![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إننا لا نستغل الآية الواحدة لصالحنا فمثلا إن وجدنا يوحنا الرسول يقول: *(إن علمتم أنه بار هو، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه) (1 يو 2: 29). ![]() إن قرأنا مثل هذه الآية وحدها، وإنما مع هذه الآية نذكر الإيمان والمعمودية وأسرارالكنيسة التي لم تتضمنها الآية مطلقا من حيث اللفظ. ![]() وبالمثل أيضا إذا قرأنا ليوحنا الرسول قوله: *(نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأننا نحب الإخوة) (1يو 3: 14) فلا يمكن أن نتخذ هذه الآية دليلا على أن المحبة وحدها كافية لتخليص الإنسان، ونقله من الموت إلى الحياة!! وكذلك بنفس الأسلوب لا يمكن أن نستعمل الآية التي تقول: *(الله محبة. ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه) (1 يو 4: 16). وبنفس الأسلوب لا يمكن أن نستغل أية آية من الآيات التي تتحدث عن الأعمال وأهميتها، مثل قول السيد المسيح للشاب الغنى: *(إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا) (مت 19: 17). هل مجرد حفظ الوصايا وحده يكفى، بدون إيمان وبدون معمودية؟! بلا شك. أما الآية فتفهم آخر يتفق مع الملابسات التي أحاطت بها. ![]() وهكذا أيها الأحباء، علينا أن نتذكر باستمرار -في تعرفنا على الإيمان السليم- تلك الآية الجميلة التي تقول: * (لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى) (2 كو 3: 6).فلنبحث إذن عن مفهوم الخلاص مقتادين بروح الكتاب، لا بحرفه، محاولين أن نجمع في صعيد واحد النصوص المتعددة التي تتناول الموضوع. لنطرق موضوعنا من جميع نواحيه لا من زاوية واحدة فقط، ولا من ملابسة معينة فقط. ونصيحتي لكم أن تبعدوا عن قراءة الكتب الغربية، التي تبعدكم عن الإيمان السليم. ونصيحتي أيضا أن تبحثوا الموضوع في تواضع كثير، لأن الاعتداد بالذات، في الأمور اللاهوتية، قاد كثيرين إلى الهرطقة. بعد هذه المقدمة الوجيزة نتحدث عن الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي ووسائطه. |
![]() |
|