إخراج الشياطين بالاتضاع
إن قصة أنبا صرابامون أبي طرحه تثبت إخراج الشياطين بالاتضاع.
كانت زهرة ابنة الحاكم عليها شيطان، فجاءوا إلى البابا ليصلي عليها ليخرج. فقال لهم البابا في اتضاع "أنا ليست لي هذه الموهبة. اذهبوا إلى الأنبا صرابامون أبي طرحه". فذهبوا إليه. فقال لهم في اتضاع "صلاتي لأجلها لا تكفي". وطلب صليب البابا ليرشمها به، قائلًا إنه "ببركة هذا الصليب تشفي". وكان يريد بهذا أن ينسب شفاءها إلى البابا وليس إلى نفسه. وهكذا شفيت، لأن الشيطان لم يحتمل هذا الاتضاع. تحدثنا عن أهمية الاتضاع في حروب الشيطان، مع بعض قصص من سير القديسين. وبقي أن نعرض لسؤال هام وهو:
ما هو الأثر العملي للاتضاع للانتصار في حروب الشياطين؟
1 - المتضع يعترف دائمًا ويطلب من الله المعونة فتأتيه بقوتها، وهكذا ينتصر لأنه لم يعتمد على ذراعه البشري، بل على معونة الله.
2 - المتضع يحترس من أقل الخطايا، ويخاف السقوط فيبعد عن جميع العثرات. وبالتالي لا يلقي نفسه في تجربة ولا يتهاون، وبهذا الحرص الناتج عن الاتضاع ينتصر على الشياطين.
3 - المتضع يكشف حروبه وضعفاته. فيمكن علاجها. وبهذا ينتصر.
4 - المتضع دائمًا يصلي. بل إن أصغر خطية يجعلها موضوعًا لصلاته. وهكذا يدخل الله معه في حروبه. وبهذا ينتصر.
5 - نفس الاتضاع: فضيلة لا يحتملها الشياطين فيهربون.
وكما ينتصر الإنسان على الشياطين بالاتضاع، ينتصر أيضًا بالحكمة والإفراز.