التوبة وأهميتها للخلاص
1 لا يمكن أن يوجد لاهوتي واحد في العالم، يقول إنه يمكن لأن يخلص إنسان بدون توبة.
فعدم التوبة معناه الارتباط بالخطية، وبالتالي الانفصال عن الله، لأنه (أية شركة بين النور والظلمة؟!) (2كو 6: 14).
والخلاص بمعناه السليم، هو الخلاص من الخطية وعقوبتها. والسيد المخلص سمى كذلك (لأنه يخلص شعبه من خطاياهم) (مت 1: 21) فمادامت هناك خطية، لا يوجد إذن خلاص. لأن الإنسان لا يخلص وهو في حياة الخطية.
2 ولزوم التوبة للخلاص يظهر في قول السيد المسيح:
(إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5).
والتوبة مرتبطة بغفران الخطايا (أع 5: 31).
وقد كان عمل المسيح على الصليب هو مغفرة الخطايا، لأن هذا هو الخلاص الذي قدمه للعالم (فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا) (كو 1: 14) (الذي فيه لنا الفداء، بدمه غفران الخطايا) (أف 1: 7)
ولا يمكن أن تغفر خطية، مازال الإنسان يرتكبها.
فإن تاب تغفر له.. وملكوت السموات لا يدخله غير التائبين. سيطرحون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤ 21: 8).
ويقول القديس بولس الرسول: (إن أخطأنا باختبارنا، بعدما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين) (عب 10: 26، 27).
3 وآباؤنا الرسل ربطوا مغفرة الخطايا بالتوبة، كما بالمعمودية.
وهكذا من أجل مغفرة الخطايا، قال القديس بطرس لليهود في يوم الخمسين: (توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح، لمغفرة الخطايا) (أع 2: 38).
4 يقول الكتاب، في ارتباط التوبة بمغفرة الخطايا:
(توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم) (أع 3: 19).
فهل إذا كان إنسان لا يتوب، أيستطيع أن يخلص وتمحى خطاياه؟! كلا بلا شك فقول الكتاب واضح. ولكن لعلك تقول: (إن خطاياي تمحى بدم المسيح) نقول لك: لا أحد يختلف في هذا. ولكنك لا تستحق دم المسيح إن كنت تستمر في الخطية ولا تتوب. ودم المسيح لا يشجع على البقاء في الخطية. إذن توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم بدم المسيح.
5 والكتاب لا يطلب منا التوبة فقط، وإنما يقول:
(اصنعوا ثمارًا تليق بالتوبة ) (مت 3: 8).
وأيضًا: (أعمالًا تليق بالتوبة) (أع 26: 20) بل أن الرسول يوبخنا إن قصرنا في التوبة فيقول: لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية) (عب 12: 4).
ومن أجل التوبة (مصارعتنا ليست مع لحم ودم.. بل مع أجناد الشر الروحية) (أف) وفي هذا يقول لنا الرسول: (قاوموا إبليس فيهرب منكم) (يع 4: 7).
6 وفي ارتباط التوبة بالخلاص قال الرسول لأهل كورنثوس، لما أحزنهم بتوبيخه: (الحزن الذي بمشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة) (2كو 7: 10).
7 ولما كان الإنسان في كل يوم يخطئ، وأجرة الخطية هي موت (رو 6: 23) ويحتاج إلى الخلاص من هذا الموت.
لذلك هو محتاج إلى التوبة، ليخلص من هذا الموت.
لأن السيد المسيح يقول: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3).
8 ولعل البعض يقول: ,, إن التوبة ليست ثمنا للخلاص، فالخلاص ثمنه هو دم المسيح..،، أقول لك:
حقا إن الخلاص ثمنه دم المسيح. ولكن دم المسيح لا يمحو إلا الخطايا الذين تابوا.. التوبة إذن ليست هي الثمن، إنما هي وسيلة. وبدونها لا نستحق الدم الكريم.
9 ولما كان الإنسان يخطئ كل يوم، ويحتاج إلى التوبة كل يوم، إذن فالتوبة تصحبه كل حياته ليخلص من خطاياه. وبالتالي لا يكون الخلاص في لحظة.
إنها حرب روحية تستمر مدى الحياة. (الصديق يسقط سبع مرات ويقوم) (أم 24: 16) والقديس بولس الرسول يقول: (أقمع جسدي واستعبده، حتى بعدما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا) (1كو 9: 27).
فإن كان الرسول العظيم يتكلم هكذا، فهل أنت أعظم من بولس الرسول.. حتى تقول إنك خلصت وضمنت الملكوت.. ولا تقول هذا بجهاد العمر كله، وإنما تقول خلصت في لحظة!!
10 التوبة لازمة إذن للخلاص. ولكن التوبة في مفهومنا الأرثوذكسي تختلف عن التوبة في المفهوم البروتستانتي.