الأنبا ألكسندروس أسقف أورشليم
سيامته أسقفًا:
كان القديس الكسندروس رفيقًا للعلامة أوريجينوس في التلمذة في مدرسة الإسكندرية درس غالبًا علي يدي القديس بنتينوس ثم خلفه القديس اكليمنضس الإسكندري.
أُختبر أسقفًا علي كبادوكية، جاء إلي أورشليم بعد ذلك لنوال بركة الأماكن المقدسة، وكان القديس نركيسوس St. Narcissus أسقف أورشليم قد جاوز المائة وعشر سنوات وقد عرض علي شعبه إعفاءه من العمل الرعوي بسبب شيخوخته وعجزه عن العمل لكن الشعب رفض لتعلقهم بأبيهم الأسقف.
إذ كان القديس الكسندروس منطلقًا من أورشليم ليعود إلي كرسيه سمع الشعب صوتًا من السماء أن يمسكوه ويقيموه أسقفًا، وإذ رفض بشدة لارتباطه الأبوي بشعب كبادوكية اضطر أن يقبل من أجل الصوت الذي سُمع من السماء، وبقي يساعد الأسقف نركيسوس خمس سنوات. وقد جاء في إحدى رسائل القديس الكسندروس: "اسلم عليكم باسم نركيسوس هنا في عامة المائة والسادس عشر، يطلب إليكم معي أن تعيشوا في سلام ووحدة ثابتين". وبعد نياحة الأسقف نركيسوس صار أسقفًا علي أورشليم.
علاقته بأوريجينوس:
حوالي عام 216 م إذ نهب الإمبراطور كاركلا مدينة الإسكندرية، وأغلق مدارسها، واضطهد معلميها وذبحهم، قرر العلامة أوريجينوس أن يذهب إلي فلسطين، وهناك رحب به صديقه القديم الكسندروس أسقف أورشليم وثيؤكتستوس أسقف فلسطين، ودعاه ليشرح الكتاب المقدس للشعب في حضرتهما.
غضب البابا ديمتريوس الكرام الإسكندري، إذ حسب ذلك مخالفًا لقوانين الكنيسة أن يعظ شخص علماني (غير كاهن) في حضرة الأسقف، فاضطر أوريجينوس أن يعود إلي الإسكندرية، والأسقف الكسندروس يعتذر بأن هذا القانون لا يعرف عنه شيئًا.
مرة أخري إذ كان أوريجينوس عائدًا من اليونان في مهمة كنسية عبر بفلسطين فقام الأسقفان الكسندروس وثيؤكتستوس بسيامته كاهنًا، حتى يتحاشيا ما حدث قبلًا. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). حاسبين أن هذا يرضي بابا الإسكندرية. لكن هذا العمل أثار البابا لأسباب كثيرة نعرضها عند حديثنا عن هذا العلامة.
علي أي الأحوال هذا أدي في النهاية إلي ترك العلامة أوريجينوس الإسكندرية لينشئ مدرسة بفلسطين دامت قرابة 20 عامًا، فيها تتلمذ القديس غريغوريوس العجائبي وأخوه.
ولعل أوريجينوس ساعده في إقامة مكتبة لاهوتية ضخمة كانت قائمة حتى أيام المؤرخ يوسابيوس القيصري الذي كتب لنا أنه انتفع بها كثيرًا.
آلامه:
قبل رحيله إلي أورشليم، إذ كان أسقفًا علي الكبادوك، أُلقي القبض عليه في اضطهاد الإمبراطور سويرس للمسيحيين، وقدم شهادة حق أدت به إلي السجن عدة سنوات حتى بداية ملك كاركالا. وقد كتب معلمه السابق القديس اكليمنضس الإسكندري الذي اضطر إلي ترك الإسكندرية رسالة إلي كنيسة إنطاكية.
في اضطهاد ديسيوس قُبِضَ علي الأسقف ثانية وأُلقي للوحوش التي عوض مهاجمتها أنست به بالرغم من محاولة البعض إثارتها، فاقتيد إلي السجن في قيصرية ليتنيح هناك في قيوده داخل السجن.