![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو اسم الرب؟ يذكرني هذا السؤال بقصة وردت في سفر القضاة، عن منوح وإمراته لما بشرهما الرب بميلاد إبنهما شمشون. فسأل منوح الرب عن اسمه فأجابه " لماذا تسأل عن إسمي وهو عجيب؟!" (قض 13: 18). وقد تكرر هذا أيضًا في سفر أشعياء النبي، إذ قيل " ويدعي إسمه عجيبًا، إلهًا قديرًا، أبًا أبديًا، رئيس السلام" (أش 9: 6). نعم إن الرب عجيب في كل شيء. عجيب في أزليته، وعجيب في قدرته علي الخلق، من العدم..! عجيب في كونه غير مدرك وغير مرئي.. عجيب في تجسده من العذراء وفي أخلائه لذاته.. عجيب في قيامته وصعوده إلي السماء. عجيب في كل معجزاته التي عملها، حتى سميت عجائب. وقيل له في المزامير "أي إله عظيم مثل الله؟! أنت الإله الصانع العجائب" (مز 77: 13، 14)".. الصانع العجائب وحده" (مز 72: 18) وأتذكر عجائبك منذ القدم، وألهج في جميع أعمالك" (مز 77: 11).. ويتعمق المتأمل في عجبه حتى يقول: ![]() أيها الرب إله الجنود، من مثلك؟! (مز 89: 8). يا الله الذي صنعت العظائم، يا الله من مثلك؟ (مز 71: 19) "ليس لك شبيه في الآلهة يا رب" من يتأمل في أحكام الله وطرقه فهي فوق الفحص، وفوق الاستقصاء (رو 11: 33). ![]() هو الفاحص القلوب والكلى، القارئ الأفكار، العارف بالغيب والخفيات، الذي يعرف مشاعر الناس وأحاسيسهم ونياتهم.. الله الآتي علي السحاب، الماشي علي أجنحة الرياح (مز 104: 3). الذي ليس هو فقط عجيبًا، بل هو صانع العجائب أيضًا. هذا الإله العجيب أيضًا في تواضعه، وفي تعليمه السامية، وفي محبته للبشر، وفي غفرانه، وفي الخلاص العظيم الذي قدمه لنا. وكلما نتأمل إسمه العجيب، نصاب بالدهش والذهول، وتقف عقولنا عن الإدراك.. عجيب في تحويله للناس، وكسبه لهم.. الجندي الذي طعنه بالحربة، تحول إلي شهيد هو القديس لنجينوس! وأريانوس أقسى ولاة ديوقلديانوس، تحول إلي قديس شهيد أيضًا..!! حقًا يا رب أنت عجيب. ما أعمالك! كيف حولت شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة إلي أعظم رسول في المسيحية؟! وكيف حولت مريم المجدلية التي كان فيها سبعة شياطين إلي مبشرة للرسل بالقيامة؟! وكيف حولت مريم القبطية الخاطئة إلي قديسة سائحة؟! حقًا إن إسم الرب عجيب، ويشمل أسماء كثيرة. ولست أدري بأي إسم ننادي هذا الأب السماوي! هو الرب، وهو الله، وهو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23). وكان يدعي في العهد القديم، الوهيم، وأدوناي، ويهوه، الكائن الذي يكون. وفي سفر الرؤيا يقول عنه "الكائن، والذي كان، والذي يأتي، القادر علي كل شئ" (رؤ 1: 8، 4). وقيل عنه أيضًا " ملك الملوك، ورب الأرباب" (رؤ 19: 16). و"ملك القديسين" (رؤ 15: 3). هو القدوس وحده (رؤ 15: 4)، وهو الصالح وحده (مت 19: 17). هو الخالق، وهو الديان، "ديان الأرض كلها" (تك 18: 25)، وهو فاحص القلوب والكلي (مز 7: 9) (رؤ 2: 22). هو الأزلي (عب 9: 14)، وهو الأبدي (أش 9: 6)، الموجود في كل مكان، غير المحدود.. هو الحق والحياة (يو 4: 6).وهو الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر (رؤ 1: 8، 11، 17). هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 1: 23) وهو المخلص، وهو النور الذي لا يدني منه (اتي 6: 16). ويعوزنا الوقت إن تكلمنا عن كل أسماء الله وصفاته. علي أن المسيحية قدمت له إسمًا آخر هو المحبة. وهكذا قال القديس يوحنا الرسول " الله محبة. من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه" (ايو 4: 16). وقدمه لنا السيد المسيح باسم الآب. وأحيانًا باسم الآب السماوي (مت 6: 14، 26، 32). ونحن في الصلاة الربية ندعوه "أبانا الذي في السموات" (مت 6: 9). وقد تكرر هذا التعبير كثيرًا في العظة علي الجبل (مت 5: 16، 48) (مت 6: 1)، (يو 7: 11، 21). كل كائن له اسم واحد، أو اسمان أو ثلاثة.. أما الله، فإن أسماءه لا تحصي. ![]() هل نقول أيها الراعي الصالح (يو 10: 11، 14) أم " أيها النور الحقيقي" (يو 1: 9) أم تقول "أيها الطبيب الحقيقي الذي لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا " كما نقول في أوشية المرضي؟ أم أيها الثالوث القدوس، الآب والإبن والروح القدس (مت 28: 19) (1 يو 5: 7) أم أيها الملك السمائي المعزي؟ أم "ضابط الكل وصانع الخيرات" كما نقول في صلاة الشكر..؟ يكفي أن نردد ما نقوله في التسبحة. " إسمك حلو ومبارك، في أفواه قديسيك". فمن حلاوة إسمك في أفواهنا نريد أن نردده باستمرار، لأنه يفرح قلوبنا. لذلك نقول في صلاة التسبحة: أعطي فرحًا لنفوسنا، تذكار إسمك القدوس.. وكما قال داود النبي في المزمور الكبير "محبوب هو إسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119). |
![]() |
|