الظن بأن الروحيات هي مجرد ممارسات
وهناك من الناحية المقابلة سبب آخر للفتور ينبغي الالتفات إليه، وهو: الظن بأن الروحيات هي مجرد ممارسات!
البعض يظنون أن الحياة الروحية هي مجرد صلاة وصوم، واعتراف وتناول، واجتماعات وخدمة، وجدول روحي لهذا الوسائط يحاولون أن يملأوه لكي تستريح ضمائرهم. وفي كل هذا يقعون في الفتور. فلماذا؟
ذلك لأنهم اقتصروا على هذه الممارسات، ونسوا نقاوة القلب من الداخل، التي هي الأساس الذي يعتمد عليه العمل الروحي. وبدون هذا الأساس يفتر الإنسان.
إن مجرد الممارسات الروحية، بدون ثمار الروح في الداخل، قد تحول المكتفي بها إلى فريسية واضحة...
تحوله إلى قبور مبيضة من الخارج، كما كان يفعل الفريسيون يدققون في الممارسات الخارجية، وقلوبهم خالية، وقلوبهم خالية من المشاعر الروحية الحقيقية.
اهتم إذن بالعمل الداخلي، بالفضائل الرئيسية كالمحبة والإيمان والتواضع والوداعة والنقاوة والطهارة... وحينئذ ستجد صلاتك لهيب نار، لأنها نابعة من قلب نقي مملوء من محبة الله ومحبة الفضيلة...
ذلك لأنه -للأسف الشديد- قد يوجد من يصلي، وبينه وبين غيره خصام شديد أو يصلي ويقرأ ويعظ ويعلم، وفي داخله غضب ونرفزة وكبرياء... وما إلى ذلك... فكيف تكون له حرارة في الصلاة، بينما قلبه بعيد عن الروحيات، بل كيف تكون له صلة بالله في صلاته، وقلبه بعيد عن الله بالغيظ والحقد والخصام؟!
إذا أردت إذن أن تتخلص من الفتور احرص على أن يكون عملك الروحي مرتكزًا على ثمار الروح من الداخل (غل5: 22).
وتذكر في كل ممارساتك الروحية، قول الرب الصريح: "يا ابني أعطني قلبك" (أم23: 26) وتوبيخه لليهود في سفر إشعياء النبي "حين تبسطون أيديكم، استر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا اسمع. أيديكم ملآنة دمًا" (إش1: 15)...
وهذا ينقلنا إلى نقطة أخري من أسباب الفتور، وهي: وجود خطية أو شهوة.