بالتفاصيل: 5 نتائج خطيرة تترتب على عدم ترشح السيسي للرئاسة
الاهرام الجديد الكندي: لم يعد خوض الفريق أول عبد الفتاح السيسي انتخابات الرئاسة الوشيكة شأناَ مصرياً وإقليمياً فقط، إنما أمتد إلى بؤرة اهتمام الدوائر السياسية الدولية التي راحت تلاحق الإشارات الصادرة عن الرجل في هذا الشأن. وإذا كان كثيرون يعتقدون أن وزير الدفاع أقترب كثيراً من إعلان ترشحه، فإن مصادر مقربة منه تؤكد أن لقاءً جمعه بعدد من رموز العمل السياسي أخيراً لدفعه إلى الاستجابة للمطالب الشعبية بالترشح، وبعد 3 ساعات كاملة من الإنصات لحجج المتحدثين، أنهى الفريق أول الاجتماع بكلمة مقتضبة “طيب.. ولكن تذكروا أنني لم أوافق بعد” مما أعاد الأمر برمته إلى نقطة البداية.
والسؤال الآن: ما هي النتائج التي من المنتظر أن تترتب على عدم ترشح الرجل الذي بات يحظى بالشعبية الأكبر في البلاد؟.
النتيجة الأولى تتمثل بلا شك في ظهور “دولة برأسين” الرأس الأول تتمثل في رئيس الجمهورية المنتخب، أياً كان اسمه، والثاني هو القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي سيستمر النظر إليه باعتباره الرجل الأقوى في البلاد، والمنوط به مواصلة الحرب ضد الإرهاب واستعادة الأمن والهدوء، استكمالا للدور الذي أخذه على عاتقه حين طلب تفويضاً من الشعب في يوليو الماضي لمواجهة “الإرهاب المحتمل” وخرجت الحشود في أقل من 48 ساعة فقط تلبي نداءه.
على مستوى الشارع المصري، ستحدث حالة غير مسبوقة من الإحباط والصدمة لملايين الناس التي باتت تنظر للسيسي باعتباره “المنقذ” و”المخلِّص” والرئيس القوي الذي كانت تعلق عليه أمالاً كبيرة في العبور بالبلاد إلي شواطئ الاستقرار والريادة والنهوض. ويكفي أن نشير هنا إلى إعلان الحملات الشعبية المؤيدة لترشح السيسي مثل “كمل جميلك” و”قرار الشعب” و”بأمر الشعب” إلى حصولها حتى الآن على أكثر من 30 مليون توقيع على استمارات تطالب بترشح الرجل.
وفيما يتعلق بسياسة مصر الخارجية، سيتم كبح جماح التوجه شرقاً إلى روسيا والصين لإقامة علاقات تحالف استراتيجي مع قوى جديدة. حيث ينظر للسيسي على أنه “مهندس” عملية إعادة التوازن لعلاقات القاهرة الدولية، كما أنه من تجرأ على تحدي البيت الأبيض حين تدخل لعزل مرسي، الحليف الجديد للأمريكان، في استجابة لمطالب شعبية مؤكداً: لم نستأذن أحداً! ويأتي إعلان مصادر رسمية بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أخيراً عن أن واشنطن لا تريد “رئيساً ذي خلفية عسكرية” ليجعل من عدم ترشح السيسي يبدو كما لو كان خضوعاً للضغوط الأمريكية التي أصبحت تمارس بشكل شبه علني لمنع وزير الدفاع من الترشح.
علي المستوي الاقتصادي، ستخفت، ولو قليلاً، شعلة الحماس الخليجي لدعم مصر اقتصادياً. صحيح أن الرياض وأبو ظبي والكويت جعلت من مساندة مصر في أزمتها خياراً إستراتيجياً لا يرتبط بشخص محدد، ولكن المؤكد أن وجود السيسي في قصر الرئاسة سوف يجعل مستويات الدعم تصل إلى معدلات غير مسبوقة تاريخياً نظراً لثقة الدوائر الخليجية في توجهاته العروبية، حتى أن هذه الدوائر باتت تشكل أحد مصادر الضغوط عليه لكي يحسم أمره ويعلن ترشحه.
النتيجة الأخيرة تتعلق بالمؤسسة العسكرية ذاتها، إذ سيقطع عدم ترشح السيسي الطريق على من يصفون تدخل الجيش في 3 يوليو بأنه “انقلاب” كما سيؤكد أن وزير الدفاع حين ساند المطالب الشعبية في “30 يونيو” لم يكن يفعل ذلك طمعاً في منصب. ولعل هذه النقطة بالذات هي أحد أكبر أسباب تردد السيسي حيث ألمح أكثر من مرة أنه يخشى من أن يؤدي ترشحه إلي الإساءة إلي سمعة القوات المسلحة.