دخول الآخرين إلى حياتك قد يسبب الفتور الروحي
من الأسباب الأخرى للفتور: دخول الآخرين إلى حياتك
من الخطورة أن يتحول هدفك في حياتك الروحية من الله إلى الناس.
كنت في الأول تحيا روحيًا من أجل أبديتك، ومن أجل محبتك لله، ولكن يحدث بعد أن تتقدم في الروحيات، أن يدخل الآخرون في حياتك، ويسلكوا جزءًا من أهدافك..
ربما يصبح أهم أهدافك من السلوك الروحي هو القدوة أو البعد عن العثرة.
فليس من أجل حب الخير، أو حب الله، تفعل الخير.. وإنما تفعله حتى تكون قدوة لناس.. حتى تقدم لهم مثالًا عمليًا في الحياة الروحية، كنور للسالكين في الظلمة.. وبنفس الوضع تبعد عن الخطأ حتى لا تعثرهم، وليس كراهية للخطية، التي ربما تتساهل معها في الخفاء، مادامت لا تعثر أحدًا.
وهكذا يكون دافعك الروحي من الخارج وليس من الداخل، فتفتر. وقد تتحول إلى إنسانين.. أحدهما محترس لأجل الناس.. والأخر متهاون خارج نطاق رؤيتهم.
وفي كل ما تقول وما تفعل، قد يهمك جدًا تعليق الناس، وأحكامهم.. وتتطور إلى أن تفعل ما يرضي للناس، وشيئًا فشيئًا قد يصبح الناس هم هدفك ويضيع هدفك الروحي، فتفتر حياتك.
قد تصلي في اجتماع، ويهمك رأي الناس في صلاتك، وتصبح صلاتك لأجل الناس وليس لأجل الله.
وقد تعجبك الصلاة بدموع، وليس من أجل الله، ولكن لكي يمدح الناس روحانية صلاتك، أو لكي ترضي أنت عن نفسك. وفي كل هذا يكون الله قد اختفي من حياتك..
والناس لهم آراء متنوعة.. وقد صدقت الأم سارة الراهبة حينما قالت:
[لو أني أرضيت الكل، لوجدت نفسي تائهة على باب كل أحد].
ما أسهل أن يحسب الناس التدقيق تطرفًا، فهل نترك التدقيق لكي نرضي الناس؟
وقد تفتر حياتك أيضًا بسبب مجاملاتك الكثيرة للناس.
من أجلهم تضيع الكثير من وقتك في ما لا يفيد.. ومن أجلهم قد تدخل في أحاديث ومناقشات تتعب نفسك، ومن أجلهم قد تتعطل صلواتك وتأملاتك. ما أعمق قول بولسالرسول: "أم أطلب أن أرضي الناس؟ فلو كنت بعد أرضي الناس، لم أكن عبدًا للمسيح" (غل1: 10)..
لذلك اجعل علاقة الناس بك في حدود روحية حتى لا تفتر روحياتك.