رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إدانة الآخرين وبالذات القسوة والشدة في الحكم على الناس.. هناك أشخاص عنفاء جدًا في أ حكامهم. إذا أنتقدوا إنسانًا، ينتقدونه بشدة وبقسوة، وبقلب خال من الحب ومن العطف، وخال من تقدير ظروف الآخرين.. الإنسان الذي الحالة، لا يمكن أن تسيل دموعه، إلا إذا تخلص من هذه المشاعر! الحديث عن أخطاء الناس، أو التشهير بهم، سبب من الأسباب الرئيسية التي تمنع الدموع. وفي نفس الوقت فإن هذا التشهير سبب من الأسباب التي تقسى القلب، وتبعده عن الرقة التي يتصف بها أولاد الله.. إدانة الآخرين ليست فقط قسوة وعنفًا. وإنما فيها أيضًا ينسى الإنسان خطاياه الخاصة. والذى ينسى خطاياه، يبعد عن أهم مصدر للدموع.. أما الإنسان الروحى، فإنه يشفق على الخطاه متذكرًا قوة العدو وحروبه، وضعف الطبيعة البشرية، ومتذكرًا أيضًا خطاياه وسقطاته. فيبكى على الساقطين كما يبكى على نفسه وفي ذلك قال القديس بولس الرسول: "اذكر المقيدين، كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أيضًا في الجسد" (عب 13: 3). رجل الدموع يمكن أن تكون عنده هذه المشاعر. ومن عنده هذه المشاعر يمكن أن يقتنى الدموع. وهكذا كان القديس يوحنا القصير.. حينما كان يرى إنسانًا يخطئ، كان يبكى ويقول: هذا الإنسان سقط اليوم. وقد أسقط أنا مثله غدًا وربما يخطئ هو يتوب ويخلص بينما أخطئ أنا أتوب... وهكذا كانت خطايا الناس تدفعه إلى البكاء، ولا تدفعه إلى والإدانة. والقديس موسى أيضًا كان باستمرار يتذكر خطاياه، لا خطايا الناس وهناك قاعدة روحية تقول: إن الإنسان يسقط عادة في الخطايا التي يدين الناس عليها.. والله يسمح بهذا، لكي يخزى كبرياء الذين يدينون غيرهم. لكي نعرف أننا إذا سرنا حسنًا فليس هذا لقوة فينا، إنما بسبب معونة تأتينا من فوق. فإن أدنا غيرنا بقساوة قلب، تتخلى عنا النعمة الحافظة، فنسقط مثلهم..وحينما نسقط، ونبكى على خطايانا، شاعرين بضعفنا، وبأن الخطية "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقويا" (أم 7: 26) وحينئذ ترق قلوبنا، ونشفق على غيرنا، ولا ندين الساقطين، بل نبكى من أجلهم.. شاعرين بأن الشيطان نشيط، ونشاطه يدعونا إلى الخوف والحرص والبكاء وطلب معونة. مثلما نسمع أن أسدًا في الطريق قد افترس إنسانًا... لا ندين هذا الإنسان، بل نبكى عليه، ونبكى على أنفسنا من خطر هذا الأسد المفترس، الذي شبه به الرسول عدونا الشيطان الذي يجول ملتمسًا من يبتلعه (1بط 5: 8) أو مثلما نسمع عن وبأ أصاب آخرين فماتوا.. هل نبكى عليهم أم ندينهم..!؟ هكذا الخطية، وهكذا الشيطان، وهكذا حال الذين يسقطون، والذين يدينوهم.. الإدانة إذن هى قسوة، ونسيان لقوة العدو، ونسيان للضعف البشرى. وكلها أمور تبعد الدموع.. وبنفس الوضع نتحدث عن الإدانة المستترة. ونقصد بالإدانة المستترة التي تختفى وراء النصح أو التوبيخ أو الإنذار. ولعلك تسأل: هل معنى هذا إننى لا أنصح أحدًا ولا أحذره؟ أقول لك: يمكن أن تفعل هذا، ولكن في محبة، وليس بروح التعالي. وتذكر قول بولس الرسول لرعاة أفسس: "متذكرين إننى ثلاث سنوات ليلًا ونهارًا، لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل أحد" (أع 20: 31) لأنه ينذر، ولكن بدموع.. بدموع فيها حب ورقة، وخوف عليهم من السقوط، وتقدير للضعف البشرى. تذكر أن الطبيب حينما ينزع جزءًا فاسدًا من مريض، إنما يفعل ذلك يحنو دون أن يشمئز من فساد هذا الجزء الذي بقطعه، ودون أن يدين المريض بسبب ذلك |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تندفع في إدانة الآخرين |
إدانة الآخرين |
ما هي خطورة إدانة الآخرين؟ |
هل من حقي إدانة الأخرين |
إدانة الآخرين |