المسيح هو مخلِّص العالم وفاديه
قال عنه الملاك في البشارة إنه يدعي يسوع " لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى1: 21). ولم يقتصر خلاصه على شعبه، بل قال " لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47). بل قيل إنه " هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو4: 42). وقد قال عن نفسه إنه " جاء لكي يخلص ما قد هلك" (متى18: 11) (لو19: 10)... والعالم كله تحت حكم الهلاك.
# وهو جاء ليخلص من الخطايا:
ويخلص شعبه من خطاياهم (متى1: 21). وكما قال بولس الرسول "إن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تى1: 15). وقال " بذل نفسه لأجلنا يفدينا من كل إثم" (تى2: 14). وقال أيضًا "المسيح افتدانا من لعنه الناموس" (غل2: 13).
# والمسيح قدم خلاصًا تامًا أبديًا:
قال عنه الرسول إنه كرئيس كهنة "يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام" (عب7: 25). وقال إنه " صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي" (عب5: 9). ولهذا يعجب الرسول قائلًا " فكيف تنجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟!" (عب2: 3). والخلاصة أن المسيح جاء فاديًا، ومخلصًا وكفارة، يخلص العالم كله من خطاياهم، ويفديهم من كل إثم، ومن لعنة الناموس، خلاصًا أبديًا، إلى التمام...
# والمسيح وحده هو المخلص:
وفي هذا قال القديس بطرس الرسول " ليس بأحد غيره الخلاص" (أع4: 12).
# ماذا نستنتج ؟
1 خلاص العالم من الخطايا يحتاج كما قلنا إلى كفارة غير محدودة لفدائه. وليس غير محدود إلا الله وحده. ولما كان السيد المسيح قد قام بهذا الفداء. وأكمله إلى التمام، وافتدي جميع الناس من كل إثم، مخلصًا إياهم خلاصًا أبديًا من لعنة الناموس... إذن فالمسيح غير محدود، وإذن هو الله. إن عملية الفداء إثبات رائع يؤكد لاهوت المسيح، لأنه إن لم يكن كذلك، ما اعتبر الفداء فداء، وما كان يمكنه أن يخلص العالم كله من جميع الخطايا...
* * *
2 يقول الله " إلهًا سواي لست تعرف، ولا مخلص غيري" (هو13: 4). ويقول " لا إله غيري، إله بار ومخلص ليس سواي" (اش45: 21). ووسط كل هذا، يثبت أن هناك مخلصًا هو المسيح يسوع، وأنه المخلص الوحيد، وليس بأحد غيره الخلاص" (أع4: 12). فكيف يمكن التوفيق بين كل هذا؟ هل الله كاذب؟! أم الكتاب كاذب؟! حاشا. بل ليكن الله صادقًا. ولا يمكن أن يكون هكذا، إلا إذا كان الله هو المسيح. بحيث حينما نقول إن الله هو المخلص، إنما نعنى نفس الوقت أن المسيح هو المخلص.
* * *
3 إن كان المسيح ليس هو الله، وقد بذل نفسه عن جميع الناس حبًا لهم، فهل المسيح أكثر حبًا للناس من الله؟! وهل يوجد كائن آخر يفوق الله في حبه للبشر. ولا شهود يهوه يستطيعون أن يقولوا شيئًا من هذا...
* * *
4 وإن كان المسيح غير الله، وقد قام بالفداء مرغمًا كمجرد طاعة لأمر، فإن هذا يفقد عملية الفداء أكبر ركن فيها. ويتعارض أيضًا مع قول السيد المسيح " ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" (يو15: 13). كما أن ذلك يتنافي مع قول الكتاب المقدس " إن المسيح بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم" (تى2: 14).
* * *
5 وإن كان المسيح غير الله، وقد كلفه الله بهذا حبًا من الله للعالم كما تقول الآية " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد..." (يو3: 16). فهل معنى هذا أن الله أحب الناس على حساب غيره؟! كلا. إن هذه الآية لا يمكن أن يستقيم فهمها إلا إذا كان الله والمسيح واحدًا، كما قال السيد المسيح " أنا والآب واحد" (يو10: 30). وبهذا يفهم أن الله فدي الناس بنفسه. وبهذا يتحقق قول الكتاب " الأخ لن يصدق قول بولس الرسول " قد ألقينا رجاءنا على الله الحي، الذي هو مخلص جميع الناس" (1تى4: 10).
* * *
6 إذا كان المسيح غير الله، الحق للناس أن يعبدوه دون الله، فهو الذي خلقهم من العدم حسب قول الكتاب " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3، 10)... وشهود يهوه يعترفون بأنه الخالق. كذلك هو الذي اشتراهم بدمه الكريم وطهرهم لنفسه شعبًا خاصًا (1بط1: 8) (تى2: 14). ومن الذي يستطيع أن يلوم قومًا يعبدون خالقهم وفاديهم؟!
* * *
7 إننا نتمسك بأن المسيح هو الله، ليس فقط لأن هذا هو الدليل الأساسي على إتمام عملية الفداء، وإنما أيضًا إثبات لقول الله " من يد الهاوية أفديهم. ومن الموت أخلصهم" (هو13: 14). لقد نسب الله لنفسه هذا العمل الذي قام به: فليكن الله صادقًا قول المسيح " أنا والآب واحد" (يو10: 30).