛ فحقيقة الأمر أنه كلما عرفت اللغات الأصلية كلما تركوا أجزاء من مادة الوعظ وليس العكس. وعندما يُمكنُك أَنْ تَستعملَ اللّغات الأصلية في دراستكِ، ستكون رسالتكَ عِنْدَها دقيقة وبصورة أكبر، مما سَيَعطيك ثقةً أكثر في وعظك. فإنه مثل أن تَستعملَ خريطة مُفصّلة لكي تَجدَ طريقكِ داخل وحول مدينة ما؛ جديدة عليك. لكن خريطة عادية بدون تفصيلات لَرُبَما تساعدك في الوصول إِلى حيث تُريد أَنْ تَذْهب، لكن بالخريطةِ المُفصّلةِ، سَتَكُونُ بالتأكيدَ على الطّريقِ الصحيح في كل خطوةٍ من الطّريقِ. والآن عودة للنقطة الثانية عن دراسة الخادم. ماذا يدرس القائد الروحي بعد الكتاب المقدس بلغاته؟ يدرس: 2. تاريخ الكنيسة وتاريخ العقيدة: وعلى الحادم أن يُلم إلي حد ما بتاريخ الكنيسة وتاريخ العقيدة المسيحية مع تاريخ الفكر المسيحي والأطوار والملاحم التي مرت بها كل هذه. فقد كان هناك معارك كنيسية في التاريخ المسيحي؛ كانت قد قامت بسبب العقيدة. وهذا يعين الخادم على أن يفهم إلي حد كبير كيف استقرت العقيدة وثبتت من الاحتكاك الفكري. ولكن ليس معنى هذا أن يعيش بحياته في جو النزاع والنقد الكنسي. إنها فقط من باب الدراسة للعلم بالشيء. فالبحث النقدي ليس هو الأساس بل الجهد الايجابي. وعظ أحد كبار الباحثين عظة عن الخطية والنعمة بناء على الآية: "حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جداً" فصرف جهده كله في بحث نقدي عن الخطية والآراء المختلفة عنها إلي درجة لم يتمكن معها من إيفاء النعمة حقها مع أنها لب الآية وجوهر الموضوع. إن الدراسة النقدية لا ينبغي أن تغطي على الدراسات الايجابية. ومن الواجب أن تسبقها هذه وأن تقوم عليه. 3. دراسات متعلقة بالنفس وبالطبيعة البشرية: وعندما نتحدث عن الأمور المتعلقة بالنفس؛ فإننا نعني هنا دراسة الحياة اوالأخلاق من الوجهة الروحية والأدبية وليس من الوجهة النقدية أو النظرية. فمن أهم ما ينبغي مراعاته في هذه الدراسة هو وجود العالم الروحي وانعكاساته على حياة الانسان، التأمل في وجود الله ومحبته للنفس البشرية؛ وغايته من الانسان؛ وعلاقة روحه بأرواح الناس. فمن هذا من أهم ما ينبغي أن يتأمل ويتعمق فيه الخادم المسيحي. وهذا يقتضي بالطبيعة دراسة الطبيعة البشرية. ويمكن للراعي أن يقرأ الكتب المتعلقة بذلك أو أن يدرس ذلك في دراسة منتظمة بكلية الآداب بالانتساب إلي قسم الفلسفة وقسم علم النفس إن أمكنه ذلك. يمكن الاشارة هنا إلي الدرجة العلمية التي حصلت عليها في هذا المجال (حيث حصلت على ليسانس الآداب في الفلسفة وعلم النفس بكلية الآداب ــ جامعة المنيا بمصر). ولعل دراسات النفس البشرية أو علم النفس من وجهة نظر روحية هو من أهم الموضوعات التي ينبغي أن يدرسها الراعي. لأنه هو نفس بشرية تتعامل مع نفوس بشرية هم رعيته المسئول عنهم أمام راعي النفوس الأعظم. إن من واجب الراعي أن يتأمل في طبيعة الرعية التي يعيش في وسطها؛ ويتعمّق في فهم الأشخاص الذين يعمل في وسطهم، ومدى ما هم عليه من سمو أو ضعف؛ من امتياز أو قصور. وهو لاشك سيجد هذه الدراسة على الطبيعة بينهم وبالاحتكاك بهمم، لكن الدراسة الاخيبارية الصرف لايمكن أن تعطيه دراسة كاملة للطبيعة البشرية؛ بل من واجبه أن يدرس إلي جانب ذلك كتباً كثيرة عن هذه الطبيعة البشرية. ومن المستحب هنا دراسة الشخصيات؛ إذ أنها تعطي الخادم معيناً لا ينضب من فهم الحياة البشرية. وهنا ينبغي أن نشير بشيء من الاحتراس إلي أن الخادم من واجبه أن يدقق في اختيار وقراءة هذه الكتب؛ إذ أن كثيراً من كتب الشخصيات قد تضيع وقته، إذا أغرق فيها الدراسة وتفقده فرصة دراسة أهم لشخصيات أخرى. ومن المستحسن والمطلوب أن يدرس الخادم شخصيات الابطال والعظماء الذين ظهر المسيح في حياتهم سواء من التاريخ السابق أو الواقع الحالي مثل: أغسطينوس، أثناسيوس، أكليمندس، سافونارولا، توماس الأكويني، مارتن لوثر، جون كلفن؛ زونجلي، جون بناين، د.ل. مودي، تشارلس وجون وسلي، وكارل بارت، وجون أستوت، ووليام باركلي، وبيلي جراهام، وبيل برايت، وأزوالد سميث، وأوالد ساندرز، ووارن ويريسبي، وبيل هايبلز، وريك وارن، وجورج كلسي، وفواز عميش، وصموئيل حبيب، ومنيس عبد النور، وفايز فارس، ومكرم نحيب وغيرهم الكثير. فهؤلاء وغيرهم هم معين عظيم لدراسة الطبيعة البشرية. على أن الدراسة الأعظم لهذه الطبيعة والنفس البشرية توجد في الكتاب المقدس. ومن أهم الواجبات الأساسية الملقاة على عاتق الخادم أن يسعى تجاه إيضاح الكتاب المقدس وكشف كنوزه بالتأمل والدراسة التعبدية. والدراسة التعبدية للكتاب المقدس أمر أساسي وجوهري وأولي. وواجب الخادم أن يجلس ويدرس متعبداً وهو يقرأ كتاب الله الذي به سبر أغوار النفس البشرية. نعم إنه من اللازم أن يقرأ الخادم الكتاب المقدس إلي حد ما دراسة بحثية ونقدية؛ ولكنه أولاً وقبل كل شيء ينبغي أن يدرسه دراسة تعبدية تأملية. والكتاب عندما يُدرس دراسة صافية عميقة سيعطي أروع درس للطبيعة البشرية؛ وليس ذلك فقط بل سيعطي أفضل دواء لشفاء النفس والطبيعة البشرية. و لا نستطيع أن نجد في مكان آخر ما يمكن أن يكون بديلاً لكتاب الكتب الكتاب المقدس دستورنا للايمان والأعمال. 4. دراسات متعلقة بالمجتمع: على أن دراسة النفس البشرية لاينبغي أن تكون مقطوعة الصلة بالمجتمع الذي يعيش فيه الانسان. إذ ان الانسان غير منعزل عن المجتمع. والدراسات التي تتعرض للمجتمع لا ينبغي اهمالها. فالدراسات الاجتناعية يمكن للخادم أن يلم بها من خلال القراءة أو الدراسة المنتظمة بكلية الآداب بالانتساب ــ إن أمكن له ذلك ــ وبحسب النظم المتبعة والمتاحة. إن مشاكل المجتمع لها تأثيرها العميق في حياة الفرد. على أنه من الواجب ألا ننصب في هذه الدراسات؛ إلا بالقدر التالي لدراسة النفس البشرية والحياة الروحية والحياة الأدبية الأخلاقية. فالمطلوب ليس التخصص في مجال الدراسات الاجتماعية بل القدر الكافي الذي يعين الخادم والخدمة على فهم مجتمع من نخدمهم. 5. الخطابة والالقاء: ومن الواجب على الخادم أن يُلم باصول فن الخطابة والالقاء؛ إذ أنه متكلم واعظ قبل أن يكون باحثاً أو كاتباً. وكل ما يساعد على الأداء الحسن والتعبير السليم وتوصيل المعلومة بطريقة واضحة؛ لا ينبغي أن يكون مهملاً ومتروكاً منه. وهنا نركز ونكرر ونؤكد على اهمية دراسة لغة بلدك؛ اللغة العربية؛ فأمر محزن أن تسمع على المنبر أخطاء لُغوية أو تشكيل خطأ ويصبح من الأفضل أن تسكن عن أن تُشكل؛ وبالذات في الكلمات التي تتغيّر معانيها بسبب التشكيل الخطأ. شخص قائد قديم وراعيى في كنيسة ما يقف ليعظ عن أن المسيح ينادي بسُنة الرب المقبولة وليس بسنة الرب المقبولة. وآخر يعظ عن حبر الرب وأنواع الأحبار الالهية المقدسة والتي فيها الدواء لكل داء لأنه لم يُفرق بين وبحُبره شفينا أي جروحه وبين وبحبره الذي تحدث عن ألوانه الروحية. 6. زرع ونمو الكنائس: ومعرفة أسباب النمو للأخذ بها وأسباب الضعف لتجنبها. والمباديء الرئيسية التي تساعد على النمو والاتساع. ودراسة أمثلة حديثة لنمو الكنائس في كوريا وأمريكا والشرق الأوسط. وقد درست ذلك على مستوى الماجستير مع د. ق. بيتر واجنر بفولر ــ كاليفورنيا. 7. فن القيادة والادارة: وهذا فرع هام تزداد الكنائس احتياجاً له في عصرنا. وهو يشمل التنسيق الاداري، والتدبير الحكيم والقيادة الحكيمة والمؤثرة وغير ذلك الكثير. وقد قمت دراسته في 12 وحدة أو ساعة دراسية من الدكتوراة وقد مارسته لمدة 16 سنة في عُمان كالمدير الاداري للكنيسة البروتستنتية في عُمان. 8. مقارنة الأديان: و لا سيما دين الأغلبية الذين نعيش في وسطهم. وهو موضوع كبير قد قمت بتدريسه بالإنجليزية لطلاب الـ tee في سلطنة عُمان. وقد درست مقارنة الأديان بتفصيل كامل على مستوى ماجستير اللاهوت مع د. ق. دودللي بفولر ــ كاليفورنيا. |
|