"ميركل" تقترح إنشاء شبكة أوروبية لمواجهة أنشطة التجسس
ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل كشفت عن خطط لانشاء شبكة اتصالات أوروبية في اطار حملة واسعة النطاق للتصدي لانشطة التجسس الكبيرة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأمريكية ووكالة الاستخبارات البريطانية "جي سي إتش كيو".
وقالت الصحيفة في تقرير نشر على موقعها الالكتروني اليوم إن هذه الخطوة تعد أول رد فعل ملموس من حكومة ميركل على حالة السخط والاستياء العام والسياسي التي سادت في البلاد عقب انكشاف أمر انشطة التجسس التي قامت بها وكالة الامن القومي الامريكية ونظيرتها البريطانية في اكتوبر الماضي والتي شملت قيام الولايات المتحدة بالتجسس على الهاتف المحمول الشخصي لميركل وكذلك قيام جهاز الامن الخارجي البريطاني "ام آي 6" بتشغيل موقع للتجسس من مبنى السفارة البريطانية في برلين.
ونوهت الصحيفة الى قول ميركل في معرض إعلانها عن المشروع، انها تتصور أن توفر "شبكة الاتصالات الأوروبية" المقترحة، الحماية من انشطة التجسس التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الامريكية من خلال الافلات من الترتيب الحالي والذي تمر بموجبه رسائل البريد الإلكتروني وبيانات الإنترنت الأخرى تلقائيا عبر الولايات المتحدة.
واشارت الصحيفة في هذا الصدد الى أن تجسس وكالة الامن القومي الامريكية على الهواتف المحمولة والانترنت الأخيرة كان من اكبر عمليات التجسس في الاتحاد الاوروبي، موضحة أن وكالة الأمن القومي الامريكية بوسعها، بالتعاون مع وكالة الاستخبارات البريطانية "جي سي اتش كيو"، الدخول مباشرة على كوابل الانترنت تحت البحر، والتي تحمل الاتصالات بين اوروبا والولايات المتحدة عبر المحيط الاطلسي.
وقالت ميركل انها تعتزم مناقشة المشروع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند عندما تلتقيه في باريس غدا الاربعاء كما ستناقش هذا الأمر كذلك مع الشركات الاوروبية التي توفر الأمن للمواطنيين الاوروبيين، بحيث لا يتعين ارسال رسائل البريد الالكتروني والمعلومات الاخرى عبر الاطلسي، بل يمكن بناء شبكة اتصالات داخل أوروبا.
وقالت الصحيفة ان مسؤولين بالحكومة الفرنسية ردوا بأن باريس تعتزم تبني المبادرة الالمانية، موضحة أن مقترحات ميركل تأتي في اطار حملة المانية أوسع نطاقا لمكافحة انشطة التجسس، وتردد ان هذه الحملة قد أطلقت بالفعل في عدد من اجهزة الاستخبارات الالمانية، لمكافحة انشطة التجسس من جانب وكالة الامن القومي الامريكية وجهاز الاستخبارات البريطانية "جي سي اتش كيو".