معنى رجوعه إلينا إن رجعنا إليه
ما معني إذن رجوعه إلينا، إن رجعنا إليه؟
معني رجوعه إلينا، هو أن نحس نحن بوجوده معنا..
ليس رجوع الله هو الذي نفتقده. إنما الذي يلزمنا هو إحساسنا بوجوده معنا. فإن رجع إلينا هذا الشعور، نشعر أن الله رجع إلينا..
أحيانًا نظن أن الله قد تركنا، بينما نكون نحن الذين تركناه. لذلك أذكر أنني في إحدي المرات (سنة 1957) تأثرت بمنظر الشمس وقت الغروب، وباتهامنا الباطل لها، فكتبت في مذكرتي:
قلت لنفسي وقت الغروب: لم يحدث أن الشمس حجبت وجهها عن الأرض. إنما هي الأرض التي أدارت ظهرها للشمس.
نعم، فالشمس ثابتة. والأرض هي التي تدور حولها. وما نسميه غروب الشمس، ما هو تعبير عن دوران الأرض.
كذلك في العلاقة بيننا وبين الله: نحس أنه غاب عنا، لأننا نحن الذين درنا، ولم يعد وجهنا متجهًا إليه.
فإن رجعنا إلي الله، نحس وجوده معنا، ونحس نوره يشرق علينا، لأن الله ثابت، ليس عنده تغيير ولا ظل دوران (يع 1: 17).
فأنظر أنت: في أي شيء قد إبتعدت عن الله؟
في اية نقطة من الطريق قد إفترقت عنه؟ أية خطية قد فصلتك عنه وعن محبته. وأعرف يقينًا أن هذا الإنفصال هو منك أنت. "فأذكر من اين سقطت وتب" (رؤ 2: 5).
أما إحساسك ببعد الله عنك، فهو إحساس بعدم وجود الدالة، نتيجة لفتور محبتك أو للخطية التي أبعدتك عنه.