رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثيؤفانيا عيد الظهور الإلهي عيد الغطاس القس بطرس البراموسى أن هناك سبعة أسباب واضحة لنا في معمودية السيد المسيح من يوحنا المعمدان، وتحدثنا عن عدة أسباب.. (1) يَليقُ بنا أنْ نُكَمّلَ كُلَّ بر. (2) لكي نعرف السيد المسيح. (3) لكي نعرف الثالوث. والآن نستكمل الحديث.. (4) تأسيس معمودية السيد المسيح (معمودية الماء والروح) حينما ذهب السيد المسيح إلى معمودية يوحنا كانت هذه المعمودية للتوبة فقط.. فذهب كل الشعب اليهودي ليوحنا مُقرين بخطاياهم (أي تائبين عنها)، فهي معمودية توبة فقط، لا تستطيع أن تغفر الخطايا، ولا تفيد قصة الخلاص الذي قدمه لنا السيد المسيح بشيء. فكل مَنْ تعمد من معمودية يوحنا لم تفيده بشيء في خلاصه من حيث مغفرة الخطايا التي ارتكبها، وبذلك كان لابد له أن يمارس معمودية أخرى لكي تغفر له خطاياه وتتمم خلاصه.. ويوحنا المعمدان شهد بنفسه وقال: "يأتي بَعدي مَنْ هو أقوَى مِني، الذي لستُ أهلاً أنْ أنحَنيَ وأحُلَّ سُيورَ حِذائهِ. أنا عَمَّدتُكُمْ بالماءِ، وأمّا هو فسَيُعَمدُكُمْ بالرّوحِ القُدُسِ" (مر1: 7-8). فالسيد المسيح حينما كان ذاهبًا للمعمودية من يد يوحنا كان يعلم جيدًا أنه ذاهب إلى معمودية لا تفيده بشيء، وليس لها أي قيمة بالنسبة له، وبالنسبة لنا نحن أيضًا الآن. لكن حينما نزل السيد المسيح إلى ماء الأردن.. حوَّل هذه المعمودية من معمودية يوحنا (التوبة) إلى معموديته هو (مغفرة الخطايا). وبذلك أسس السيد المسيح معموديته هو، التي نحتاج لها جميعًا، التي تغفر الخطايا، وتجدد الإنسان، وتجعله خليقة جديدة. فالسيد المسيح لو إنه لم يعتمد فكيف كان سيؤسس معموديته؟ هل ينادي بمعمودية جديدة (أي معمودية الروح) وهو لم يمارسها أو يؤسسها؟ فإذا حدث ذلك فكان كل منَّا من حقه أن يقول أنا لا أعتمد تشبهًا بسيدي يسوع المسيح، وكان من حقنا جميعًا أن نرفض المعمودية. لذلك اعتمد السيد المسيح لكي يكون هو قدوة ومثال لنا جميعًا، ولكي يقول لنا أنتم سوف تتعمدوا على رسمي ومثالي وأنا مثلاً حيًا أمامكم. لذا كل واحد منَّا يعتمد بمعمودية السيد المسيح (معمودية الماء والروح ) يصير شريكًا للسيد المسيح حتى في معموديته وعلى رسمه ومثاله.. ولذلك نسمي جرن المعمودية: (الأردن).. فتوجد صلاة تصلى على مياه المعمودية نجد في مقدمتها: (يطرح الكاهن نفسه أمام الأردن ويصلي). فكل مَنْ نزل إلى جرن المعمودية يعتبر نزل نهر الأردن نفسه مع السيد المسيح واعتمد معه في نهر الأردن. ونجد هذه المعمودية التي تعمدها السيد المسيح والتي يعتمد بها كل واحد منا، تأخذ قوتها من يوم الجمعة العظيمة.. تأخذ قوتها من قوة الصليب وذبيحة السيد المسيح ودمه المسفوك على الصليب.. لذلك يقول لنا مُعلمنا بولس الرسول: "مَدفونينَ معهُ في المَعموديَّةِ" (كو2: 12). وهنا يقصد بالدفن.. كما دفن السيد المسيح في القبر ثلاثة أيام.. هكذا ننزل جرن المعمودية ثلاث مرات على مثال دفنه ثلاثة أيام.. الثلاثة أسباب الأخرى.. لم يكن السيد المسيح محتاج إليهم وهم.. (5) السماء انفتحت. (6) الآب يقول: "هذا هو ابني الحبيب....". (7) الروح القدس حل على السيد المسيح مثل حمامة. السبب الخامس الواضح لنا في معمودية السيد المسيح من يوحنا المعمدان هو أن: (5) السماء انفتحت عبارة "السماء انفتحت" معناها أن السموات كانت مغلقة.. فهي بالفعل كانت مغلقة أمامنا نحن وليس أمام السيد المسيح.. فالسيد المسيح ذهب ليعتمد لكي يفتح لنا السماء المغلقة. إذًا فالسيد المسيح بمعموديته فتح لنا باب السماء.. والذي حدث مع السيد المسيح يحدث مع كل واحد منا لحظة عماده.. تنفتح له السماء. ومعنى فتح السماء لكل واحد منا هي أن كلاً منا أخذ فرصة الدخول للسماء.. وأنه سوف يدخل السماء ويكتب اسمه فى سفر الحياة.. لذلك وضعت كنيستنا القبطية سجلاً نكتب فيه أسماء المعمدين باسمهم الجديد رمزًا للكتابة في سفر الحياة. لقد كتبت اسمك في سفر الحياة يوم عمادك على اسم الثالوث القدوس، ويوم دفنت مع السيد المسيح وقمت معه إنسانًا جديدًا لا يحمل أي خطية وفتح أمامك باب السماء المغلق. فكل منَّا فتح أمامه باب السماء يوم عماده.. ولكن البعض يعودوا يغلقوا هذا الباب المفتوح بيدهم وتصرفاتهم السيئة وسيرهم في تيار الخطية وعدم توبتهم.. بذلك يغلق باب السماء مرة أخرى.. لم يغلق في وجههم ولكنهم هم الذين يغلقونه بيدهم! فيمسحوا اسمهم المكتوب في السموات بيدهم بسبب سيرهم في تيار الخطية والشر وعدم التوبة. فالسيد المسيح فتح لنا باب السماء الذي كان مغلقًا أمام وجوهنا قبل معموديته، وذلك بسبب غضب الله على البشرية بسبب الخطية التي كانوا يفعلونها ويعيشوا فيها. السبب السادس الواضح لنا في معمودية السيد المسيح من يوحنا المعمدان: (6) صوت من السماء يقول: "هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت" لقد سمعنا صوتًا من السماء يقول: "هذا هو ابني الحَبيبُ الذي بهِ سُرِرتُ".. فبعد أن كنت عبدًا متمردًا على سيدي بسيري في اتجاه الخطية والمعصية ومطرودًا من أمام وجه سيدي.. اليوم بالمعمودية اسمع صوت سيدي العذب ينادي لي ويقول: "أنت ابني أنا اليوم ولدتك..."، ويشير عليَّ من السماء لحظة خروجي من جرن المعمودية ويقول: "هذا هو ابني الحَبيبُ الذي بهِ سُرِرتُ" (مت3: 17). فنحن هنا نقول للآب: نحن قد سمعنا أن لك ابن وحيد.. "اللهُ لم يَرَهُ أحَدٌ قَطُّ. الاِبنُ الوَحيدُ الذي هو في حِضنِ الآبِ هو خَبَّرَ" (يو1: 18).. فكيف يكون لك أبناء كثيرين؟! فيرد الآب علينا ويقول: هذا الابن الوحيد الذي تتكلمون عنه هو ابني بالجوهر "ليس لي ابن آخر غيره"، أما أنتم فأبنائي بالتبني. ابني الوحيد هذا مثلي في كل شيء كمثال "الرجل يكون ابنه رجل مثله"، فهو مثلي في كل شيء لكن نحن الاثنين واحد وليس اثنان.. نحن الاثنين متحدين اتحادًا كاملاً.. فلذلك فهو ابني الوحيد بالجوهر وأنتم أبنائي بالتبني. فالسيد المسيح فتح لنا بابًا أن نصير أبناء الله بالتبني، وذلك بالمعمودية. فكل واحد منا حين خروجه من جرن المعمودية.. تنفتح له السماء، وكذلك يسمع صوت الآب السماوي قائلاً له: "هذا هو ابني الحَبيبُ الذي بهِ سُرِرتُ"، فيصير الإنسان ابنًا لله.. لذلك يصرخ كل منا حينما يقف يصلى قائلاً: "أبانا الذي في السموات....". وبما أننا أصبحنا أبناء لله.. لذلك أصبحنا ورثه للملكوت، وورثة لله، ووارثون مع المسيح.. فابن الله الوحيد نزل للأرض وتجسد وتأنس من السيدة العذراء (أي أخذ جسدًا إنسانيًا) وصار ابن الإنسان.. فأصبح يحمل الطبيعيتين "ابن الله وابن الإنسان". فنحن كلنا أبناء الإنسان والسيد المسيح أصبح واحد منا بأخذه جسدًا إنسانيًا (هو ابن الله وابن الإنسان)، فأصبح واحد منا، فرفعنا ورقانا لكي نصبح أبناء الله، كما قال القديس أثناسيوس الرسولي: "صار ابن الله إنسانًا لكي يصير ابن الإنسان ابنًا لله". هذا الإله المتجسد هو ابن الإنسان بالتجسد وابنًا لله بالطبيعة.. ونحن صرنا أبناء لله بالتبني.. أخذنا حق التبني يوم المعمودية العظيمة.. لذلك استقبل السيد المسيح يوم معموديته هذا النداء القائل: "هذا هو ابني الحَبيبُ الذي بهِ سُرِرتُ"، لكي يسكب هذا الابن فينا ونصير نحن في السيد المسيح أبناء لله الآب. السبب السابع الواضح لنا في معمودية السيد المسيح من يوحنا المعمدان: (7) حلول الروح القدس مثل حمامة نفس هذا الكلام ينطبق على النقطة الأخيرة وهو حلول الروح القدس مثل حمامة على السيد المسيح.. الروح القدس هو روح الآب وروح الابن.. فالثلاثة متحدين مع بعض وكائنين منذ الأزل.. وهم في وحدة تامة.. فما لنا نحن بالثالوث.. هذا الثالوث مع بعضه فلا دخل لنا به!! الروح القدس هذا كان في العهد القديم لا يسكن في أحدًا.. فكان لا يستطيع احد من كل أنبياء العهد القديم أن يدعى أنه مسكن للروح القدس أو أن الروح القدس ساكن فيه. كان الروح القدس في العهد القديم من الممكن أن يمر مرور سريع على الأنبياء لكي يعطيه نبوة، وكان يمر على الملك والكاهن على السواء حينما كانوا يمسحوا بزيت المسحة.. ولكن الروح لم يكن يسكن في أحدًا ما منهم. ولكن السيد المسيح جاء يفتح لنا باب السماء لكي نصير مسكن للروح القدس، فاستقبل الروح القدس في المعمودية في جسده الإنساني مثلنا.. فهو إنسانًا مثلنا في كل شيء.. "شابهنا فى كل شىء ما خلا الخطية وحدها" (صلاة الصلح – القداس الغريغوري). السيد المسيح مكث في بطن أمه العذراء مريم تسعة شهور كاملة... ووُلد ولادة طبيعية.. وكان ينمو قليلاً قليلاً مثلنا.. وكان ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند الله والناس مثلنا تمامًا.. "وأمّا يَسوعُ فكانَ يتقَدَّمُ في الحِكمَةِ والقامَةِ والنعمَةِ، عِندَ اللهِ والناسِ" (لو2: 52). فاستقبل في هذا الناسوت (الجسد) الروح القدس، لكي يكون لنا فاتحة خير، أننا سوف ندخل السماء، وأننا نحن البشر نستطيع أن نستقبل في هذا الناسوت الروح القدس. صار هو سابقًا لنا.. فتح لنا الباب.. وهذا بالفعل يحدث لنا في المعمودية.. ندهن بالميرون فنستقبل الروح القدس فينطبق علينا ما ذكره مُعلمنا بولس الرسول: "أما تعلَمونَ أنَّكُمْ هيكلُ اللهِ، وروحُ اللهِ يَسكُنُ فيكُم؟" (1كو3: 16). إلهنا الصالح يجعلنا أهلاً أن نكون سكنى للروح القدس.. يعمل فينا وبنا لمجد اسمه القدوس، الذي له كل المجد والإكرام من الآن وإلى الأبد آمين. |
18 - 01 - 2014, 07:33 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: عيد الظهور الإلهي ( الغطاس )
مشاركة جميلة جدا ربنا يباركك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عيد الظهور الإلهي ( عيد الغطاس ) |
عيد الظهور الإلهي ( الغطاس المجيد ) |
صور عيد الغطاس المجيد l الظهور الإلهي |
عيد الظهور الإلهى ( الغطاس المجيد ) |
الغطاس | عيد الظهور الإلهى |