رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 114 - تفسير سفر المزامير كان خروج شعب إسرائيل من مصر هو ميلاد لشعب الرب وكنيسة العهد القديم وكان هذا الخروج قد صاحبه عجائب الله. وكانوا يذكرونها دائمًا ليذكروا كم صنع الرب بهم. وهذا المزمور فيه يسبحون الله على هذه العجائب. وكانوا يصلون به في اليوم الثامن للفصح اليهودي وهو أعظم أعيادهم. ونحن نرتل هذا المزمور لنذكر أن المسيح هو فصحنا ذبح لأجلنا (1كو7:5) ليحررنا من عبودية إبليس، ويؤسس كنيسته، جسده الذي هو نحن، ونسبحه على عمله الفدائي. الآيات (1، 2): "عند خروج إسرائيل من مصر وبيت يعقوب من شعب أعجم. كان يهوذا مقدسه. وإسرائيل محل سلطانه." الله أخرج الشعب من مصر. وأقام وسطهم، وكان يجب عليهم كشعب لله، والله في وسطهم، أن يلتزموا بحفظ وصاياه. هو قدَّسهم بالدم (دم الذبائح) وقدسهم بحلوله وسطهم. وكَانَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ= وكل ملك أو سلطان يحكم شعبه بوصايا وقوانين= سلطانه. وكانت قوانين الله هي وصاياه إن إلتزموا بها يتقدسون. ويقول يهُوذَا أولاً، لأن الهيكل أقيم في يهوذا. وكل من يسكن الله فيه يتقدس. آية (3): "البحر رآه فهرب. الأردن رجع إلى خلف." البحر هرب= والبحر يشير للعالم. ولقد كانت الشياطين تهرب من أمام المسيح (مت29:8-32) والبحر الأحمر انشق أمامهم رمزًا لهذا. أما رجوع الأردن فيشير لكسر شوكة الموت. لذلك صارت المعمودية وهي موت مع المسيح وقيامة معه مرموزًا لها بعبور البحر، وعبور الأردن يرمز لموت الجسد لندخل لكنعان السماوية. الآيات (4-8): "الجبال قفزت مثل الكباش والآكام مثل حملان الغنم. ما لك أيها البحر قد هربت وما لك أيها الأردن قد رجعت إلى خلف. وما لكن أيتها الجبال قد قفزتنّ مثل الكباش وأيتها التلال مثل حملان الغنم. أيتها الأرض تزلزلي من قدام الرب من قدام إله يعقوب. المحول الصخرة إلى غدران مياه الصوان إلى ينابيع مياه." سؤال المرنم ما لك أيها البحر قد هربت= يشير أن ما حدث لم يكن شيئًا طبيعيًا بل ناتج عن الحضور الإلهي الذي تتزعزع أمامه قوات الطبيعة. فالبحر ينشق. والجبال تقفز. ولقد تزلزت الأرض فعلًا حينما تكلم الله مع الشعب لدرجة أن موسى نفسه ارتعب "ارتجف كل الجبل جدًا" (خر18:19 + عب18:12-21). والمرنم هنا يُصَوِّر الجبال الشاهقة بأنها كحملان وكباش تقفز أمام الله. وهذا قد يكون تصوير شِعري إما إعلانا عن حالة فرح أو حالة رعب وفزع من مجد الله. ولكن ألم يحدث هذا فعلا في نقل جبل المقطم، والأرض تتزلزل فعلا بزلازل مدمرة، فماذا يمكن أن يحدث فعلا قدام مجده وحضوره. وتفهم بطريقة رمزية فالملوك الجبابرة المتكبرين قد ارتاعوا أمام شعب الله (يش9:2-11) وتفهم أنه أمام الحضور الإلهي فالقديسين بقاماتهم العالية كالجبال يكونون في فرح كمن يقفز. وزلزلة الأرض تفهم بأن من يسمع كلام الرب وهو في خطاياه يتزلزل ويرتعب (أع25:24). بل نفهم أنه أمام إيمان شعب الله تنتقل الجبال (مت21:21). فمهما كانت المشاكل أمام شعب الله فهي كلا شيء (زك7:4). لذلك قال بولس الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" وهل كان أحد يتصوَّر في بداية المسيحية أنه على يد 12 تلميذ خائفين، أن تنتشر المسيحية في كل العالم، وكيف اندحرت قوة الشياطين ومقاومتهم للكنيسة وكانت كلا شيء. وبنفس المفهوم كيف تنهار جبال الشكوك وتيارات الشهوة في داخل نفس الإنسان بعمل الروح القدس. (2كو5:10). المحول الصخرة إلى غدران مياه = إشارة للروح القدس الذي انسكب بعد عمل المسيح. |
|