رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
1- إن نظام العفة المحبوبة لدى الله يكمن في عدم تمادي العينين بالنظر إلى هنا وهناك بل التطلع نحو الأمام دائماً، والإبتعاد عن الكلام البطال والإكتفاء بما هو ضروري فقط، والقناعة بالملابس البسيطة الضرورية للجسد، وتناول المآكل وسيلة لتغذية الجسد وليس للشراهة، إذ التناول من كل الأطعمة بكمية قليلة أفضل من التمييز بينها والشبع من الأفضل منها. أعظم الفضائل التمييز. لا تتناول خمراً وأنت وحيد، أو إذا لم تكن مريضاً أو ضعيفاً. لا تقاطع المتكلم ولا تقاومه كمن يخلو من الأدب، بل كن رصيناً مثل الحكيم. أينما حللت اعتبر نفسك أصغر الحاضرين وخادماً لإخوتك. اهرب من الدالة هربك من الموت. كن عفيفاً عند النوم لئلا تبتعد عنك القوة الحامية. وإذا استطعت فلا تترك أحداً يرى مكان رقادك. لا تبصق أمام أحد، وإذا فاجأك السعال وأنت جالس أدر وجهك إلى الوراء واسعل. كلّ واشرب بتعفف كما يليق بأولاد الله. 2- لا تمد يدك لأخذ شيء من أمام الآخرين بوقاحة. إذا جالسك غريب فادعه مرة ومرتين لتناول الطعام، ثم حضّر له المائدة بترتيب ودون اضطراب واجلس معه باحتشام. عندما تتثاءب استر فمك لئلا يراه الآخرون، وإذا حبست نفسَكَ يزول التثاؤب. إذا دخلت إلى قلاية رئيسك أو صديقك أو تلميذك احفظ عينيك حتى لا ترى شيئاً مما هناك. أمّا إذا ألحّ عليك فكرك فاحذر أن تطيعه وتفعل ذلك. لأن الذي يفقد حياءه في هذه الأمور غريب عن الزي الرهباني وعن المسيح الذي منحنا إياه. لا تلتفت إلى الأمكنة التي يخبئ فيها صديقك أمتعة قلايته. افتح بابك وأغلقه بهدوء وكذلك باب زميلك. لا تدخل على أحد فجأة. بل اقرع من الخارج وإذا سمعت آمين فادخل بورع. 3- لا تسرع في مشيك إلاّ إذا اضطرتك الحاجة. كن مطيعاً للجميع في كل عمل صالح، ولا ترافق محبي القنية، أو محبي الفضة، أو الدنيويين لئلا تقع في عمل شيطاني. تكلم مع الجميع بلطف وانظر إلى الجميع بتعفف، ولا تملأ عينيك من منظر أحد الناس. إذا كنت سائراً في الطريق فلا تسبق الذين أكبر منك، وإذا سبقت رفيقك فانتظره حتى يصل إليك، لأن من يتصرف بعكس ذلك هو جاهل ويشبه الخنزير الذي لا ناموس له. إذا تكلم رفيقك مع أحد في الطريق انتظره ولا تضطره إلى السرعة، لأن القوي في مثل هذه الحالات يستدرك الضعيف ويقترح عليه الإستراحة. 4- لا توبِّخ أحداً على ذنب بل انسب كل شيء إلى نفسك واعتبر ذاتك سبب زلّته. لا تتحاشى أو تتهرب من أي عمل حقير، بل ادّه بتواضع. إذا اضطررت إلى الضحك لا تتهرب منه لكن لا تدع أسنانك تظهر. إذا اضطررت أن تتكلم مع نساء فأشح بوجهك عنهن وتكلم على هذا الشكل. تحفَّظ من الاختلاط مع ذويك وأقاربك لئلا يبتعد قلبك عن محبة الله. اهرب من دالة الشبان وملاقاتهم هربك من صحبة الشيطان. وليكن خليلك وكليمك ذاك الذي يخاف الله ويسهر على نفسه دائماً، فقيراً في قلايته لكنه غني بأسرار الله. أخفِ عن الجميع أسرارك وأفعالك وحروبك. لا تجلس قرب أحد بدون قلنسوة إلاّ عند الضرورة. أخرج وتمم حاجتك الضرورية بعفّة وخوف الله كأنك ماثل بورع أمام ملاكك الحارس. أرغم نفسك على تطبيق هذه الأمور حتى الموت وإن لم يرض بها قلبك. 5- وإذا قال لك أحد أكبر منك في الطريق: هلمّ نرتل فلا تقاومه، أمّا إذا لم يقل شيئاً فاصمت بلسانك وسبّح الله في قلبك. لا تقاوم أحداً على شيء ولا تتشاجر ولا تكذب ولا تحلف باسم الرب إلهك. خير لك أن تُحتقر من أن تحتقر أحداً. خير لك أن تكون مظلوماً من أن تكون ظالماً. خير أن تزول الأمور الجسدية مع الجسد من أن تتأذى النفس. لا تدخل مع أحد في محاكمة، بل اقبل أن تعاقب وأنت بريء. لا تتمنّى شيئاً دنيوياً لنفسك. اخضع لمدبريك ورؤسائك لكن ابتعد عن الإختلاط بهم، لأن الاختلاط فخ يطبق على المتهاونين ويقودهم إلى الهلاك. 6- أيها الشره، يا من تسعى لإرضاء جوفك، خير لك أن تجعل من بطنك جمراً مشتعلاً من أن تأكل من أطايب رؤساء الدنيا الشهية. أغدق رحمتك على الجميع وكن خجولاً أمام الكل. صن نفسك من الثرثرة لأنها تطفئ الحركات الروحية التي غرسها الله في القلب. اهرب من الجدل العقائدي هربك من الأسد. لا تجادل أحداً فيها، لا من أبناء الكنيسة ولا من الغرباء. لا تمر بجانب ساحات الغضوبين أو المتشاجرين لئلا يمتلئ قلبك من الغضب ويتغلب ظلام الضلال على نفسك. لا تساكن متكبراً لئلا ينتزع من نفسك فعل الروح القدس فتصبح مسكناً لكل هوى رديء. أيها الإنسان، إذا حفظت هذه الوصايا وانصرفت إلى التأمل في الله عندها ترى نفسك نور المسيح مشرقاً فيها بالحقيقة ولا يعتريها ظلام إلى الأبد . فللّه المجد والعزة إلى أبد الدهور، آمين. |
|