رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب توما السريانى معطلات الرهبنة تتحقق كانت نصائح نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم للمهندس مكرم في محلها، فكانت كسراج منير كشف له الطريق، لأنها نابعة عن مرشد ماهر، وخبير محنّك بالأمور الرهبانية... وسنري أنه قد تم بالضبط كل ما قاله له... أولاً: دعوة رسمية للتكريس بمجرد عودة المهندس مكرم من مقابلته مع الأنبا شنودة في دير السريان إلي دير الأنبا بيشوي المجاور، أن تقابل هناك في نفس الصباح مع أحد أصدقائه وهو الدكتور ماهر جورجي من دمياط، فتحدث معه بشأن رغبة الأنبا أغابيوس أسقف ديروط المتنيح، أن يكون عنده مكرسين بالمطرانية، وربما عرض له الدكتور ماهر إسم المهندس مكرم، حيث أنه كانت هناك فكرة عن تكريسه بدمياط... وقال له الدكتور ماهر أنه قد وقع الإختيار عليك وطبعاً إعتذر المهندس مكرم ولم يتم ذلك. ثانياً : دعوة للزواج قُدّمت له دعوة للزواج حتي يتيسر له الكهنوت بل عرض عليه نوع من الزواج البتولى، وفعلاً جهزوا له زوجة ترغب أيضاً في البتولية... ولكنه لم يقبل. ثالثاً : دعوة للكهنوت عرض عليه أولاً دعوة للكهنوت بسوهاج عن طريق أبونا ميخائيل سعد كاهن كنيسة سموحة المتنيح الذي رشحه لذلك وتكلم معه ولكنه اعتذر. وكانت دمياط في أشد الإحتياج إلي كاهن آخر...فقاموا بترشيح المهندس مكرم إسكندر نقولا، وقوبل الموضوع بإرتياح كبير من الشعب... وكتبوا تزكية لتقديمها لنيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط ودير القديسة دميانة ودير مارجرجس الدمسيسي وكان بعدما أنهي دراسته للماچستير وفي إنتظار إقرار مجلسي الكلية والجامعة لها. رحلة إلى دير دميانة بعد ذلك طلب المتنيح الأستاذ ألفونس نقولا مع القمص بيشوي عبد المسيح ولجنة الكنيسة منه أن يحضر إلي دمياط لنهضة روحية لإلقاء عظات... وبعد إستشارة أب إعترافه نصحه بالذهاب إلي النهضة الروحية مع الإحتراس من قبول السيامة الكهنوتية ولما حضر إلي دمياط وألقى العظة في النهضة وجد أن لجنة الكنيسة مع الكاهن قد أعدّوا لرحلة في الصباح التالي إلي دير القديسة دميانة، فحاول أن يتخلّص منهم، لولا أن عمه الأستاذ ألفونس أظهر غضبه الشديد، مما جعله يُحرج ويضطر للمضي معهم. ويضيف لنا نيافة الأنبا بيشوي ما حدث بالضبط عندما وصل إلي الدير... فقال: عندما وصلنا إلي دير القديسة دميانة، تركت الجميع وإنسحبت وأسرعت بالدخول إلي قبر القديسة دميانة... وهناك صليت وقلت لها... ساعديني يا قديسة لكي أصل إلي الرهبنة، لأن المعطلات بدأت تعمل..!! مقابلة نيافة الأنبا تيموثاوس ... وبعد إلحاح من الكاهن... ومن الأستاذ ألفونس دخلنا لمقابلة الأنبا تيموثاوس مطران الإيبارشية. وكان المهندس مكرم محترساً جداً في المقابلة، وخاف أن يضع المطران يده عليه ويرسمه كاهناً، علي غير رغبته، فكانت المقابلة حذرة جداً. ونترك المجال لنيافة الأنبا بيشوي لكي يصف لنا دقائق المقابلة التي كنا حاضرين فيها بكاملها... قال نيافته: «لما تقابلت مع نيافة الأنبا تيموثاوس وبعد أن تسلّم من الحاضرين تزكيتي للكهنوت في دمياط، عرض علىّ السيامة في الكهنوت فإعتذرت له بأني غير مستحق لهذه الرتبة الجليلة والمسئولية الكبيرة وبعد محاولات كثيرة قال لي : إنت ناوي تترهبن؟! فقلت له: بصلوات نيافتك جايز... فقال لي : تعالي أصلي لك فقلت: لاداعى... لأني غير مطمئن إلي نوع الصلاة التي ستصليها لئلا تكون من نوع الرسامات الكهنوتية!! فتكلمت مع أبونا بيشوي عبد المسيح الذي كان حاضراً معنا فقال لى: لاتخف أنت لم تتزوج بعد، ولايمكن أن تتم سيامتك كاهناً إلا بعد الزواج... حينئذ ركعت أمام المطران وصلى لى... وقمت بعدها مستريحاً، لأنه قال لي «أنت ناوي تترهبن». ثم رجعت إلي دمياط بعدما فشلت المساعي لسيامتي كاهناً. فى الطريق إلى الدير (للرهبنة) دراسة الدكتوراة رجع المهندس مكرم إلي الأسكندرية، وذهب إلي مقر عمله بكلية الهندسة، وأثناء إلقائه محاضرة لطلبة الهندسة... دخل موظف يطلب منه التوقيع علي ورقة تفيد بأنه توجد بعثات للخارج لطلبة الدكتوراة، وهو أحد المرشحين لها... فوقع عليها بالعلم!!! ولكنه كان ينوي الخروج إلي البرية... الحادثة التى عجلت بذهابه للدير بعد أن وافق مجلس الجامعة يوم 28 مايو 1968 علي حصول المهندس مكرم علي درجة الماچستير في الهندسة الميكانيكية وبينما هو مستعد للسفر إلي الدير للرهبنة بعد بضعة أيام، مضي كاهن دمياط إلي والدته في بورسعيد يطلب منها مساعدته في التأثير عليه ليقبل الكهنوت في دمياط... وفوجئ برفضها الشديد لمجرد الفكرة وغضبت وقالت أن ابنها سيكمل دراسته في الجامعة ويصير أستاذاً بها. ولسبب رد الفعل الذي أبدته والدته، إضطر الكاهن إلي الإنسحاب والإعتذار. ولما رجع إلي دمياط إتصل علي الفور تليفونياً بالمهندس مكرم في بيت عمه بالأسكندرية يخبره بما حدث، ويعلمه أن والدته غضبت للموضوع وقررت الذهاب إلي الأسكندرية خلال أيام لمقابلته... وطلب إليه أن يحاول أن يريحها وألا يتضايق لما حدث وكان المهندس مكرم يزور عمه الدكتور يوسف نقولا الأستاذ بجامعة الأسكندرية بقصد التوديع، وعلى أثر هذه المكالمة التليفونية قرر المهندس مكرم الذهاب إلي الدير فوراً، قبل أن تصل والدته إلي الشقة التي كان يقطن فيها الأسكندرية ويصبح من العسير أن يأخذ كتبه الروحية ويسافر إلي البرية... وكانت هناك متعلقات، كلّف أحد أصدقاؤه بإنجازها، ومتابعة هذه الأمور. وبعدما سلّم عهدته بالكلية سافر إلي الدير، وكان في يوم عيد الصعود، 30 مايو 1968م. مقابلة مع نيافة الأنبا ثيئوفيلس قال المهندس مكرم: كنت قد نذرت نذراً للأنبا بيشوي عند قبولي للرهبنة، فإشتريت شمعاً وبخوراً وأخذته معى، ثم مررت علي دير الأنبا بيشوي لأوفي النذر، وبعدها مضيت إلي دير السريان فوجدت نيافة الأنبا ثيئوفيلس جالساً بالحديقة العلوية للدير، فجلست بجواره علي الأرض... فقال لي: ما هو سبب حضورك في هذا الوقت بالذات أليس لديك مراقبة إمتحانات؟! فقلت له: أنا إعتذرت عنها، ففهم إني قد حضرت للرهبنة... فقال لي: إذهب قابل الأنبا شنودة... وكان في بيت الخلوة وقد حضر من المغارة لتسليم بعض فصول من كتابه (القديس مرقس الرسول). فجلست معه، وقصيت عليه كل ما حدث... وقلت له: إن كلام نيافتك لي قد تحقق بالضبط... ومن دعوة للتكريس، إلي دعوة للكهنوت، إلي دعوة للزواج، إلي دعوة لدراسة الدكتوراة بالخارج، إلي ضغوط من الأسرة... وأشكر الرب بصلواتك تخطيت كل هذه العقبات، وقررت أن أعيش حياة الرهبنة، وها قد حضرت إلي الدير لهذا الغرض. شهادة الأنبا ثيئوفيلس حضرت والدة المهندس مكرم إلي الدير وتقابلت مع نيافة الأنبا ثيئوفيلس رئيس الدير وسألته عن ضرورة بقاء الراهب مدة لاتقل عن ثلاث سنوات يختبر فيها قبل سيامته راهباً فقال لها: أنا لدي هنا بالدير ما لا يقل عن مائة راهب، لكن إبنك هذا ناضج أكثر من جميعهم. ولم يعلم المهندس مكرم بما قاله الأنبا ثيئوفيلس عنه إلا منذ فترة وجيزة. ذهاب لجنة من دمياط إلى الدير إستقل عمه الأستاذ ألفونس مع كاهن دمياط القمص بيشوي عبد المسيح وبعض الإخوة، من أراخنة الكنيسة عربة وذهبوا إلي دير السريان، وهناك تقابلوا مع نيافة الأنبا ثيئوفيلس.. وقالوا له: نحن حزنا جداً في دمياط، لأننا كنا ننتظر أن يرسم المهندس مكرم كاهناً على كنيسة دمياط ليساعد عمه في الخدمة. فأجابنا وهو ينظر إلي الكاهن وقال: «إنت كنت عايزه قسيس معاك، ماتزعلش بكرة يرجع لك مطران فوقك». ولم يعلم المهندس مكرم بهذا الحديث إلا بعد سيامته أسقفاً. وهكذا تمت بالفعل رهبنته بإسم الراهب توما السرياني في 16 فبراير 1969م بدير العذراء الشهير بالسريان. رسامته قساً بالدير وقد تمت سيامته قساً بعد ذلك بإسم القس توما، وكان ذلك في أحد التناصير سنة 1970م بعدما كان رافضاً فكرة نيله رتبة كهنوتية بالدير... لكنه فوجئ يوماً بمجئ نيافة الأنبا ثيئوفيلس بالكنيسة وضغطه عليه لكي يقبل هذه الرسامة... لدرجة أنه جري وراءه في الكنيسة... ولما أراد الهروب من كنيسة العذراء المغارة... فوجئ أن باب الخورس مقفول، وفي الوقت نفسه وجد أبونا فلتاؤس واقفاً في وسط البابا القبلي بحيث لايمكن أن يدخل منه أحد أو يخرج. فاضطر لقبول الرسامة التي بدأها المتنيح الأنبا ثيئوفيلس بالرشومات عند الباب الغربي للكنيسة ... ثم رُقي إلي درجة القمصية في 17 أغسطس 1972م وذلك عندما قبل بعد أحداث كثيرة أن يصير أسقفاً لدمياط وكفر الشيخ والبراري. |
|