متى نصل إلى الخلاص؟
إن كان المؤمن يمكن أن يسقط، ويمكن أن يهلك، وغن كان هناك أناس قد بدأوا بالروح وكملوا بالجسد، فمتى نقول إذن عن الإنسان إنه قد خلص تمامًا؟
نقول ذلك عندما يكمل أيام غربته على الأرض بسلام. ذلك لأننا في حرب وصراع، طالما نحن في الجسد) (أف 6: 10).
نحن في حرب لم نعرف نتيجتها بعد، لأنه من الجائز أن يكسب إنسان الجولة الأولى، ويخسر في الجولة الثانية. من يضمن؟! ولا يستطيع محارب أن يقول أنه انتصر، إلا بعد نهاية الحرب، أي بعد خلع هذا الجسد.
لذلك يقول الرسول (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12). ويقول أيضًا (انظروا إلى نهاية سيرتهم) (عب 13: 7).
نصوص مقدسة عن خلاصنا المنتظر:
* يقول القديس بولس (فان سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها أيضًا ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع، الذي سيغير شكل جسد تواضعًا ليكون على صورة جسد مجده) (فى 3: 20).
هذا هو الخلاص، عندما نخلع هذا الجسد المائت، نلبس جسد المجد.. بعد مجيء المسيح الثاني والقيامة العامة.
· ويقول كذلك (هكذا المسيح أيضًا بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه) (عب 9: 28). تحدث الرسول هنا أيضًا عن الخلاص النهائي الذي يحدث بعد مجيء المسيح الثاني.
· وهكذا يقول القديس بطرس الرسول (أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير) (1 بط 1: 5)
· هذه الحقيقة ذاتها، وضحها مار بولس عندما أمر بخصوص خاطئ كورنثوس (أن يسلم مثل هذا الشيطان لهلاك الجسد، لكي تخلص الروح في يوم الرب) (1كو 5: 5).
· عن هذا الخلاص المقبل يقول الرسول لأهل رومية (13: 11).
(فان خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا).
· ويقول لتلميذه القديس تيموثيئوس الأسقف (لاحظ نفسك وداوم على ذلك. لأنك إذا فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1 تى 16:4). فهذا القديس كان محتاجًا أن يلاحظ نفسه، ويلاحظ خدمته، ويداوم على هذه الملاحظة، لكي يخلص.
· وعن هذا الخلاص المنتظر يقول القديس بطرس الرسول (إن كان البار بالجهد يخلص..) (عب 1: 14).
· هذا الخلاص الأخير يحتاج إلى صبر وجهاد حتى ناله في المجد. وفي هذا يقول القديس بولس (لأجل ذلك أنا أصبر على كل شيء، لأجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدى) (2 تى 2: 10).
إذن فهؤلاء المختارين لم ينالوا الخلاص الذي فيه المجد الأبدي، على الرغم من أنهم نالوا خلاصًا بدم المسيح في المعمودية. ولكنه مجرد عربون (أف 1: 14). يمكن أن نفقده أن أبطلنا جهادنا وانحرفت إرادتنا..
هذا الخلاص الأخير، كيف نناله؟ يجيب الرسول قائلًا (فلنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا) (عب 12: 1). ومن يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص.