منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 09:29 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

المقطع الأول: سفر التثنية 15 : 12 – 17.

" إذا باعكَ عبراني أو عبرانية نفسه، فيخدمك ست سنين وفي السنة السابعة أطلقهُ من عندك حرًّا... فإن قالَ لكَ: " لا أخرج من عندك لأني أحبكَ وأحبُّ بيتك، وأجدُ الإقامةَ عندكَ خيرًا لي " فخذ المخرز وضعهُ في أذنه عند باب بيتك، فيكون لكَ عبداً طول حياته...".



المقطع الثاني: إنجيل يوحنا 15 : 15.

" أنا لا أدعوكم عبيداً بعدَ الآن، لأن العبدَ لا يعرف ما يعمل سيدهُ، بل أدعوكم أحبائي، لأني أخبرتكم بكل ما سمعته من أبي ".



المقطع الثالث: رسالة كورنثوس الأولى 3 : 9.

" فنحنُ شركاء في العمل مع الله... ".



المقطع الرابع: رسالة بطرس الأولى 1 : 14 - 15.

" وكأبناء طائعين لا تتبعوا شهواتكم ذاتها التي تبعتموها في أيام جهالتكم، بل كونوا قديسين في كل ما تعملون .. ".



كلنا نتذكر اللحظة التي جئنا فيها إلى الرب يسوع المسيح وقبلناه كمخلص شخصي لنا، ونلنا عندها الولادة الجديدة وأصبحنا أبناء أحباء، وبما أن الولادة الجديدة والبنوة هي بمثابة إعلان حرب على إبليس، فكلنا قد اختبرَ هذه الحرب، وأيضاً كلنا اختبرَ وما زالَ يختبر الإنحدار مراراً عديدة من المحبة الأولى إلى مستويات أدنى، ثم الإرتفاع مجدداً، وهذا ما يُشبه لعبة " اليويو " أي مرة فوق ومرات عديدة تحت !!!

وأحببت في هذا الصباح أن نتأمل قليلاً في ما قادني إليه الروح القدس، عن نوعية العلاقة الحالية لكل واحد منَّا مع الرب.

فهل هي علاقة حميمة ؟ علاقة الإبن المحبوب بأبيه المُحب ؟ وبالتالي علاقة مُمتعة، مُثمرة، مسؤولة، واعية وتساهم بشكل فعَّال في امتداد الملكوت ؟ أم هي علاقة العبد بسيده ؟ وبالتالي علاقة

" أفعل كل ما يلزم لكي لا يغضب إلهي، وأنتبه دوماً أن لا أقوم بأشياء قد تجلب عليَّ التأديب ؟ ".

أصلي من كل قلبي في هذا الصباح أن يفتح الروح القدس عيوننا الروحية لندرك معاً مغزى هذا التأمل، ولكي يأتي لنا بثمار حقيقية تغيِّر حياتنا، وتفضح مخططات العدو ضد كل واحد فينا.

كما نقرأ في المقطع الأول، وكما نستطيع أن نتأمل في المعنى الرمزي لهذه الآيات، فنحنُ قبلَ أن نعرف يسوع كنَّا جميعنا مُباعين عبيداً للخطيئة، للأهواء، للشهوات ...

وحتى بعد أن نصبح أبناء ونولد من جديد، وبسبب طبيعتنا الخاطئة التي ورثناها، والتي عاشت لفترة معينة في الخطايا، قد نستمر في اختبار العبودية لفترة من الزمن تتفاوت مدتها بين مؤمن وآخر، ونعيش حياة " اليويو " يوم فوق وأيام تحت، وتكون علاقتنا مع الآب السماوي كعلاقة العبد بسيده، ولكي نفهم هذه العلاقة ونستطيع من بعدها اكتشاف حالتنا الحاضرة، تعالوا نستعرض معاً، تفاصيل هذه العلاقة من خلال كلمة الله ومن خلال تصرفات العبيد مع سادتهم في هذه الدنيا:

1 – العبد لا يعرف ماذا يعمل سيده (يوحنا 15 : 15)، فهو يُنفذ الأوامر ويُطيع طاعة عمياء وهو بعيد كل البعد عن خطط سيده وأهدافه وأفكاره.

2 – العبد هو من يرتكب الخطايا باستمرار (يوحنا 8 :34).

3 – العبد لا يقيم في بيت سيده إلى الأبد (يوحنا 8 : 35)، إقامته في بيت سيده مؤقتة، ولسنا نعلم مدتها، وبمعناها الرمزي، قد يتمتع العبد بفترات يشعر فيها بأنه قريب جداً من الله، وفترات أخرى يكون بعيداً جداً عن الله، علاقته متقلبة وليست راسخة على أسس ثابتة ومتينة.

4 – العبد هو الذي يخدم سيده خدمة العين كمن يُرضي الناس (أفسس 5 : 6) فهو يعمل بكد ونشاط عندما يكون مُراقباً من سيده لكي يرضيه، وعندما يغيب سيده، يُوقف العمل، وينصرف للتلهي بأموره الخاصة.

5 – وأخيراً، وأخطر ما يُمكن أن يفعلهُ العبد، هو أن يقوم بكل ما يكمنه من أعمال حتى يرضي سيده، وفقط حتى " لا يؤدب " وهنا تكمن الخطورة، فأنا أفعل كل ما بوسعي، أرهق نفسي، أستنزف كل طاقاتي، وأحاول جاهداً فعل المستحيل لإرضاء سيدي، ولسبب واحد فقط: " لكي لا أؤدب ".



وهذه بعض الأمثال العملية لكي نوضح الواقع العملي:

1 – أقع في خطيئة بصورة متكررة ومستمرة بعد أن أصبحَتْ قيداً في حياتي، فأبكي وأنوح وأتوب باستمرار وبأمانة سائلاً الله أن لا يؤدبني، ولكنني لا أسعى إلى التحرر من هذا القيد بقوة الروح القدس لكي أنطلق.

2 – أصلي، أصوم وأحضر إجتماعات الكنيسة باستمرار، خوفاً من الله وخوفاً من أن أؤدب إذا خالفت هذه الوصايا، ولكنني لستُ أصلي وأصوم وأحضر الإجتماعات للتمتع بالشركة مع أخوتي ومع الآب المُحب ولكي أساهم في امتداد الملكوت، وبالتالي كما ذكرنا، لا أقيم في بيت السيد إلى الأبد، إنما لفترات قد تطول وقد تقصر.

3 – أخدم أخوتي والآخرين، أزور المرضى والمسجونين، وأتحنن على المحتاجين، كخدمة العين، لكي يرأني الناس ويرأني الآب ويرضى عني ولا يؤدبني، ولكن ليسَ بدافع محبتي لإخوتي وللآخرين ...

قاسم مشترك واحد يطغى على علاقة العبد بسيده: " الخوف ".



والآن ما هي صفات الإبن ؟

1 – حــــرّ !!! ليس تحت نير العبودية.

2 – يعرف ما يعمل أبوه، ويُشاركه في التخطيط وفي العمل، وفي التفكير، وفي كافة انشغالاته، فالكلمة تقول: " شركاء في العمل مع الله ".

3 – يُطيع والده طاعة مُدركة، أي عن قناعة ووعي، وليسَ طاعة عمياء مبنية على الخوف.

4 – يعمل دون مراقبة، ودون أن يراه أبوه، فالحقل هو حقله والعمل يخصه، ولأنه يُحب أبيه، فهو لا يحاول أن يغشه، ليسَ خوفاً منهُ وخوفاً من التأديب، بل لكي لا يجرح قلب من أحبّهُ.

والآن تعالوا معاً نخلط هذه الصفات مع التي سبقتها، نجمع، نطرح، نقسم ونضرب، ونستنتج العِبَرْ التي يريد الروح القدس أن يوصلها لنا !!!

قد تقول لي، كل من يقبل يسوع كمخلص شخصي لهُ، ويُولد من جديد، يُصبح ابناً، وبالتالي لا تستطيع أن تسميه عبداً. وأنا أقول لكَ، نعم هذا صحيح، فالتسمية هي بكل تأكيد:

" إبن " وعندما تموت ستذهب إلى السماء، إنها النعمة الغنية وكل هذا هو على حساب دم الرب يسوع، فلا تخف إن كان هذا هو كل ما تفتش عنه. ناسياً المهمة المطلوبة منكَ، ناسياً المأمورية العظمى، منشغلاً فقط في أمورك، ومشاكلك وقيودك، ومعطل عن الإستخدام. نعم لن يستطيع أحد أن يسرق منكَ هذه التسمية:

" إبن " لكــــن الكلمة تقول: " ... إن الوارث لا فرق بينه وبين العبد ما دامَ قاصراً مع أنه صاحب المال كله " (غلاطية 4 : 1).

نعم التمسية " إبن " لكنَّ التصرف وطريقة الحياة " عبد " وأيهما الأهم في نظرك ؟ فهل قرأت معي هذه الآية: الإبن الوارث، ولكنه قاصر، وبالرغم من أنه صاحب المال كله، أي أنه يمتلك كل شيء، ولكنه قاصر، فلا فرق بينه وبين العبد، أي بالرغم من أنه " إبن " فهو يعيش حياة " عبد " التي ذكرناها سابقاً ولماذا ؟ لأنه قاصر، وما هو معنى كلمة قاص ر؟ حرفياً معناها الشخص الذي لم يبلغ سن الرشد، وروحياً معناها الإبن غير الناضج روحياً والذي يحيا حياة العبد الذي يعمل ليلاً ونهاراً فقط: " لكي لا يؤدب ".

والآن عِبَرْ ومعاني بأسطر بسيطة:

إن كنتَ تعمل وتكدّ وترهق نفسك وتعترف بخطاياك ولو بأمانة لكي لا تؤدب، لا تخف، فأنا ومنذ الآن أستطيع أن أطمئنك بأنه سيرحمك ولن يؤدبك، وسوف تصعد إلى السماء عندما تموت، لكنني أريد أن أخبرك بأنكَ ستبقى كل العمر منشغلاً بخطاياك وقيودك وصراعاتك، وخدمة العين التي ترضي من يراها تعمل، وخدمة الخوف من السيد، لكنك لن تُستخدم من قِبَلْ الله لمساعدة الآخرين، فالناس تموت من حولك وتغرق في صراعاتها وأمراضها وهمومها وتصرخ طالبةً النجدة والمساعدة، وأنت ستبقى تتفرج عليها فقط، ولن تمد لها يد المساعدة !!!

قد تُدعى إلى إجتماع للتشفع من أجل أخ مريض مرض خطير، وقد تأتي وتصلي وتتشفع ولكننــي أسألك لماذا ؟ هل هي خدمة العين ؟ ليراك الناس ولكي ترضيهم وترضي أهل هذا المريض ؟ أم ليراكَ الله ومن ثم تقول له إنني أصلي، أبعد عني التأديب ؟ أو لقد صليت، أطلب منكَ أن تسجل لي علامة أو علامتين في سجلي عندك ؟ أم أنتَ تريد أن تأتي إلى هذا الإجتماع لكي تتشفع وتصلي لسبب واحد فقط وهو: أن يشفى أخوك لأنكَ تحبه وتريد إنقاذ حياته من الموت ؟

العبد يصلي ويصوم ويزور المرضى ليراه الناس والله، محاولاً زيادة علاماته في دفاتر السماء.

الإبن المُحب يصلي ويصوم ويزور المرضى لكي يمتد الملكوت وتخلص النفوس ويشفى المرضى.

والآن جميعنا مدعوون أن نكون صادقين وأمناء للحظة واحدة فقط. من منَّا ليسَ عبداً في أغلب تصرفاته أو ربما في بعضها ؟ ومن منَّا ابناً حقيقياً وشريكاً فعَّالاً في العمل مع الآب السماوي ؟ لحظات نفكر فيها من خلال ما تأملنا فيه، ومهما كانت النتيجة، ومهما كان مستوى العبودية، تعالَ نقوم معاً بما يلي:

نعود إلى سفر التثنية ونتأمل ماذا حصلَ ؟ السيد يُطلق عبده، لكنَّ العبد يصرخ قائلاً: " لا أريد، لا أخرج من عندك لأني أحبك وأحب بيتك وأجد الإقامة عندك خيراً لي ".

ما هو المعنى ؟

يسوع يقول لكَ: " إذا كنتَ حتى هذه الساعة، تخدمني كعبد، توقف أنا حررتك وأنا أطلقك، لا أريد أن تخدمني بعد اليوم كعبد، فأنتَ حرّ ".

وأنتَ تجيبه: " لا أخرج من عندك ليسَ لأنني أريد أن أبقى عبداً وأخدمك خدمة العبيد لأسيادهم، بل لأنني ممتن لما فعلته على الصليب من أجلي، فأنا سأخدمك لأنني أحبك، وأحب بيتك، وأجد الإقامـة عنـدك خيراً لي ".

نعم هذا ما يسمونه: " عبد محبة ".

وتعالَ نعود إلى يوحنا 15 : 15 ونقبل ما يقوله يسوع: " أنا لا أدعوكم عبيداً بعدَ الآن، لأن العبدَ لا يعرف ما يعمل سيدهُ، بل أدعوكم أحبائي، لأني أخبرتكم بكل ما سمعته من أبي ".

وتعالَ نكون شركاء في العمل مع الله كما تقول 1 كور 3 : 9، وتعالَ نكون أبناء طائعين، نطيع عن حب وقناعة وليس عـن خـوف من التأديـب، كمـا تقـول 1 بطرس 14، وتعالَ نعود ثانيةً إلى سفر التثنية، نقف على عتبة الباب، الحد الفاصل بين العبودية والحرية، ونقول ليسوع: " خذ المخرز وضعهُ في أذني عند باب بيتك، فأكون لكَ عبداً طول حياتي، لكن عبد محبة ".

وتعالوا أخيراً نطلب معونة الروح القدس، أن يُحررنا من ذهنية العبيد، ويُجدد ذهننا لنستقبل ذهنية الأبناء المحبوبين، نعمل بكدّْ ونشاط في الملكوت، إنه ملكوتنا ولسنا أجراء بل أبناء، الناس الخطاة والمعذبين هم مسؤوليتنا وليسوا مسؤولية الآب السماوي ويسوع والروح القدس فقط، نحن أبناء، وما يُشغل قلب أبونا يُشغل قلبنا، الحصاد هو حصادنا، والحقل هو حقلنا، والغلال هي غلالنا، والثمر هو ثمرنا، والبيت هو بيتنا، ألم تسمع الترنيمة التي تقول: " نحنُ أهلُ بيت الله ". نعم نحنُ أهل البيت ولسنا عبيداً، والإبن وحدهُ من يُقيم في البيت إلى الأبد.

عزيزي:

أرفض في هذا الصباح أن تكون وارثاً وإبناً قاصراً، لكَ لقب البنوة، ولكنكَ تحيا حياة العبيد، قم من نومك، أنتفض على إبليس وجنوده، تحرر من كل عبودية ولا تقبل إلاَّ أن تكون إبناً محبوباً مُثمراً ومُساهماً في امتداد الملكوت، إنه ملكوت أبيك وأنت شريك في العمل معهُ.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تبـك إذا نويت أن تفكر
ونحت نعلم
نويت ان اصلي
نويت ان نصلي ركعتان
نوحة


الساعة الآن 01:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025