رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشيطان قوي وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين... وملائكته (رؤ 12: 7). إنه يحارب في الأرض وفي السماء، مع أن كل حروبه تنتهي أخيرًا إلى هلاكه وهزيمته ولكنه لا يستطيع أن يبطل الحرب، لأنها صارت جزءًا من طبيعته. ومن صفات الشيطان أيضًا أنه قوى. لأنه أحد الملائكة "المقتدرين قوة "حسبما وصفهم المرتل (مز103: 20). هو كملاك فقد طهارته، لكن لم يفقد طبيعته القوية. لذلك وصفه الرسول بأنه "أسد زائر" (1 بط 5: 8). وهكذا نراه في سفر أيوب استطاع أن "يضربه بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته" (أى 2: 7)، كما استطاع أن يثير ريحًا شديدة صدمت زوايا بيت أيوب، فسقط على الغلمان فماتوا (أى 1: 19)... وهناك دلائل روحية كثيرة على قوته، منها: إنه استطاع أن يضل العالم كله أيام الطوفان. ولم تنج من ضلاله سوى أسرة واحدة هي أسرة أبينا نوح (تك6). ورأى الله أن الحل الوحيد لتطهير الأرض من الفساد، هو إبادة كل نفس حية على وجه الأرض. ونفس الوضع نقوله عن مدينة سادوم. فلم يجد الله فيها عشرة من الأبرار، حتى يرحم المدينة من أجل العشرة (تك18: 32). ولم يوجد فيها سوى أسرة لوط فقط (أربعة أشخاص). هلكت من بينهم امرأة لوط خارج المدينة. وأخطأت البنتان بعد خروجهما من سادوم. ولوط نفسه قيل عنه حينما كان في سادوم إنه "كان بالنظر والسم – وهو ساكن بينهم – يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2 بط 2: 8). وقوة الشيطان تظهر في إلقائه العالم كله في الوثنية. كيف استطاع أن يلقى العالم كله في الوثنية في العهد القديم، ماعدا شعبًا واحدًا؟! هذا أمر خطير. بل حتى هذا الشعب الواحد وقع في عبادة الأصنام هو أيضًا، حينما كان موسى النبي على الجبل، إذ صنعوا لأنفسهم عجلًا ذهبيًا، وقدموا له الذبائح،وقالوا "هذه آلهتك يا إسرائيل من أرض مصر" (خر 32: 1-6). وفي أيام إيليا النبي في عهد آخاب الملك، كان في شعب الله 450 نبيًا للبعل، و400 نبيًا للسواري أي ثمانمائة وخمسون نبيًا كاذبًا كانوا يأكلون على مائدة الملكة إيزابل (1 مل18: 19). وحدث أن كثيرًا من ملوك يهوذا وإسرائيل وقعوا في عبادة الأصنام "وجعلوا إسرائيل يخطئ "كما تروى لنا أسفار الملوك وأخبار الأيام. ومن قوة الشيطان إسقاطه لسليمان الحكيم في عبادة الأصنام. سليمان أحكم أهل الأرض، الذي أخذ الحكمة من الله نفسه (1مل 3: 12)، الذي تراءى له الله مرتين (1 مل 3: 5، 9: 2). يقول عنه الكتاب "وكان في زمان شيخوخة سليمان، أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى... فذهب سليمان وراء عشتا روت إلهة الصيدونيين وملكوم رجس العمونيين" (1 مل 11: 4-8). حقًا إنها لمأساة عجيبة وخطيرة، ترينا مدى قوة الشيطان. ومن دلائل قوة الشيطان ما سيفعله في آخر الأيام. وذلك عندما "يحل من سجنه"، ويخرج ليصل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض (رؤ 20: 7). بل يضل لو أمكن المختارين أيضًا عن طريق من يرسلهم من مسحاء كذبة وأنبياء كذبة، يعطون آيات عظيمة وعجائب (متى24: 24). ومن خطورة عمله العنيف في تلك الفترة الصعبة قول الرب عنها: ولو لم تقصر تلك الأيام، لم يخلص جسد" (متى 24: 22). ، "ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام". وفي تلك الأيام سيرسل الشيطان أيضًا من عنده ضد المسيح، إنسان الخطية المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهًا "الذي مجيئه بعمل الشيطان، بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2 تس 2: 9، 10). ومن نتائج قوة الشيطان هذه، يحدث الارتداد العام. وذلك قبيل مجيء المسيح (2 تس 2: 3). ولكن نشكر الله الذي سيقصر تلك الأيام الصعبة. وسيبيد هذا الأثيم (ضد المسيح) بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه (2 تس 2: 8)... إلى هذا الحد وصلت قوة الشيطان. ومن أمثلة قوة الشيطان أيضًا: إنه استطاع أن يتكلم على فم رسول عظيم كبطرس، فانتهره الرب قائلًا "اذهب عنى يا شيطان. أنت معثرة لى" (متى 16: 22، 23). ومن أمثلة ذلك أيضًا أنه غربل الاثني عشر رسولًا. وقد طلب الرب من أجل بطرس لكي لا يفنى إيمانه (لو 22: 21، 32). ومن أمثلة قوته أنه أسقط جبابرة مثل داود وشمشون، وأهلك نبيًا كبلعام، وضيع تلميذًا من تلاميذ بولس كديماس... "وكل قتلاه أقوياء" (أم 7: 26). حقًا كما قال داود النبي "كيف سقط الجبابرة، وبادت آلات الحرب" (2 صم 1: 27). ومن أمثلة وته أيضًا صرعه لأناس كثيرين. هؤلاء الذين احتاجوا أن يخرج الشيطان منهم، وقيل إنه كانت عليهم أرواح نجسة. وعنهم قال الرب لتلاميذه "اخرجوا شياطين" (متى 10: 8). وكان على واحد من المرضى فرقة من الشياطين "لجئون" (مر 5: 9)، "ولم يقد أحد أن يذلله". وبعض هذه الشياطين لم يقدر تلاميذ الرب وقتذاك على إخراجها. فقال لهم الرب "هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلا بالصلاة والصوم" (مر 9: 29). ولعله بسبب قوة الشيطان، قيده الله ألف سنة. "وطرحه في الهاوية، وأغلق عليه وختم عليه، لكي لا يضل الأمم في ما بعد، حتى تتم الألف سنة. وبعد ذلك لا بد أن يحل زمانًا يسيرًا" (رؤ 20: 2، 3). ولكن ليس معنى الحديث عن قوة الشيطان، أن تخافوا منه!! كلا فإن كان الشيطان قويًا، فالله أقوى منه... |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
"هل هو الشيطان؟ لا، إنما هو إنسان يبث فيه الشيطان كل أعماله |
قم حطم الشيطان |
الشيطان |
من حيل الشيطان ج2 |
من حيل الشيطان ج5 |