![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سلسة الفضيلة والبر ( 2) حياة الفضيلة او البر ماهي ؟ ومانوعيتها ومستوياتها ؟ بقلم قداسة البابا شنودة 13\6\2010 تحدثنا في العدد الماضي عن تعريف الفضيلة وعن مصادرها ونضيف هنا فنقول عنها انها شركة الروح القدس الروح القدس يسكن فينا اكو16:3 وهو يعمل فينا وفي نفس الوقت يعمل بنا ولذلك لابد ان نشترك معه في العمل ولايمكن ان ناخذ من عمل الروح فينا موقفا سلبيا 0 لذلك فالفضيلة هي شركة مع الروح القدس هي نتيجة لقوة عمل الله الذي يقابلة تجاوب من ارادة الانسان لايريد فلا يمكن ان تتم الفضيلة وهكذا وبخ الرب مرة شعب اورشليم وقال لهم كم مرة اردت ولم تريدوا هوذا بيتكم يترك لكم خرابا مت 32 :37 : :83 محبة الخير الفضيلة ليست مجرد عمل الخير انما هي بالاكثر محبة الخير لان بعض الناس قد يعملون الخير خوفا من العقوبة او من اجل السمعة وتجنبا لكلام الناس او يعملون الخير حبا في المديح او رغبة في نوال مكافاة او مجاراة لجو معين ولكن ليس في كل ذلك فضيلة انما الفضيلة هي حب الخير حتي ان لم تفعلة لسبب خارج عن ارادتك ولذلك نقول في اوشية القرابيين ضمن من نطلب لهم بركة العطاء والذين ييدون ان يقدموا وليس لهم ولكن ان وجدت امكانية لعمل الخير لابد ان تعملة وهكذا تجتمع نية القلب مع الارادة مع العمل لان النية وحدها لاتفيد الاخريين والعمل هو التغير عما في القلب من مشاعر طيبة الفضيلة لاتقف عند حد انما هي سعي نحو الكمال 0 سعي نحو الكمال فالذي يعمل الفضيلة يود يود ان ينمو فيها ويستمر في النمو حتي يصل الي الكمال الممكن له كاانسان اعني الكمال النسبي وذلك كما قال الرب في العظة علي الجبل فكونوا كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل مت 5 : 48 والسعي الي الكمال قد يحتاج الي التدرج والاباء الروحيين كثيرا مايدربون اولادهم في نطاق هذا التدرج لان الطفرات السريعة كثيرا ماتؤدي الي المجد الباطل والافتخار واحيانا تكون لها نتائج عكسية لكن الاباء الروحيين يحبون ان يتثبت اولادهم جدا في كل خطوة يخطونها حتي اذا ماصارت طبيعة عندهم يتدرجون منها الي خطوة اخري ولا يصبحون في خطر من نكسة ترجعهم الي الوراء اما اذا ارادت النعمة ان ترفع الانسان مرة واحدة الي فوق فهذه هبه الهية غير عادية 0 وثاني هذه الفضيلة بالممارسة في الحياة وانما يتحدث الكتاب عن السلوك فيقول لا دينونة علي الذيين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد انما حسب الروح رو 8 : 1 وايضا من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا 1 يو 2 :6 اذن الفضيلة هي سلوك بالروح قد يبدا بالحب وقد يبدا بالمخافة ويتحول الي الحب ولكنة في كلتا الحالتيين حب لله وحب للخير وحب للغير ويظهر في سلوك الانسان وفي حياتة العملية والحياة في الفضيلة هي حياة جهاد 0 حياة جهاد لانه كما ان النعمة تحب ان ترفعك الي فوق كذلك قوي الشر لاتريد ان تتركك في راحة انما تحاول ان تجزبك الي اسفل وكما قال الرسول ان ابليس خصمكم كاسد يزار يجول ملتمسا من يبتعلعه هو فقاوموه راسخيين في الايمان 1 بط 5 :8 :9 من هنا كانت الفضيلة صراعا ضد الخطية ولذلك قال القديس بولس الرسول البسو سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتو ضد مكايد ابليس فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع رؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم علي ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية اف6 : 10 -12 وبمناسبة هذا يمكن ان نقسم الفضيلة الي نوعين 0 نوعان من الفضيلة : وذلك من الناحية السلبية ومن الناحية الاجابية فمن الناحية السلبية مقاومة الخطية ورفضها ومن الناحية الاجابية السلوك الطيب في عمل الخير فليست الفضيلة هي فقط البعد عن الخطية انما ايضا في حياة البر لايكفي فقط انك لا تكرة انسانا انما يجب ان تحب الكل لايكفي انك لاتقول كلمة شريرة انما يجب ايجابينا ان تقول كلاما للبنيان ينفع اخرين ليست الفضيلة هي انك لا تضر الناس بل هي بالاكثر ان تخدم وتعنهم وتتعب لاجلهم 0 يعرف البعض الفضيلة بانها وضع متوسط بين رذيلتين : فالشجاعة مثلا هي الوضع المتوسط بين الخوف والتهور والتربية السليمة هي الوضع المتوسط بين القسوة والتدليل والتدبير الحكيم في مالك هو الوضع المتوسط بين البخل والتبذير 0 ويمكننا ان نضرب امثلة عديدة لهذا الوضع المتوسط الفضيلة لها مستويات في حياة الانسان مستويات مستويات في الحس والفكروالقلب والعمل 00 المستوي الجسدي للفضيلة والمستوي النفسي والمستوي الروحي 0 وعلي الانسان ان يحفظ نفسة في مستوي ويحترس من السقوط في غيرة فمثلا الحواس هي ابواب الفكر فما تراه وتسمعة وتلمسة فد يجلب لك افكارا 00 فلكي تحفظ فكرك احفظ حواسك وان اخطات بالحواس لاتجعل الخطا يتطوربك الي فكرك فان وصل الي الفكر اطردة بسرعة وان وصل الخطا الي الفكر لاتجعلة يتحول الي مشاعر في قلبك وان تحول الي مشاعر لاتجعلة يتطور الي الفعل والعمل 0 واعلم ان جميع المستويات تتجاوب مع بعضها البعض وربما يصير البعض منها سببا ونتيجة 0 فخطا القلب يسبب خطا للفكر وخطا الفكر يسبب مشاعر للقلب وربما الاثنان يدفعان الي العمل 0 والعمل يسبب خطاللحواس وكذلك الحواس تقود الي العمل 00 انها دائرة اية نقطة تدور فيها توصل الي باقي النقط وكما في الشر كذلك في الخير تتعاون المستويات معا 0 وكما تحدثنا عن هذه النوعيات نتحدث عن نوعيات اخري وهي : من الداخل والخارج في الداخل في القلب والروح والفكروفي الخارج فيالجسد والممارسة 0 الحب مثلا فضيلة في القلب ولكن لابد ان يتحول الي عمل محبة في الخارج وفي ذلك يقول القديس يوحنا الرسول لاتحببالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق 1يو3 :18 وهنا تظهر المحبة التي فيها عطاء وبذل وتضحية 0 فضيلتك التي في فكرك لايشعر بها احد فيجب ان تعبرعنها بعملك 0 محبتك لابنك التي في داخل قلبك تعبر عنها بالعطايا بالاهتمام بالحنو وهنا نتذكر عبارة جميلة في نشيد الاناشيد وهي : (اجعلني كخاتم علي قلبك كخاتم علي ساعدك نش 8 :6 ) كخاتم علي قلبك بالمشاعر الداخلية :كخاتم علي قلبك بالايمان وعلي ساعدك بالاعمال بطرس الرسول جعل الرب خاتما علي قلبه حينما قال لو انكرك الجميع فانا لاانكرك انا مستعد ان امضي معك حتي الي السجن والي الموت لو 22 :33 ولكنه مع ذلك لم يجعل الرب خاتما علي ساعده حينما انكره ثلاثمرات وحينما سب ولعن وقال لااعرف هذا الرجل مت26 :70 -75 ولذلك بعد القيامة ساله الرب ثلاث مرات اتحبني اكثر من هؤلاء ؟؛يو21 :15-17 ان كنت تحبني لايكفي بالقلب بل بالعمل : ارع خرافي ارع غنمي 00 الله نفسه عبر عن مشاعر القلب بالعمل فقيل هكذا احب الله العالم حتيبذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية يو 3 : 16 احب العالم هذا من جهة القلب وبذل ابنه الوحيد هذا من جهة العمل والله يعبر عن محبتة لنا برعايتة وعنايتة وحفظه لنا ومن هنا كان الحب فضيلة القلب 00 والفداء هو العمل والتعبير 0 اذن لانكتفيبان نقول محبة الله في قلوبنا انما ينبغي ان نعبر عن هذه المحبة وان نبذل لاجلة ونتالم لاجلة ولا نكتفي بايمان بغير اعمال لان الايمان بغير اعمال ميت يع2 : 17 : 20 خشوع القلب من الداخل نعبر عنه بخشوع الجسد من الخارج وهكذا نجد في الصلاة الوقوف والركوع والسجود ورفع الايدي والنظر الي فوق وثبات النظر بلا تشتت والجسد بلا حركة والفكر بلا طياشة ولاتقل في كل ذلك الله اله قلوب ؛ ويكفي ان قلبي مع الله ؛؛ مثال ذلك من يصلي علي المائدة وهو جالس ؛؛وفي كل ذلك نذكر قول المرتل في المزمور اما انا فبكثرة رحمتك ادخل الي بيتك واسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك مز50 نعبرعن المخافة والخشوع والسجود ومااجمل قول لرسول مجدو الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله 1كو6 :20 لايكفي اذن التمجيد بالروح انما بالجسد ايضا المشاعرالداخلية تحتاج الي التعبير الخارجي فيشترك الجسد مع الروح وتكون الفضيلة من الداخل ومن الخارج ايضا مايجري في عروقك من مشاعر ك يكون له ثمر من الخارج (ومن ثمارهم تعرفونهم مت7 :20 ) نريد اذن الفضيلة المثمرة بالعمل الطيب بالكلمة الطيبة بالسلوك الحسن بالقوة بالنور الذي يضئ للاخريين بالمحبة العملية نقطة اخري اقولها وهي تكامل الفضائل تكامل الفضائل : الفضائل تتكامل معا ولا تتعارض وان سلكت في فضيلة ما فلا بد ستقودك الي فضائل اخري كثيرة وان فقدت احدي الفضائل فما اسهل ان يجرك هذا السقوط الي فقد فضائل اخري عديدة 00 انها سلسلة مترابطة ان انفك عقد احدها انفرط الباقي 0 فاحترس من الاهتمام بفضيلة واحدة تفقد معها باقي الفضائل 0 وبعد الست تري معي ان الموضوع هنا سيطول بنا فلنرجئه اذن الي عدد مقبل ان احبت نعمة الرب وعشنا |
![]() |
|