الأعمال برهان على وجود الإيمان والولادة من الله
الأعمال برهان على وجود الإيمان:
يقول مار يعقوب الرسول (أرني إيمانك بدون أعمالك. وأنا أريك بأعمالي إيماني) (يع 2: 18). أي أن الأعمال تدل على وجود الإيمان. وهذا واضح من قول الكتاب (من ثمارهم تعرفونهم.. كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيدة. وأما الشجرة الرديئة فتصنع أثمارًا ردية) (متى 7: 16، 17).
الأعمال برهان على الولادة من الله:
وذلك لأن الكتاب يقول (أن علمتم أنه بار هو، فأعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه) (1يو 2: 29). ويقول أيضًا (كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية) (1يو 3: 9). واعتبر أن هذا هو المميز لأولاد الله، فقال بعدها (بهذا أولاد الله ضاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون)) (1يو 3: 10).
وهذا يشبه ما قاله الرب لليهود المفتخرين باطلًا ببنوتهم لإبراهيم: (لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون إبراهيم) (يو 8: 39). فاتخذ الأعمال دليلًا على البنوة.
وقد دافع بولس الرسول أيضًا عن هذه النقطة فقال (لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أولاد الله) (رو 8: 14).
إن كان أولاد الله هم هؤلاء الأبرار. فبماذا نسمى الخطاة؟ سماهم الكتاب (أولاد الأفاعي) (متى 3: 7). وسماهم (أولاد إبليس) (يو 8: 44، 1 يو 3: 10). وسماهم أيضًا (أبناء الغضب) و(أبناء المعصية) (أف 2: 2، 3)
إن أتاك أحد إذن وقال لك إنني ابن لله، لأني تجددت وتبررت وتقدست. فقل له (من ثمارهم تعرفونهم)
الأعمال إذن ثمرة للإيمان، وبرهان على وجود الإيمان وبرهان على البنوة لله. وماذا أيضًا؟ نقول كذلك.
بالأعمال يكمل الإيمان:
فهكذا قال الرسول (وبالأعمال أكمل الإيمان) (يع 2: 22). لقد بلغ الأمر بيعقوب الرسول أنه -عندما تكلم عن الديانة- قال (الديانة الطاهرة النقية عند الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم) (يع 1: 27). وكل هذه أعمال ولا شك. ولكننا لا نستغل هذه الآية – كما يفعل البعض – وذلك لإيماننا بمبدأ (خطورة استخدام الآية الواحدة).
مادامت الأعمال إذن بهذه الأهمية. فلنتذكر على الدوام قول مار يعقوب (فمن يعرف أن يعمل حسنا، ولا يعمل، فذلك خطية له) (يع 4: 16).