عقوبة القديس موسى الأسود
كان في مبدأ حياته قائلًا وقاسيًا. ثم تاب، وأتي إلي الدير وترهب، وتدرج في حياة النعمة حتى صار مثالًا للوداعة والطيبة ومحبة الأخوة، وبلغ من محبته أنه كان أحيانًا يمر علي قلالي الرهبان يحمل جرارهم سرًا ويمضي إلي البئر ليملأها لهم ماءًا ومنحه الرب موهبة الرؤى وصنع المعجزات. وتناهي في القداسة جدًا حتى صار مرشدًا روحيًا لكثيرين. فأخذوه ورسموه قسًا.وصار من أعمدة البرية المعدودين ولكن علي الرغم من كل هذه التوبة، وهذه القداسة، وهذه المواهب هل نسي له الله خطاياه الأولي التي تستحق العقوبة؟
نسمع أنه عندما هجم البربر علي الدير، هرب الرهبان، ودعوا الأنبا موسي ليهرب معهم. فقال لهم: أنا اعلم يا أولادي أن البربر سيقتلونني، لأنني قتلت كثيرين في شبابي. والكتاب يقول:" من أخذ بالسيف، بالسيف يؤخذ" (مت 26: 52). وحدث هذا فعلًا، وهجم البربر علي أنبا موسي فقتلوه، وتمت النبوءة.. لعل البعض يتساءل: ما معنى أن يموت قديس عظيم هذه الميتة البشعة، وقد تاب عن جهالات شبابه؟! ولكنها طريقة الله.