منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 06 - 2012, 09:09 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

المقطع الأول: رسالة رومية 6 : 3 – 4.

" ألا تعلمون أننا حينَ تعمّدنا لنتّحد بالمسيح يسوع تعمّدنا لنموت معه، فدفنّا معه بالمعمودية وشاركناه في موته ...".



المقطع الثاني: رسالة كولوسي 2 : 12.

" فأنتم عندما تعمّدتم في المسيح دُفنتم معهُ .... ".



سأبدأ تأملي هذا بتوجيه سؤال لكل واحد منكم.

هل سَبَقَ وأقمتَ ميتاً في حياتكَ ؟

وكم مرةً حصلَ ذلكَ ؟

للوهلة الأولى، الكل سيقول لا لم يسبق لي أن أقمتُ ميتاً في حياتي، لكنني أؤكد لكَ أن كل واحد منّا أقام ميتاً ولعدة مرات، وسوف أوضح ذلك خلال هذا التأمل فلا تتسرع في الإجابة !!!

الدفـــن !!!

الكلمـة المنسيـة والمُهملـة دوماً، والتي لا يُعيرها أحدٌ منّا اهتمامه، لكنَّ جهدنا ينصبُّ دوماً للإهتمام بكلمة " الموت " التي ترد كثيراً في الإنجيل والذي يسعى أغلبنا إلى الإهتمام بها، والإهتمام بأن نموت عن ذواتنا لكي نحيا حياة مثمرة للمسيح، ويقوم أغلب المؤمنين الأمناء للرب بمحاولات كثيرة، ويرفع أغلبهم صلوات كثيرة لكي يساعدهم الروح القدس أن يموتوا عن رغباتهم وأهوائهم مستندين على الآيات الكثيرة الواردة في الكتاب المقدس والمتعلقة بهذا الموضوع فبولس يقول: " أموت عن نفسي كل يوم " (1 كور 15 : 31)، ورسالة كولوسي 2 : 20 تقول: " فإن كنتم قد متم مع المسيح وتخلصتم من قوى الكون الأولية "، ويسوع نفسه يقول:

" الحقَّ الحقَّ أقولُ لكم: إن كانت الحبة من الحنطة لا تقع في الأرض وتموت، تبقى وحدها.. " (يوحنا 12 : 24)، ورسالة رومية 6 : 2 تقول: " ... فنحن الذين متنا عن الخطيئة كيفَ نحيا فيها بعد ؟ ".

وهذا أمر صحيح وبالغ الأهمية، فالموت مع المسيح، والموت عن الذات من أهم الأمور التي يجب أن يختبرها كل مؤمن لكي تغدو حياته عميقة ومثمرة، ولكننا ننسى عمل هام للغاية وهو:

" الدفن " وهذا ما سنتأمل به اليوم بمعونة الروح القدس، وسنتأمل بأهميته الكبيرة الذي بدونه يصبح قد الموت عديم الفائدة !!!

في كافة أرجاء الكرة الأرضية، يتم التثبت من الموت بصورته النهائية بعد إتمام مراسم الدفن، ولذلك سبب وجيه وهو أنه طبياً قد مرّت حالات كثيرة، قام فيها أناس من الموت قبلَ دفنهم، كونهم كانوا في غيبوبة سريرية أختلطت على الأطباء في البداية فأعتبروها موتاً، إذن الدفن ضروري لتأكيد ثبات الموت للشخص.


أمَّا بالنسبة لنا نحن كبشر، فكلنا فقدَ أحباء لهُ، وحزنَ كثيراً عند موتهم، ولكن الحزنَ الأكبر يصل إلى ذروته لحظة الدفن، لأنها تكون اللحظة الأخيرة التي نرى فيها هذا الميت العزيز على قلوبنا، ولأننا ندرك في أعماق نفسنا أن موته تأكدَ 100% ولا مجال لعودته إلينا أو لرؤيته ثانيةً. لذلكَ جاءت الكلمة في الكتاب المقدس لتوصينا " بالدفن " بعد الموت، وهذه الكلمة تصف المعمودية بالدفن مع المسيح وليس بالموت، وذلكَ واضح في المقطعين الكتابيين اللذين أوردناهما في البداية من رسالتي رومية وكولوسي، وللروح القدس قصد واضح من ذلك، فرسالة كولوسي تقول بما لا يقبل الشك أبداً:

" فأنتم عندما تعمّدتم في المسيح دُفنتم معه ... ".

ولماذا دُفنتم ؟ لتأكيد الموت 100% ولعدم الإحتفاظ بهذا العتيق ميتاً وممدداً أمام أعيننا وحتى لا نقيمه من الموت عندما نشتاق إليه وهذا ما سنراه مع بعضنا !!!

أحبائي كنتُ قد سألتكم في البداية هل أقامَ أحدٌ منكم ميتاً ؟ وتوقعت معكم أنه للوهلة الأولى ستكون إجابة الكل لا لم نُقِم موتى بعد، لكنني أؤكد لكم أن كل واحد منكم وكل يوم وعدة مرات يقيم ميتاً وهذا الميت هو:

" إنسانك العتيق المحبوب ".

والذي تركتهُ ممدداً أمامك ولم تدفنهُ بعد !!!

كيف ومتى أقيمهُ ؟

أحبائي لا يوجد شخص في الكون كله يمكن أن تحبهُ أكثر من نفسك !!!

ولذلكَ ولكثرة تعلقك بنفسك قد تقبل يوماً ما، وبسبب تعاملات الروح القدس معك أن تميت نفسك كي تنمو أكثر وأكثر في العلاقة والعمل مع الرب، لكن وبسبب تعلقك الكبير والمخيف بذاتك، سترفض أن تكمل هذا العمل وتتمم مراسم الدفن وتقفل أبواب المدفن بإحكام على إنسانك العتيق العزيز على قلبك لكي تؤكد موته 100% ولكي تؤكد عدم عودته إلى الحياة مجدداً !!! لا بل بالعكس فإننا نقيمه من الموت يومياً ولعدة مرات.

تخبرنا الكلمة بأن الرب يسوع قد أكملَ العمل، عندما صرخَ على الصليب قائلاً: " قد أكمل "، ومن أهم الأعمال التي أكملها الرب يسوع هي صلبه لإنساننا العتيق، لكنه تركَ مهمة إنزاله عن الصليب ودفنه على عاتقنا نحن بمعونة الروح القدس، فالبروح نميت أعمال الجسد (رومية 8 : 13)، وبالمعمودية ندفن هذا العتيق لنؤكد موته وتَرْكَنَا له 100%، لكن أغلبنا بدلاً من أن يستعين بالروح القدس ليميت أعمال العتيق، وبدلاً من أن يعتمد للمسيح فعلياً وعملياً واختبارياً، ويقوم بدفن هذا العتيق وإحكام الإقفال عليه، يقوم بإقامته من الموت يومياً وعدة مرات.

أوصتنا الكلمة أن نقطع صلتنا بهذا العتيق بصورة كاملة، مما يعني أنه يتوجب علينا أن نرفض كل أعماله، الحسنة والسيئة بنفس الوقت، وأريد أن أركّز هنا علـى رفـض الأعمـال الحسنـة قبـل السيئـة، لأن السيئـة تكـون واضحـة ومفضوحـة " زنـى، فجـور، دعـارة، عبـادة أوثـان، سحـر، غيرة، سكر ..." (غلاطية 5 : 19 – 21)، وغالباً ما يرفضها المؤمنون لا سيما علنياً، لكن أعمال العتيق الحسنة فإنني على يقين بأن أحداً منّا لا ولن يرفضها، لأنها بظاهرها جميلة وجيدة ومفيدة، كمحبتنا للآخرين، الحسنات، مساعدة الغير، الخدمة في وسط غير المؤمنين.

لكنني لو طلبتُ منكَ في هذا الصباح أن تتوقف للحظة واحدة، وتسمح للروح القدس أن يتفحَّص دوافع أعمال العتيق الحسنة، فهل تعتقد أنه سيجد دافع واحد جيد أو نقي ؟ أحبائي محبتنا البشرية محدودة فهي تحب من يحبها، وتحسن إلى من يحسن إليها، تساعد الغير لتتلقى المديح والشكر منهم، تخدم في وسط غير المؤمنين لتنال إطراء المحيطين بها، لكن ماذا لوا بادلكَ من أحببته بالطعن في الظهر، فهل ستستطيع أن تغفر له وتكمل محبتكَ لهُ ؟ وماذا لو أساءَ إليكَ من أحسنتَ إليه فهل تستطيع مسامحته أو الصلاة لأجله ؟ أسئلة أتركها بين يديك، ولا تغضب منّي أن أجبتُ عنكَ وقلت لكَ بالطبع لن تستطيع !!!

أحبائي وحدها محبة الله الآب هي محبة غير مشروطة، يمكنها أن تحب في كل الظروف والأوقات والأزمنة، وهي التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس، لكنها انسكبت في الإنسان الجديد الذي وُلِدَ عندما قبلنا المسيح كمخلص شخصي لنا، ولن تجدها أبداً في العتيق. وحده الرب يسوع يستطيع أن يحيا الحياة المقدسة البعيدة عن كل أعمال الجسد الذي ذكرناها سابقاً والمدونة في رسالة غلاطية 5 : 19 –21 والرب يسوع يسكن في إنساننا الجديد وليس في العتيق أبداً. ولكننا للآسف وفي ممارستنا اليومية نقيم هذا العتيق من الموت ونصطحبه معنا ثم نعيده إلى مكانه السابق ونطلب منه أن يموت مجدداً. نُدعى إلى حفلات أو إلى سهرات ليست في خطة الرب لحياتنا، ونبدأ بالتفكير، ناظرين نظرة إلى الرب ووصاياه، ونظرة أخرى إلى العتيق الميت والممدد أمامنا، وغالباً ما نأخذ قراراً بإقامته من الموت، حيث نصطحبه معنا إلى هذه الحفلة، وعندما نعود إلى البيت نعود فنميته ونمدده أمامنا ونعود فننظر إلى الرب من جديد.

يهاجمنا إبليس بأفكار زنى، غضب، نجاسة، غيرة، نميمة، إعتداد بالنفس، فنكرر نفس القصة، نظرة إلى الرب ووصاياه ونظرة إلى العتيق الميت والممدد أمامنا وغالباً ما نعود ونقيمه من الموت ونصطحبه في رحلة زنى أو غضب أو نميمة أو ... ثم نعود ونميته من جديد ونمدده أمامنا، والأخطر من ذلكَ إصطحابه في رحلات محبة الآخرين من خلاله، أو مساعدتهم، أو الإحسان إليهم، لأننا قد نراه جيداً محبّاً ومحسناً ومساعداً وقد لا نعود ونميته من جديد فهو جيد ويحب مساعدة الغير !!!

ولماذا يحصل كل هذا معنا ؟ أحبائي لا تضلّوا أبداً السبب واحد فقط:

" لم تُكمل مراسم الدفن ".

لم نقم بدفن حبيبنا العتيق ولم نقفل الأبواب عليه لكي نؤكد موته 100%.

الدفن !!!

نعم الكلمة والعمل المنسيين في حياتنا، فماذا نفعل ؟

ببساطة نتجاوب في هذ الصباح مع دعوة الروح القدس لنا، نعود ونتعمّق من جديد بالمعنى الحقيقي للمعمودية، ونراها بأنها الدفن مع المسيح، ونصرخ للروح القدس بأن يأتي ويُعين ضعفنا، ويُساعدنا بأن نتخذ القرار المناسب، بأن نرفض هذا العتيق بكل أعماله الحسنة قبل السيئة، ونقدمه له، ونقوم بدفنه دون أي تراجع، نقفل الأبواب بإحكام ونكمل مراسم الدفن حتى لا نعود ونراه ثانيةً ونردد قائلين:

" مع المسيح دُفنت ".
رد مع اقتباس
قديم 02 - 06 - 2012, 09:30 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف يقام طقس الدفن؟
منازل الدفن
طقس الدفن في السماء
طقوس الدفن في يانومامي
الدفن والقيامة


الساعة الآن 12:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024