المولود من الآب قبل كل الدهور
سنحاول أن نتبع هذا الأمر بشيء من التبسيط فنقول إنه قال لليهود ".. قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يو 8 :56). فهو لاهوتيًا كان قبل إبراهيم من جهة الزمن. ومع أنه قد قيل عنه بالجسد إنه ابن إبراهيم بن داود"، إلا إنه قال "أنا أصل وذرية داود" (رؤ 22: 16). فهو أصله من جهة لاهوته. وهو ذريته من جهة الناسوت.. إذن لاهوتيا كان قبله. بل أنه قال للآب في مناجاته معه التي سجلت في (يو 17):
"مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك، بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو 17: 5)
وكونه كان قبل كون العالم، هو أمر طبيعي، لأن "العالم به كُوِّن" (يو 1: 10). بل إن "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3). وقال عنه بولس الرسول إن الآب "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه.. الذي به أيضا عمل العالمين" (عب 1: 2). فخالق العالمين (أي السماء والأرض)، لابد أنه كان قبل كل الدهور. أي كان منذ الأزل. وعن ذلك قال الرب في سفر ميخا النبي عن بيت لحمأفراته:
"منك يخرج لي الذي يكون متسلطا علي إسرائيل. ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل. (مي 5: 2).
يخرج من بيت لحم في ميلاده الجسدي. ولكنه مولود من الآب قبل كل الدهور، منذ أيام الأزل.. و هو الذي قال عنه دانيال النبي "تتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة.. سلطانه سلطان أبدى، ما لن يزول. وملكوته ما لا ينقرض" (دا 7: 14).