رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخوف والقلق من نتائج الخطية إنها تفقد السلام الداخلي، وتملأ القلب بالخوف والاضطراب. إن القديس لا يخاف. ولذلك قال داود النبي "إن يحاربني جيش، فلن يجاف قلبي. وإن قام علي قتال، ففي هذا أنا مطمئن" (مز 26). أما الخاطئ، فهو علي الدوام خائف، فاقد لسلامه "لا سلام، قال الرب للأشرار" (أش 48: 22). وقال أيضًا "الأشرار كالبحر المضطرب" (أش 57: 20). لقد بدأ الخوف مع الخطية الأولي، خطية آدم وحواء.. لم نسمع عن آدم أنه كان يخاف الله قبل الخطية. بل علي العكس عندما كان الله ينزل إلي الجنة كان آدم وحواء يقابلانه بفرح ويلتذان بالحديث معه. أما بعد الخطية، فنقرأ أن آدم قد اختبأ خوفًا من وجه الله في وسط أشجار الجنة. ولما ناداه الرب، صرح آدم بخوفه قائلًا "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان، فأختبأت" (تك 3: 17). تصوروا أن الله المحبوب الذي يشتهي كل أحد أن يراه، يصبح مخيفًا للخاطئ فيهرب من رؤيته!! الله الذي هو "أبرع جمالًا من بني البشر"، "الذي حلقه حلاوة وكله مشتهيات"، يصبح مخيفًا للخاطئ! عندما يراه الخاطئ يخاف، أو يهرب منه ويختبئ منه لكي لا يراه!! النفس المحبة لله تقول مع عروس النشيد "أني أقوم في المدينة في الأسواق وفي الشوارع اطلب من تحبه نفسي". وإن وجدته تقول "أمسكته ولم أرخه" (نش 3: 2، 4). أما النفس الخاطئة فلا تضع أمامها سوي الآية التي تقول "مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي" (عب 10: 31). فالله مخيف بالنسبة إلي الأشرار. وأما الأبرار فهم أصدقاء الله يفرحون به. قال القديس الأنبا أنطونيوس الكبير لتلاميذه "يا أولادي، أنا لا أخاف الله فتعجبوا من عبارته وأجابوه "هذا الكلام صعب يا أبانا"، فقال لهم "ذلك لأني أحبه ولا خوف في المحبة، بل المحبة تطرح الخوف إلي الخارج" (1 يو 4: 18). تخيلوا معي يا أخوتي، أن الله قد حضر الآن في وسطنا. تري كم واحد منا يفرح لمجيئه، ويدخل تحت أحضانه..؟ وكم واحد يهرب ويخاف؟! الخطاة يخافون لقاء الله، لذلك يخافون الموت ويرتعبون منه.. يخافون ساعة الدينونة الرهيبة التي سينكشفون فيها أمام الكل.. أما العداء الذين يشمتون بهم، وأمام الأصدقاء الذين كانوا يظنونهم غير ذلك، أنقياء وأبرار.. لذلك عندما تأتي تلك الساعة "يقولون للجبال غطينا، وللتلال اسقطي علينا" (لو 23: 30، هو 10: 8). هؤلاء سيطلبون الموت ولا يجدونه، ويرغبون أن يموتوا فيهرب الموت منهم" (رؤ 9: 6). حقًا إن آدم عندما أخطأ بدا يخاف.. زحف شيء جديد رهيب إلي داخل نفسه لم يكن موجودًا فيها من قبل.. هو الخوف، والرعب وفقدان السلام.إن هذا الخوف الذي خاف به آدم من الله هو مبدأ الأمراض النفسية التي أصابت البشرية نتيجة للخطية، لأن النفس بهذا الخوف بدأت تمرض. إن الشخص البار محتفظ بسلامه، هادئ ومسرور. أما الخاطئ فيفقد سلامه من الداخل ومن الخارج. من الداخل ضميره يثور عليه.. والروح القدس يبكته. ومن الخارج يخاف أن تنكشف الخطية كما يخاف من نتائجها وعواقبها. لم نر أبدًا إنسانًا خاطئًا يعيش علي الدوام مستريح البال مهما نام ضميره. لابد أن يستيقظ هذا الضمير بعد حين ويثور عليه ويتعبه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تدعوا الخوف والقلق |
دع عنك الخوف والقلق |
دع عنك الخوف والقلق |
قهر الخوف والقلق |
تخلص من الخوف والقلق |