تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ!
مات موسى ، انتهت مهمته . قاد الشعب حتى مشارف الاردن ثم غاب . لم يعد يقف شامخا ً امام الشعب وعصاه في يده يملأ الافق بهيكله . اختفى وجهه الذي كان يلمع ببهاء ٍ ومجد ٍ ونور انعكاسا ً لبهاء ومجد الله . لم يعد صوته يدوي بين جبال ووديان البرية معلنا ً ارادة الله ووصاياه . وحل محله فتى ، فتى ً متوسط القامة مفتول العضلات مرفوع الرأس . رغم اختلاف المظهر كان الجوهر واحدا ً . بداخل كل من الرجلين روح الله . انتظر الشعب ، وقف متحفزا ً على ضفة النهر وشخصوا الى يشوع . نظر يشوع الى الامام الى الارض الممتدة الى الافق البعيد بلا حدود . ونظر الى الخلف الى الوف العيون الشاخصة اليه تنتظر كلمته . وارتجف داخله ، كيف يستطيع ان يقود هذا الشعب وحده . كاد ان يصرخ ويرمي عصاه وينزل عن الربوة ويفر هاربا . واذا بصوت الرب يعلو يملأ سمعه ويقول : " كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ. ..... تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ" (يشوع 1: 5 ، 6 ، 9 )
" قُمِ اعْبُرْ هذَا الأُرْدُنَّ أَنْتَ وَكُلُّ هذَا الشَّعْبِ ...... كُلَّ مَوْضِعٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ لَكُمْ أَعْطَيْتُهُ، كَمَا كَلَّمْتُ مُوسَى. " كل موضع قدم لنا ، كل حقل ، كل ارض ، كل جبل ٍ ، كل واد ٍ ؟ . كل ما تدوسه اقدامكم ، هكذا قال الرب ، هكذا سيكون . وصدّق يشوع قول الرب وتقدم هو و تابوت عهد الرب والشعب . وصدّق الشعب كلام الرب وامتدت اقدامهم مسرعة الى نهر الاردن . وكان الوقت وقت الحصاد والاردن مليء بالماء الى جميع شطوطه . وما ان لمست بطون اقدامهم الماء المتدفق حتى توقفت المياه . فزعت ، فرت هاربة ، انشطر النهر ، تجمدت المياه ، ظهرت اليابسة . وعبر يشوع والشعب وساروا على اليابسة لأن الرب كان معهم . واخذوا الارض التي وعدهم الرب بها ، كل ما داسته اقدامهم اخذوه . وانت تقف على مشارف عمل ٍيريدك الله ان تعمله ، حين تراه صعبا ً ، حين تصدم عينيك العقبات وتمنع الرؤيا جبال المصاعب والتحديات . اذا زحف الظلام واختفى النور وبدا الطريق موحشا ً مرعبا ً ، اصغ السمع ، اسمع صوت الله : " لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ .... تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ! لاَ تَرْهَبْ وَلاَ تَرْتَعِبْ " تقدم ، اقتحم ، سر للامام ، اخطو بقدميك ، كل ما تدوسه لك ، الرب الهك معك .
29 - 01 - 2014, 08:36 PM
رد: تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ!
العرض العادي
