خلع الكتف
السيد / د. فيكتور شفيق
طرابلس – ليبيا
حدثت معي بشفاعة البابا كيرلس السادس معجزات عديدة، فكم من مرة وقف إلي جانبي ... إننا في الغربة تكثر علينا المشاكل، ونحتاج إلي من يؤازرنا فلا نجد قريبا أو صديقا ... ويكون البابا كيرلس هو القريب والصديق والشفيع.
خلال شهر يوليو 1987 كنت طبيبا نوبتجيا بالمركز الصحي بطرابلس – ليبيا. وكنت انتظر مكالمة تليفونية من القاهرة، فحينما اسمع رنين التليفون الذي كان في حجرة مجاورة أجري للرد عليه، وقد تكرر ذلك عدة مرات ولم يكن من بينها المكالمة التي أتوقعها. وفي مرة بينما أسرع للحاق بالمكالمة اشتبكت الساعة بمقبض (أكرة) الباب، فجذبت بشدة، ووقعت علي الأرض، وشعرت علي الفور بألم شديد في كتفي لم أكن قادرا علي تحمله فكنت أبكي، وحضر ثلاثة من الأطباء وتبين أن الذراع خلع من الكتف. وحاولوا رده إلي مكانه لكن دون جدوي، فقرروا نقلي فورا إلي المستشفي العام قسم العظام حيث تجهيزات طبية أكثر...
بعد إجرا الأشعة هناك تبين خلع كامل لعظمة العضد من تجويف الكتف، وقرروا رد الذراع بعد بنج كلي، وقد رفضت ذلك في باديء الأمر لكم لم يكن أمامي في النهاية غير الرضوخ بسبب شدة المعاناة.
وقد ثارت مشكلة وهي أنه لا يجوز أعطائي البنج اللازم للعملية قبل مضي أربع ساعات حتي لا تحدث مضاعافات، ولكنني لن أتحمل الألم خلال هذه الفترة، مما سيؤدي بي إلي غيبوبة .
وقد حري الأتصال بطبيب التخدير للحضور، وهنا مددت ذراعي وطلبت شفيعي البابا كيرلس السادس وحبيبه مارمينا وكذلك الكاروز مارمرقس، وما هي إلا لحظة حتي سمعت صوتا في كتفي، وتوقف الألم، بل زال دفعة واحدة، وقلت لمن حولي فلم يصدقني أحد.
حضر طبيب التخدير، وقلت للأطباء أني لم أعد محتاجا للعملية ... لقد عاد ذراعي إلي وضعه الطبيعي ... ولكن طبيب العظام قاطعني قائلا : " إن الأمر ليس بهذهالسهولة، بل يتطلب قوة شد وحركة وتكنيك معين، ويجب أن يتم ذلك تحت تخدير كامل لشدة ما يسببه من ألم.
وإزاء اصراري أجري أشعة أخري... وتبين أن الذراع عاد إلي مكانه الأصلي، وأجمع الأطباء عاي أن هذه معجزة ... وقد ربط ذراعي مدة 21 يوما وعدت إلي عملي بعد شهر ...