انتشار الإيمان المسيحي في مصر
إلى مارمرقس العظيم أول الأساقفة الكرسي الإسكندري، لم يكن يعرف معنى للأسقفية سوى أن يجول مبشرا من مكان بكلمة الرب. وهكذا إذ عمل فيه روح الله وقف متحديا جميع الصعاب التي تعترض كرازته.
وبغيرة عجيبة استطاع أن يحول الكثيرين إلى الإيمان بالرب على الرغم من كثرة الأديان وكثرة العبارات وكثرة الأصنام والمذابح الوثنية التي كانت تقابله في كل مكان، من عبادات الفراعنة واليونان والرومان والفرس ومجالات اليهود والمذاهب الفلسفية..
ولا نريد أن نشهد له بأنفسنا إنما يكفى أن نورد بعض شهادات الكاثوليك:
ورد في كتاب مروج الأجبار للأب فرمان اليسوعي عن مارمرقس [وقد بارك الله على غيرته بنوع عجيب. لأن الأرض التي كان الظلام الكفر والرذيلة مسدولا عليها، استحالت بتبشير القديس مرقس الإنجيلي إلى فردوس سماوي تضيء فيه شمس العدل] (6).
وقال مكسيموس مظلوم بطريرك الروم الملكيين الكاثوليكيين عن مرمرقس في الإسكندرية انه [رد من سكانها عن الضلال إلى الإيمان بالمسيح عددا وافرا بواسطة نعمة الله والعجائب الباهرة التي صنعها وما رافقتها من نموذجه وسيرته المملوءة من الفضائل والإماتات والتقشفات الصارمة..
حتى أن الإسكندرية أصبحت أورشليم ثانية نظير ما حصلت تلك بعد حلول الروح القدس في عليه صهيون] (7).
وهكذا نمت كلمة الرب بقوة وبسرعة عجيبة، واكتسحت كل المقاومات الكثيرة التي صادفتها.واظهر لنا مارمرقس انه ليس بكثرة المبشرين ولا بمركزهم ولا بسلطانهم، وإنما يمكن لشخص واحد أن يعمل عجبًا إذا عمل روح الرب فيه..
وهكذا فهمنا معنى قول بولس الرسول فيما بعد عن مارمرقس "انه نافع لي للخدمة" (2تى 4:11).
_________________
6- مروج الأخيار تراجم الأبرار ص 233 (25 نيسان).
7- كنز العباد الثمين في أخبار القديسين ج2 ص 552 (25 نيسان).