خُتِمتُم بروح الموعد القدوس
الاعتراض الثاني
+ (أف 1: 13 / 14).
ختمتم بروح الموعد القدوس
إنها آية أخرى يعتمد عليها المعترضون. وهى قول بولس الرسول (إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا..) فاعتبروا أن ختم الروح القدس هو عربون ميراث أبدي لا ينزع من الإنسان.
والرد بسيط إن الذين ختموا بالروح القدس، ما تزال لهم حرية إرادة. ولذلك يقول لهم الكتاب: (لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء) (أف 4: 30). ويقول لهم أيضًا (لا تطفئوا الروح) (1 تس 5: 19). ويقول أكثر من هذا (من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد، بل هو مستوجب دينونة أبدية) (مر 3: 29).
إذن فما يزال الأمر بيد الإنسان الحر في إرادته.. إن شاء أحزن الروح، وإن شاء أطفا الروح، وإن شاء جدف على الروح. لذلك نحن نصلى ونقول مع المرتل (روحك القدوس لا تنزعه منى) (مز 50).
إن شاول الملك الذي اختاره الرب، ومسحه صموئيل بالدهن المقدس وحل عليه الروح القدس فتنبأ، وتحول إلى رجل آخر، حتى تعجب الناس قائلين (أشاول أيضًا بين الأنبياء؟!) (1 صم 10: 6-11) هذا قد عاد الرب فرفضه، وفارقه روح الرب وبغته روح رديء من قبل الرب (1 صم 16: 1، 14). وهلك شاول مرفوضًا من الله.
ليست العبرة في أوائل الإنسان إذ يختم بروح الرب، أو يحل عليه روح الرب، إنما العبرة كيف تكون أواخره.
· مثل هذا الرد نجيب به أيضًا على من يعترضون بقول الرب: (وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد) (يو 14: 16). إن الروح مستعد أن يمكث معنا. ولكن إذا استمر بنا الحال في أحزان الروح وإطفاء الروح، أو في التجديف أخيرًا على الروح، فمن الممكن أن ينزع منا.