رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يعقوب أبو الآباء ومتاعب بعد البركة البركة استطاع يعقوب أن يحصل علي بركة أبية. وكانت بركة الآباء كنزًا عظيمًا يسعى أليه الأبناء.. البركة في تاريخ البشرية صدرت من الله مباشرة، ومن الله وحده. كما بارك الله آدم وحواء (تك 1: 28). وكما بارك نوحًا وبنيه (تك 9: 1). وكما بارك أيضًا أبانا إبراهيم (تك 12). وهو أول إنسان قال له الله "وتكون بركة" (تك 12: 2). وهكذا صار الآباء مصدرًا للبركة.. لم يكونوا بالنسبة إلي أبنائهم مجرد آباء جسديين، بل كانوا لهم آباء روحيين أيضًا في ذلك الزمان كان الكهنوت للأب رئيس العائلة. وهكذا كان أبونا نوح يقدم محرقات للرب (تك 8: 20). وأبونا إبراهيم كان كذلك: بني مذابح ودعا باسم الرب (تك 12: 7، 8). وإسحق أيضًا بني مذبحًا ودعا باسم الرب (تك 26: 25). كان هؤلاء الآباء كهنة يقدمون علي المذابح محرقات. وكانت في أيديهم البركة واللعنة. من يباركونه يصبح مباركًا. ومن يلعنونه يصبح ملعونًا، كما فعل أبونا نوح (تك 9: 25- 27) لعن كنعان فصار كذلك. لم يكن إسحق إذن مجرد أب جسدي لعيسو ويعقوب. بل كان أيضًا أبًا روحيًا لهما، كاهنًا له سلطان، ويمكن أن يمنح البركة. كان وكيلًا لله علي الأرض. وكل منهما كان بكل قوته يسعي لنوال بركته.. الخدعة يعقوب سعي إلي البركة بطريقة الغش والخداع. لقد أطاع نصيحة أمه. وفي الواقع لقد أطاع شهوات قلبه التي كانت تتفق مع هذه النصيحة. والعجيب أن أمه لم تقدم له حيلتها كنصيحة، بل كأمر. وهكذا قالت له: "الأن يا ابني، اسمع لقولي في ما أنا أمرك به" (تك 27: 8). ويعقوب لم يرفض. لم يقل لها في حزم "لا أقدر أن أخدع أبي، محتقرًا عمي بصره". بل انه كان يخشي فقط انكشاف الخدعة. ولم يكن يعقوب جريئًا وشجاعًا مثل سليمان الذي رفض طلب أمه في أن تعطي أبيشج الشونمية امرأة أبيه زوجة لأدونيا أخيه، بل أمر بقتل أدونيا الذي توسطت له أمه، عقابًا له علي جرأته في أن يطلب امرأة أبية زوجة له (1مل 2: 17- 25). وهكذا لم يطاوع سليمان أمه، محترمًا أباه حتى بعد موته. أما يعقوب فتقدم ليخدع أباه، مرتكبًا خطايا عديدة.. قال له "أنا عيسو بكرك، قد فعلت كما كلمتني. قم أجلس وكل من صيدي، لكي تباركني" (تك 27: 19). كم كذبة كذبها يعقوب في هذه العبارة؟ لا هو عيسو البكر، ولا لأبوه كلمه عن صنع أطعمة له، ولا هو اصطاد شيئًا..! ولما تعجب أبوه من السرعة في الصيد وإعداد الطعام، أجابه يعقوب "الرب إلهك يسر لي"!! كل هذا أدخل الشك في نفس إسحق. وبخاصة لأن "الصوت صوت يعقوب". فقال له تقدم لأجسك يا أبني. أأنت هو أبني عيسو أم لا". وعاد إسحق يسأله مرة أخري "هل أنت هو أبني عيسو؟" فقال "أنا هو (تك 27: 21، 24). ولم يكتف إسحق بهذا،بل أمره أن يتقدم، وشم رائحة ثيابه.. إنها ثياب عيسو التي ألبستها رفقة لأبنها يعقوب.. أن رفقة كانت ذكية. فلم تطبخ الطعام فقط لاسحق، بل طبخت العملية كلها. كانت رواية: ألفها الشيطان، وأخرجتها رفقة، ومثلها يعقوب، وخدع بها أباه. هل كان قلبه مضطربًا وخائفًا خلال ذلك؟ خلال أسئلة أبيه المتكررة المرتابة، وهو يجسه ويشمه ويقول له: هل أنت هو؟ عجبًا إن هذا الضعيف كانت له وقتذاك قوة، أمكنه بها أن يصمد وأن يحتمل شك أبيه. بل أن يقبل أباه فيما كان يخدعه) (تك 27: 26، 26). والعجيب أن البعض دافع عن يعقوب في خدعته!! فقال أنه لما اشتري البكورية من عيسو، أشتري شخصية عيسو!! وهذا رأي غير مقبول من نواح عديدة: فيعقوب من نواح عديدة: فيعقوب كان يعرف أنه يخدع أباه، بدليل أنه خاف من ذلك أولًا وقال لأمه "أجلب لنفسي لعنة لا بركة" (تك 27: 12). وبدليل أنه لبس ملابس عيسو كما أن أمه "ألبسته في يديه وملابسة عنقه جلود جدي الماعز "وأيضًا كذبه علي أبيه في قوله "قم أجلس وكُل من صيدي" وقوله من جهة السرعة "الرب إلهك يسر لي! "ولو كان يعني مجرد شراء البكورية، لكان يقول لأبيه: أنا بكرك عيسو.. كما أنه كذب علي أبيه مرة أخرى، حينما سأله أبوه "هل أنت هو أبني عيسو؟" فقال: أنا هو. وهنا السؤال عن الشخص وليس عن البكورية.. انكشاف الخدعة الخلاصة أنه نال البركة بالخدعة، وبقي أن يواجه نتائجها. وأولي النتائج هو انكشاف الخدعة بعودة عيسو.. ولا شك أن يعقوب ورفقة كانا يعلمان أن عيسو سيعود من صيده، ويقدم طعامًا لأبية ويطلب بركته، وتنكشف اللعبة.. ولكن لابد أنهما كانا يعلمان أيضًا أن البركة حينما تعطي، لا يمكن أن تسحب "لأن هبات الله ودعوته، هي بلا ندامة" (رو 11: 29).. حتى "إن كنا غير أمناء، فهو يبقي أمينًا" (2تي 2: 13). وهو قد قال منذ الحبل بيعقوب وعيسو: "وكبير يستعبد لصغير" (تك 25: 23). فلابد أن هذا يتم.. كانت إرادة الله تنفذ، حتى من خلال خطأ يعقوب! وحتى من خلال حيلة رفقة واللجوء إلي طرق بشرية.. إن الله يستطيع أن يجعل كل شيء يؤؤل إلي إرادته المقدسة. حتى الخطاء يحاول نتيجتها إلي خير! لقد أخطأ يهوذا الإسخريوطي وباع سيده بثلاثين من الفضة. وأخطأ مجمع السنهدريم، وحكم علي المسيح ظلمًا، واستخدم شهود زور (مت 26: 60). واخطأ بيلاطس أيضًا في أن سلمه لليهود ليصلبوه.. ومع ذلك فقد آلت كل هذه الأخطاء إلي تنفيذ إرادة الله في قضية الفداء! آلت من جهة نتيجتها. أما سوء فعل أولئك فهو مدان.. عاد عيسو، وصنع أطعمة لأبيه، وطلب بركته. فسأله إسحق من أنت؟ فأجاب "أنا"، "فأرتعد إسحق ارتعادا عظيمًا جدًا" (تك 27: 33). اكتشف انه وقع في خدعة، وأن يعقوب"أتي بمكر وأخذ البركة".. ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا؟! هل من المعقول أن يسمح الله بأن تعطي البركة لمن لا يستحقها؟! وهل ستثبت البركة التي أخذها يعقوب؟ طبعًا سوف تثبت. ولكن كيف؟! وهنا بدأ ذهن إسحق يجول في أعماق بعيدة.. ويقينًا أنه تذكر في تلك اللحظات الكلام الذي قال الله لرفقة في وقت حبلها "في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان شعب يقوي علي شعب. وكبير يستعبد لصغير" (تك 25: 23). كان قد نسي هذه النبوءة في شيخوخته.. وعاد ليتذكر الآن.. أذن فقد كان علي وشك أن يعطي البركة لعيسو،.ولكن الله صحح له هذا الخطأ، ولم يسمح لاسحق أن يقع فيه. فالبركة هي ليعقوب. هنا وقال إسحق "نعم مباركً" (تك 27: 33). وهنا أيضًا نضع أمامنا حقيقة هامة وهي: أخطاء عيسو أن عيسو لم يكن أمينًا لنفسه، ولا لأخيه، ولا لله: لم يكن أمينًا لنفسه، لأنه باع بكوريته.. وباعها بثمن رخيص، بأكله عدس (تك 25: 32). وهكذا باع الروحيات، وأخذ بدلًا منها الماديات "واحتقر البكورية "! وعندما باع البكورية، بم يكن أمينًا لله. ذلك لأن البكورية وقتذاك كانت تحمل في بركاتها الكهنوت، أي خدمة الله ومذبحه. بل كانت تحمل شيئًا أهم، وهو أنه من نسل هذا البكر سيأتي المسيح، وبنسله تتبارك جميع قبائل الأرض.. فكيف باع كل هذا بأكله عدس؟! ولم يكن عيسو أمينًا لأخيه أيضًا.. إذ كيف ينقض اتفاقاته معه. كيف بعد أن باع البكورية، يأتي إلي أبيه ويقول له "أنا بكرك عيسو" (تك 27: 32)؟! ويطالب ببركة هذه البكورية! أما كان الأجدر أن يقول لأبيه: لست أستحق هذه البكورية، لأني بعتها. وهو لم يبع البكورية فقط، وإنما حلف لأخيه علي ذلك (تك 25: 33). أي أشهد الله علي ذلك. لذلك فهو يطالب بحق ليس له.. فلما سمع ان أباه بارك أخاه يعقوب يقول الكتاب: أن عيسو صرخ صرخة عظيمة ومرة جدًا، وبكي.. وقال: أما أبقيت لي بركة؟! "آلك بركة واحدة فقط يا أبي. باركني أنا أيضًا يا أبي".. ورفع صوته وبكي (تك 27: 34، 38). ويجيبة أبوه: ماذا أصنع لك يا أبني؟! جاء أخوك واخذ البركة. قد جعلته سيدًا لك. ولك يكن إسحق قاسيًا أمام دموع أبنه عيسو.. إنما لقد أخطأ عيسو فهم البركة والبكورية. أهم ما فيها أن يأتي المسيح من نسل من ينال هذه البركة. فمادامت البركة قد أعطيت ليعقوب، وصار له أن يأتي المسيح من نسله، فلا يمكن أن يأتي إذن من نسل عيسو.. ما معني إذن: ألك بركة واحدة فقط يا أبي؟! هل من المعقول أن يعطي نفس البركة لعيسو، فيأتي المسيح من نسل يعقوب ومن نسل عيسو؟! وهذا محال.. لم يكن تفكير عيسو هنا تفكيرًا روحيًا. وكان الأجدر به أن يذهب إلي أخيه يعقوب ويسجد أمامه، ويطلب بركته، وليس بركة البكورية. ولكنه صرخ مرة وبكي، حيث لا ينفع البكاء.. وصدق في عيسو، ما قاله عنه القديس بولس الرسول: قال إنه "لما أراد أن يرث البركة، إذ لم يجد للتوبة مكانًا، مع أنه طلبها بدموع" (عب 12: 17). لقد جاء بعد فوات الفرصة، بعد أن اغلق الباب، مثل الخمس العذارى الجاهلات.. اللائي قلن "يا ربنا، أفتح لنا" فأجبهن الرب "الحق أقول لكن إني لا أعرفكن" (مت 25: 10، 12). لم يكن بكاء عيسو بكاء توبة. أنما كان بكاء حسرة وغيظ وحقد. بكاء من فقد شيئًا لا يمكن أن يرجع. بكاء ليس فيه تذلل ولا انسحاق.. بل يقول الكتاب عن هذا الباكي "فحقد عيسو علي يعقوب، من أجل البركة التي باركه بها أبوه وقال عيسو في قبله: قربت أيام مناحة أبي. فأقتل يعقوب أخي" (تك 27: 41). وطبيعي أن الذي يحقد علي أخيه، ويفكر في قتله، لا يمكن أن يكون إنسانًا تائبًا. لقد بكي وطلب من أبيه بركة. فقال له أبوه "هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك، وبلا ندي السماء من فوق. وبسيفك تعيش، ولأخيك تستعبد، ولكن يكون حينما تجمح، أنك تكسر نيره عن عنقك" (تك 27: 39، 40). وكان مشاعر عيسو الحاقد تقول: بسيفي أعيش؟ ليكن. ولكن بسيفي لن اجعله يعيش.. أقوم واقتل يعقوب أخي.. أن كانت النتيجة الأولي في خداع يعقوب لأبيه، هي انكشاف الخدعة بعودة عيسو من صيده، فأن النتيجة الثانية كانت عزم عيسو علي قتله. ونتيجة لذلك إن رفقة نصيحته بالهروب من أخيه قائلة له: الآن يا أبني اسمع لقولي. وقم أهرب إلى أخي لابان، إلي حاران.. حتى يرتد سخط أخيك عنك، وينسي ما صنعت به.. لماذا اعدم إثنيكما في يوم واحد؟" (تك 27: 42-45). إلى بيت لابان وكانت رفقة امرأة ذكية. فأقنعت إسحق بذلك.. أقنعته بذهاب يعقوب ليقيم عند أخيها لابان في حاران. فكيف فعلت ذلك؟ كان عيسو قد اتخذ لنفسه زوجتين من بنات الحيثيين "فكانتا مرارة نفس لاسحق ورفقة" (تك 26: 34، 35). فضربت علي هذا الوتر، وقالت لزوجها إسحق "ملكت حياتي بسبب بنات حث. إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات حث، مثل هؤلاء من بنات الأرض، فلماذا لي حياة؟!" (تك 27: 46). ومال إسحق إلي كلام رفقة، ودعا يعقوب وباركه وقال له نفس النصيحة: قم اذهب إلي فدان آرام، إلي بيت بتوئيل إبي أمك، وخذ لنفسك زوجة من هناك، من بنات لابان أخي أمك.. لا تأخذ لك زوجة من بنات كنعان" (تك 217: 1، 2). وهنا نري إسحق يبارك يعقوب بركة ثانية، من قلبه وليس كالأولي التي كانت بالخدعة.. لم يلمه علي خدعته، ولم يعاقبه علي أخذه البركة بالمكر، لأنه تذكر الوعد الإلهي. بل دعاه وباركه.. وقال له "الله القدير يباركك ويجعلك مثمرًا".. ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك.." (تك 28: 1، 3، 4). ومضي يعقوب هاربًا من وجه أخيه، بعيدًا عن بيت أبيه وعن حنان أمه، فماذا حدث له؟ |
15 - 02 - 2014, 12:44 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: يعقوب أبو الآباء ومتاعب بعد البركة
شكرا مرمرررررررررررررررررررررررر
|
||||
16 - 02 - 2014, 08:07 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: يعقوب أبو الآباء ومتاعب بعد البركة
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(تكوين 27: 41) فحقد عيسو على يعقوب من أجل البركة |
هل كان يعقوب يستحق البركة؟ |
لماذا لا يسحب اسحاق البركة من يعقوب؟ |
- معاقبة يعقوب أب الآباء (يعقوب هذا الذي أحبه الله) |
يعقوب سرق البركة من اخوه بس غلط |