رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطية هزيمة لا نُصرة لنفرض أن إنسانًا أهانك فأهنته، واشتددت عليه فغلبته، وأفحمته وأسكته، واعتدي عليك فاعتديت عليه بالمثل أو بأضعاف ذلك، أتراك إذن قد انتصرت؟! كلا، بل انهزمت، لأنك قد انغلبت من الإثارة، وانفعلت، ولم تقو علي الاحتمال، وغلبتك الخطية. ربما تقول "أنا دافعت عن كرامتي.. أنا لم اترك هذا الإنسان يطفئ علي، بل أوقفته عند حده وانتصرت عليه". قد تكون هكذا منتصرًا في عيني نفسك، ولكنك في واقع الأمر مهزوم: قد هزمتك خطية الغضب، هزمتك خطية المجد الباطل، وهزمتك خطية الإدانة، وخطية الانتقام، وعدم المحبة. وعدم الاحتمال.. لذلك يقول الكتاب في (رو 12: 21): "لا يغلبنك الشر، بل أغلب الشر بالخير". إن الإنسان الخاطئ، هو إنسان مغلوب من الخطية، وما أكثر الأسباب: هناك إنسان ينهزم أمام الجسد، وآخر ينهزم أمام الكرامة، وثالث ينهزم من شهوة الطعام، ورابع ينهزم أمام المال، وآخر أمام الغضب، وآخر أمام الحقد..إلخ. قد ينظر إنسان إلي امرأة ويشتهيها، فيزني بها في قلبه. وفي كل ذلك يظن أنه قد لذذ نفسه وتمتع بذلك المنظر. ولكنه في الحقيقة يكون قد انهزم أمام الخطية وسقط. منظر واحد قد غلبه وجعله يقع في الشهوة.. وقد تنظر الملائكة إليه من السماء وتقول: " مسكين هذا الإنسان الضعيف، لم يستطيع أن يحتمل منظرًا من المناظر فسقط.. باع الملكوت وخسره من أجل منظر تافه". فالإنسان الخاطئ هو إنسان مهزوم ومغلوب مهما أحاط نفسه بمظاهر القوة الزائفة، والإنسان البار قد يبدو - في نبله، وسموه مهزومًا أمام الناس، ويكون في قمة انتصاره. والأمثلة علي ذلك كثيرة.. قايين مثلًا عندما قام علي هابيل وقتله، هل كان في قتله لأخيه منتصرًا أم منهزمًا؟ ربما ظن في نفسه في بادئ الأمر انه قد انتصر علي أخيه، لأنه استطاع أن يضربه ويلقيه علي الأرض ويقتله. ولكنه في حقيقة الأمر كان مهزومًا. لقد انهزم أمما الحسد والغيرة. وانهزم أمام الغضب والحقد. وفقد محبته، وهزمه شيطان القسوة، وهزمته خطية القتل.. وهذا الذي ظن نفسه قويًا، عندما وقف أمام الله ارتجف وارتعب فقال قايين للرب:" ذنبي أعظم من أن يحتمل.أنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك اختفي، وأكون تائهًا وهاربًا في الأرض فيكون كل من وجدني يقتلني" (تك 4: 13، 14). مسكين قايين.. إنسان ضعف غلبته الخطية. كذلك كان هيرودس الملك أيضًا عندما قبض علي يوحنا المعمدان وألقاه في السجن، وأراد أن يسكت هذا الصوت الصارخ في البرية فلم يفلح فقطع رأسه. فهل كان هيرودس قويًا عندما قتل يوحنا، أم بالحري كان ضعيفًا أمام شهوته وعزته وكبريائه وانقياده للنساء..؟! أكبر دليل علي ضعفه، انه ظل يخاف من يوحنا حتى بعد موته. فلما ظهر المسيح ظن هيرودس أنه يوحنا قد قام من الأموات (مت 14: 2). وهكذا أنت أيضًا عندما تتسلط غلي غيرك، وتهينه وتشتمه وتخرجه وتتهكم عليه، ويبدو هو ضعيفًا ذليلًا أمامك لا يستطيع أن يقابلك بالمثل.. أتراك تظن نفسك قد انتصرت؟! كلا، بل هزمتك كل هذه الخطايا، وغلبك الشر.. إن الخاطئ يظن النصرة حيث توجد الهزيمة، ويظن اللذة حيث يوجد الضياع، ويظن القوة حيث يوجد الضعف.. لذلك قال الكتاب "لأنهم مبصرين لا يبصرون، وسامعين لا يسمعون ولا يفهمون" (مت 13: 13). وبنفس هذا المقياس الخاطئ نظر البعض إلي صليب المسيح له المجد. فظن غير الفاهمين أن صلبه كان دليلًا علي الضعف والهزيمة أو دليلًا علي انتصار أعدائه عليه، وكان الواقع عكس ذلك تمامًا. لقد كان صالبوا المسيح في موقف الهزيمة وليس في موقف النصرة. لقد انهزموا أمام حسدهم وغيرتهم منه. وانهزموا أمام شياطين الكذب والقسوة والجبن ونكران الجميل. أما السيد المسيح فاستطاع أن ينتصر في محبته وبذله، ويقدم لنا الخلاص، ويحطم مملكه الشيطان، ويفتح الفردوس لمنتظريه ويتمم عمل الفداء العظيم.. كانت منتصرًا علي طول الخط، بعكس صالبيه الذين رجع كثيرون منهم وندموا.. كانت أحكام الناس مختلة، فالخطية هي ضعف وهزيمة وماذا عن الخطية أيضًا: الخطية انفصال عن الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نُصرة سبق التنبؤ بها |
أحرزوا نُصرة عُظمى |
علاء الأسوانى: هزيمة "شفيق" هزيمة لرجال مبارك كلهم |
نُصرة وشهادة حية |
نُصرة وشهادة حية، فرح الشهادة |