بعد ثلاثين يوما
وفي ختام هذه الذكريات ... يقول :
أحد زملائي بالبريد ويدعي "كامل " أعرب عن رغبته في زيارة القمص مينا المتوحد ، وقد بادره قداسته فور اللقاء به : " ياابني طلع الأحجبة اللي في جيبك واحرقها". فانصاع الزميل دون نقاش إثر المفاجأة .
ورغم ذلك فانه لم يفهم ، ولم يرتدع ، بل تجرأ وطلب من قداسته "حجابا " ، فقال له" يا ابني أنا معنديش حجاب " وصلي له.
ولكن كامل انصرف غاضبا ، وتفوه بألفاظ بذيئة ، ناعتا أبونا مينا بنعوت قبيحة ... كان الحديث همسا ، لكن قداسته ناداني وقال لي : " مسكين كامل ... مسكين كامل ... داهيموت بعد ثلاثين يوما ... ميتة شنيعة ".
وبعد شهر كان الرجل يعبر الطريق فصدمته دراجة بخارية مسرعة (موتوسيكل) ، فمات لتوه...
احتفظت بهذا الخبر التعس لنفسي، وحجبته عن أبونا مينا المتوحد ولكنه فاجأني بقوله "مسكين كامل " صدمه موتوسيكل ...." لكم أحزنني ذلك المصير ... وحرك في داخلي الأحزان.