رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفراغ العاطفي وهذا الفراغ على نوعين: أحدهما حالة إنسان يشعر أن قلبًا كبيرًا ولا يجد من يملأ قلبه. يريد أن يوزع محبته، ولا يعرف أين؟ فيشعر بفراغ في قلبه من جهة الإعطاء. وهذه حالة سهلة في علاجها. فلو أمكن لهذا أن يوزع محبته في مجالات الخدمة، لشعر بالسعادة بلا شك: إن خدمة الأطفال تشبع القلب. وكذلك خدمة اليتامى، والمعوزين، والفقراء، والمعوقين، والمرضي، وكل من هو في حاجة، وحل مشاكل الناس.. ولكن حذار لأصحاب هذا الفراغ العاطفي من الانحراف! والنوع الثاني من الشاعرين بالفراغ العاطفي، هم الذين يشعرون أنهم في حاجة إلى من يحبهم ولا يجدونه. ومثال ذلك ابنه تعيش في بيت بعيد عن الحب: مع أب حازم جدًا وشديد في معاملته، كثير التوبيخ، كثير العقاب. وإلى جواره أم قاسيه لا تجد الابنة منها حنانًا على الإطلاق... ما أكثر ما تنحرف البنات اللائي لا يجدن حبًا وحنانًا من الوالدين والأسرة! ربما -وهي في هذه الحالة النفسية- تجد من يقدم لها هذا الحب بطريقة مخالفة أو بطريقة خاطئة، فتقبل ذلك، بل وتقبل عليه، لأنها في حاجة إلى قلب، أي قلب. ونحن إذ ننصح الآباء والأمهات بمحبة أبنائهم وبناتهم حماية لهم من الانحراف، إنما في نفس الوقت نحث الأبناء والبنات بالبحث عن الحب بطريقة سليمة طاهرة. ولابد سيجدون هذا في محبة الله وملكوته، وفي الصادقات البريئة الطاهرة. وأيضًا في محيط الخدمة. وكذلك في العطاء. فالذي يعطي حبًا وحنانًا مقدسًا لغيره، يأخذ في نفس الوقت من الحب والحنان أكثر مما يعطي. المهم أن القلب يمتلئ بالعاطفة، سواء معطيًا أم آخذًا. وحالة الإعطاء هي في نفس الوقت حالة أخذ. إن داود النبي وجد في صداقة يوناثان محبة أعجب من محبة الناس (2صم1: 26) ويوحنا الحبيب وجد في محبة الرب أعظم محبة في الوجود. والذين عاشوا في الرهبنة والبتولية، وجدوا في محبة الله ما أنساهم الكون كله وما فيه. وما أجمل قول الشيخ الروحاني: [محبة الله غربتني عن البشر والبشريات]. وبعد. أترانا قلنا كل ما يجب أن نقوله عن الفراغ؟ لا شك هناك أمور أخري باقية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الفراغ العاطفي ... |
الفراغ العاطفي |
الفراغ العاطفي |
الفراغ العاطفي |
الفراغ الروحى والفراغ العاطفى |