رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مذبحة استاد بورسعيد.. ذكرى بلا قصاص
مذبحة راح ضحيتها 74 شابًا، احترقت قلوب أمهاتهم، نمت أحلامهم على مدرجات الساحرة المستديرة، وانتهت حيث بدأت. ظنوا أنهم سيعودون بفرحة الفوز على رقعة بورسعيد الخضراء، ولكن فرحة الملائكة للشهداء كانت أكبر، تهيأوا لحمل فريقهم على أعناقهم، ولكن شاءت الأقدار أن تقتل أحلامهم بالأيادى الأثمة، فسبقتهم نعوش جثامينهم إلى المقابر. الذكرى الثانية لمذبحة الغدر تطل بوجهها الدامى، معلنة غياب القصاص واستمرار الغدر. أكبر كارثة فى تاريخ الرياضة المصرية، وصفها كثيرون بالـ"مذبحة" أوالـ"مجزرة"، بدأ أوّل إنذار لوقوع الكارثة بنزول الجماهير أرضية ملعب المباراة أثناء قيام لاعبى الأهلى بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثمّ اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب فى الفترة ما بين شوطى المباراة. تكرّر الأمر بعدما أحرز المصرى هدف التعادل ثم هدفى الفوز التاليين، حيث اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصى من جانب فريق المصرى الفائز 3/1. وبعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، قاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى، وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت فى مدرجات مشجعى الأهلى وعليها عبارة "بلد البالة مجبتش رجالة" والتى عدها مشجعو المصرى إهانة لمدينتهم. وأكد شهود المجزرة الرياضية على غياب كافة الإجراءات الأمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلا عن قيام قوات الأمن غلق البوابات فى اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم. وأوضح وكيل وزارة الصحة المصرية (هشام شيحة) أن الإصابات كلها إصابات مباشرة فى الرأس، اضافة إلى إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج فى المخ وجروح قطعية، فيما اشارت مصادر طبية فى المستشفيات التى نقل إليها الضحايا أن بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض. وأكّدت تقارير صادرة عن الطب الشرعى المبدئية وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء وسبّبت قنابل الغاز حالات اختناق إضافية من ضمن الشهداء. خرج الأهلى وجماهيره من بورسعيد داخل عربات مدرعة وعادوا للقاهرة بطائرات عسكرية، ودخلت وحدات من القوات المسلحة المصرية المدينة، وانتشرت على طريق الإسماعيلية - بورسعيد لمنع الاحتكاكات بين جماهير النادى الأهلى والمصري. وأمّنت قوات الأمن قطار المشجعين العائد إلى القاهرة الذى وصل إلى محطة مصر، وكان آلاف من الأهالى والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلى والزمالك فى انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى وإنهاء الحكم العسكرى فى البلاد. وعقب المجزرة، قال المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق: "لن نترك أولئك الذين كانوا وراء هذه الأعمال، إذا كان هناك أى أحد يخطط لعدم الاستقرار فى مصر فلن ينجح، كل واحد سينال جزاءه"، ووعد بمعالجة المصابين فى مستشفيات القوات المسلحة، وأكد التزامه بجدول تسليم السلطة. كما أصدر وزير الداخلية محمد إبراهيم قرارا بنقل مدير أمن محافظة بورسعيد اللواء عصام سمك إلى ديوان عام الوزارة. وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحداد الرسمى وتنكيس الأعلام فى كل المصالح والهيئات الحكومية فى جميع أنحاء البلاد بدءا من الخميس 2 فبراير وحتى غروب شمس السبت 4 فبراير حدادا على الضحايا. جمّد مجلس إدارة النادى الأهلى المصرى فى اجتماع الطارئ نشاطات النادى الرياضية وأعلن الحداد على ضحايا الأحداث. ومن جانبه، جاء رد فعل النادى الأهلى سريعا من خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده رئيس النادى الكابتن حسن حمدى يوم الخميس 2 فبراير والذى اتخذت فيه إدارة النادى القرارات التالية كرد فعل على الأحداث بمقاطعة النادى الأهلى بكافة فرقه لأى أنشطة رياضية تقام بمدينة بورسعيد لمدة خمس سنوات. ومطالبة النادى الأهلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة معاملة شهداء ومصابى النادى والرياضة المصرية فى الأحداث الأخيرة نفس معاملة شهداء ومصابى الثورة، وإعلان الحداد الرسمى بالنادى الأهلى أربعين يوما على أرواح شهداء الأهلي. تصاعدت الاحتجاجات عقب وقوع الحادث مساء 2 فبراير، فى مدن عديدة منها القاهرة والسويس والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد وغيرها، وخرجت مظاهرات عديدة منها واحدة فى ميدان سفينكس بالمهندسين شارك فيها مئات المواطنين بحضور بعض الرياضيين مثل أحمد شوبير وعمروزكى وأحمد حسن، وأخرى حاشدة من ميدان التحرير توجهت نحووزارة الداخلية وشارك فيـها الآلاف من الشباب هاتفين ضد المجزرة وتقاعس الداخلية، ونشبت اشتباكات أمامها نفى ألتراس أهلاوى أى تورط فيها. واستمرت المظاهرات طوال ليلة 2 فبراير ووقعت إصابات كثيرة عندما احتك المتظاهرون بقوات الأمن للوصول إلى الوزارة وتواصلت الاشتباكات فى محيط وزارة الداخلية طوال يوم 3 فبراير، حيث وصل عدد الإصابات مع مساء اليوم إلى 1482 مصاب وقتيل واحد بين المتظاهرين . حكمت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد على 21 من المتهمين بتحويل أوراقهم لفضيلة مفتى جمهورية مصر العربية وتأجيل الحكم على الباقين لجلسة يوم 9 /3 /2013. فى 9 مارس 2013 حكمت محكمة جنايات بورسعيد بالإعدام شنقًا على 21 من 73 متهمًا وبالسجن المؤبد على خمسة والسجن 15 سنة على عشرة بينهم خمسة من كبار المسؤولين فى نظام وزارة الداخلية، و10 سنوات على ستة متهمين، وأحكام أقصر على عدد آخرين بينما قضت ببراءة 28 متهمًا، وهذا الحكم قابل للطعن، ويجب عرض الأحكام بالإعدام على محكمة نقض وجوبًا. عقب إعلان الحكم بإعدام واحد وعشرين متهما فى قضايا قتل المشجعين، اندلعت أحداث عنف فى أنحاء المدينة، حيث كانت ردة الفعل الأولى عدوانا مباشرا نحوالحواجز الفاصلة بين المتظاهرين ومحيط السجن المحتجز فيه المتهمين، وإطلاق الرصاص من بنادق آلية بحوزة المتظاهرين، وأحرقوا سيارات منها ميكروباص تابع لقناة الحياة وواجهة كلية التربية القريبة من السجن، وقسم شرق الذى يبعد شارعا واحدا عن الأحداث، وتحطيم عدد من السيارات وواجهات المحلات واتهم العديد من أهل المدينة الرئيس المعزول محمد مرسى أنه سلم المدينة كبش فداء وأنه استصدر حكما قضائيا مُسيّسا لاستيعاب غضب ألتراس النادى الأهلى الذى كان قد هدد بالتصعيد العنيف إذا لم يقتص القضاء لمن قتل من رفاقهم. وقتل أكثر من 26 مواطنا فى الأحداث منهم ضابط شرطة ومجند ولاعب بنادى المريخ. واجتاحت حالة من الغضب العارم شوارع المدينة ضد كل ما هوإخواني، وقد أجمع المتظاهرين على أن نصف المتهمين على الأقل أبرياء مما حدث ولا علاقة لهم بالحادث من قريب أومن بعيد. وقد عانت بورسعيد من التهميش والاضطهاد نتيجة لأخطاء متتالية عبر العقود أثناء حكم النظام السابق. الوفد |
|