علاقة كرسي مارمرقس بالرهبنة | قبل ارتباطه بالرهبنة
كان القديس انيانوس هو أول من جلس علي كرسي مارمرقس. وبعده جلس القسوس الثلاثة الذين رسمهم القديس الرسول. ثم القديس يسطس الذي عينه مار مرقس مديرًا للمدرسة اللاهوتية. وجلس علي هذا الكرسي كثيرون من أساتذة هذه المدرسة كما ذكرنا في الفصل الخاص بها.
وكان أساقفة الكرسي المرقسي يختارون أيضًا من خريجي هذه المدرسة، أو من العلماء المشهود لهم، أو من الكهنة البارزين، أو من العلمانيين المعروفين بالتقوى والعلم..
ولم تكن الرهبنة قد ظهرت أو ازدهرت..
فلما ظهرت الرهبنة كانت في أساسها مكرسة لحياة التأمل والصلاة، والتفرغ الكامل للعبادة، وعدم النزول إلي العالم بل الاهتمام بالوحدة والسكون..
وبالكاد كان بعض الرهبان القديسين يقبلون درجة القسيسية لخدمة الأسرار الإلهية في الدرة والبرية. وهكذا ظلت الرهبنة بعيدة عن رئاسة الكهنوت، حتى في القرن الرابع الذي ازدهرت فيه جدًا وحفل تاريخها بقديسين عظام أمثال مؤسسي الرهبنة: الأنبا أنطونيوس، والأنبا باخوميوس، والأنبا مقاريوس، والأنبا شنوده، وكبار الآباء الأول..
في تلك الفترة أيضًا لم يجلس علي كرسي مارمرقس أحد من الآباء الرهبان.بل اختير الشماس أثناسيوس بطريركًا في حياة الأنبا أنطونيوس والأنبا باخوميوس، وكان هو تلميذ لأولهما.