السيد / جورج الياس غطاس
القاهرة ( معروف لدينا)
( كان سيادته من المقربين إلي البابا كيرلس السادس وترجع العلاقة إلي ما قبل اعتلاء قداسته الكرسي المرقسي)
والمعجزة التي نضعها بين يدي القاريء رواها لنا سيادته قبل تدوينها وهو يجهش بالبكاء من شدة التأثر رغم مرور ما يزيد علي خمسة عشر سنة علي وقوعها ... يقول سيادته :
عندما اشتعلت حرب التحرير في عام 1973 كان ابني ( وجدي ) ضابطا مجندا في سلاح المدفعية ويعمل علي صواريخ أرض –أرض. وقد سافر إلي الجبهة قائدا لكتيبة.
ولايمكن أن نصف مقدار القلق الذي انتابنا لوجوده علي خط النار في حرب شرسة مع إسرائيل . كنا نتابع أخبار المعركة ، ونصلي بحرارة لكي يعود سالما هو ورفاقه طالبين من الله بشفاعة البابا كيرلس أن يحافظ عليه.
وما أن انقضي أسبوع علي نشوب المعركة حتي كنا في حالة يرثي لها ، حيث لا حس ولا خبر. ناديت الأنبا كيرلس السادس وشفيعه العظيم مارمينا لكي يطمئنا علي ولدنا... وكان النداء ليس بالكلمات فحسب بل بالبكاء الساخن المرير الصادر من القلب...
نظر الله إلينا ، فشملنا بعطفه وحنوه
فقد ظهرت القديسة مريم بثوبها الأبيض في رؤيا لوالدته
وفي الليلة التالية ظهر لها القديس الأنبا كيرلس
وبعدها تلقينا، مكالمة تليفونية ... قال المتحدث أنا( وجدي)
أنا بخير يابابا ، سوف تعود الكتيبة ، قريبا وسأراكم قريبا جدا ... اطمئنوا
وتحدث أيضا إلي والدته ... وهكذا أطمأنت نفوسنا وهدأ روعنا
عاد ولدنا بعد أسبوع من مكالمته التليفونية
وحدثناه عما ألم بنا خلال غيبته عنا ... وعن ظهور الذراء والبابا كيرلس السادس ... أما الذي أراح بالنا تماما هو مكالمتك التليفونية ...
دهش ابني عند سماعه تلك العبارة ، وقال أي مكالمة هذه ؟
حاولنا أن نذكره بها ، وإنه من أسبوع تحدث معي ، ومع أمه عن عودته القريبة ...
نفي ابني تماما انه فعل ذلك ... ولكننا سمعنا صوتك ... فعاد ليؤكد انه لم يجر أية مكالمات تليفونية مع أي انسان ،لأن هذا غير ممكن ، وغير متاح ... لا بالنسبة له ، ولا بالنسبة لزملائه... وهو لم يعد من الجبهة إلا من يومين فقط.!!!
كم كانت مفاجأة ... وأي مفاجأة يختلط فيها الفرح بسكون النفس ... والذهول بالتأمل ... كم كانت شفاعة البابا قوية ... لا أشك لحظة أنه كان وراء تلك المكالمة العجيبة ... العجيبة.