منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 01 - 2014, 06:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد

الإنسان الروحي يرتفع فوق مستوى الجسد والجسدانيات، ولا يسلك حسب الجسد.
وفى ذلك قال القديس بولس الرسول "لاشئ من الدينونة الان على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح، (رو 8: 1) وقال أيضًا "إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رو 8: 13). وشرح هذا الأمر بقوله "الذين هم حسب الجسد، فبما للجسد يهتمون. ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح. لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله" (رو 8: 5 – 7). وهنا يواجهنا سؤال.
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
هل الجسد خطية؟ والجواب: كلا فلماذا؟
* إن الجسد ليس شرًا في ذاته، وإلا ما كان الله قد خلقه. لأن الله لا يخلق الشر. بل إن الله بعدما خلق الإنسان بهذا الجسد، "رأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدًا" (تك 1: 31).
* وإيضًا لأن الجسد يمكنه أن يشترك في العبادة ويخدم الله. يركع ويسجد، ويرفع نظره إلى فوق، يرفع يديه في الصلاة، ويصوم، ويتعب في الخدمة.
* وهكذا فعل كثير من القديسين. اشتركت أجسادهم مع أروحهم في العمل الروحي، وعاشوا في الجسد حياة بارة. وكانت أجسادهم مقدسة.
*و الجسد ليس شرًا، وإلا ما كان الله يقيمه، ويمنحه نوعًا من التجلى، فيصير جسدًا روحانيًا نورانيا سماويًا (1كو 15: 44، 49). يقام في مجد..
*ولوكان الجسد شرًا، ما كنا نكرم اجساد ورفات القديسين. وما كانت تحدث معجزات من أجسادهم، كما حدث مع عظام أليشع النبى (2مل 13: 21).
إننا نكرم اجساد القديسين، ونضع عظامهم في أديرتنا وكنائسنا، ونحتفى بها، ونفرح باقتنائها، ونبخر لها، وندهنها بالاطياب. وننال منها بركة.
*ولو كان الجسد شرًا، ما كان الرسول يقول: "مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو 6: 20). إذن يمكن أن يكون الجسد أداة لتمجيد الله.

الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
*الجسد أيضًا ليس شرًا، لأن الكتاب يقول "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح..؟ أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" (1كو 6: 15، 19) "هيكل الله مقدس، الذي أنتم هو" (1كو 3: 16، 17).
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
الجسد إذن ليس خطية ولا شرًا. ولكن الخطية هي في السلوك حسب الجسد، في شهواته ورغباته الأرضية. الخطية هي في تغليب الجسد على الروح.
مادام الجسد إذن ليس شرًا، فلماذا الحديث عن الصراع بين الجسد والروح؟ ولماذا إذن قول الرسول "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهى ضد الروح ضد الجسد" (غل 5: 16، 17).
هنا لا يتحدث الرسول عن الجسد كما خلقه الله.
فآدم وحواء – قبل الخطية – كان لكل منهما جسد. وكانا يعيشان في براءة كاملة "وكان كلاهما عريانين، وهما لا يخجلان" (تك 2: 25). والأطفال الصغار والرضعان، لهم أجساد وليست فيها شهوة للخطية.. إنما يتحدث الرسول عن الجسد الخاطئ.
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
الجسد إذن في ذاته ليس شرًا، ولكن..
الجسد من تركيب مادى. وقد يميل إلى المادة وينفعل بها، وينفصل عن سيطرة الروح، ويقاومها.
وهنا يبدأ الصراع. وتبدأ الشهوة الخاطئة..
على أن احتياج الجسد المادة، بطريقة طبيعية غير شهوانية، ليس في ذلك خطأ فالجسد مثلًا يحتاج إلى أطعمة مادية وإلى ألوان من التغذية، وليس في ذلك خطأ. بل الرسول يقول إن الإنسان "يقيت جسده ويربيه" (أف 5: 29). وقد طوب الرب المهتمين بالجياع والعطاش والعرايا..
واعتبر اهتمامهم بهؤلاء، كأنه موجه إليه شخصيًا. فقال للذين عن يمينه في اليوم الأخير "تعالوا إلى مباركى أبى.. لأنى جعت فأطعمتمونى، عطشت فسقيتمونى.. عريانًا فكسوتمونى" (مت 25: 35 – 36).. وكلها أعمال موجهة إلى صالح الجسد..
هذا هو نصف الحقيقية. فما هو النصف الآخر؟
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
الإنسان الروحي يردد قول الكتاب: أقمع جسدي وأستعبده (1كو 9: 27) أي أقمع شهوته.
أن يعطى الجسد احتياجه الطبيعي من المادة، وليس أكثر. فإن وصل الجسد إلى اشتهاء المادة والتعلق بها، مما يخرجه عن النطاق الروحي حينئذ فالإنسان الروحي يقمع الجسد ويستعبده، أي يجعله عبدًا للروح، لا يتمرد عليها، ولا يستقل عنها في تدبير ذاته.
ويصل الإنسان الروحي إلى ذلك عن طريق النسك والصوم وصلب الجسد.
وعن هذا الأمر يقول الرسول "ولكن الذين هم للمسيح يسوع، قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل 5: 24)،هؤلاء يقاومون "شهوة الجسد، وشهوة العين" (1يو 15، 16) هذه التي قال عنها الرسول إنها من محبة العالم..
نحن لا نقتل الجسد، فقتل الجسد خطيئة، ولذلك لا نصلى على المنتحر، إلا لو كان في جنون لا يحاسب فيها عن أفعاله.. ولكننا نعمل على قتل شهوات الجسد الخاطئة. أي أننا نخضع شهوات الجسد، لرغبة الروح في الالتصاق بالله.
وغرض النسك عند الإنسان الروحي، هو منح فرصة للروح، لتعمل عملها منطلقة من ثقل الجسد.
الإنسان الروحي يهتم بجسده، ولكن بأسلوب روحى. ويمتنع عن الاهتمام الذي يغذى شهوات الجسد، الذي حذر منه الرسول (رو 8: 6، 7).
وحينما يقود الجسد في حياة النسك، لا يكتفى بهذا الوضع السلبى، إنما من الناحية الإيجابية يجعل نسك الجسد فرصة لغذاء الروح. ويشرك الروح مع الجسد في هذا النسك. فلا يكون مجرد زهد من الجسد، إنما أيضًا معه زهد النفس.
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
والإنسان الروحي يقيم توازنًا في اهتمامه بكل من الجسد والروح.
ففيما يعطى الجسد غذاءه يعطى الروح أيضًا غذاءها، فكما يعطى الجسد طعامًا كل يوم، بوجبات متعددة، وعناصر غذائية منوعة، كذلك يعطى الروح غذاءها من القراءة الروحية والتأمل والصلاة والألحان والترانيم، والتناول أيضًا.
وكما يعالج الجسد إذا مرض، يعالج الروح أيضًا من أمراضها، بل يلجأ إلى الوقاية بالأكثر. وكما يمنح الجسد نصيبه من الرياضة، كذلك يستخدم الرياضة الروحية. وكما يهتم الإنسان العادى بزينة جسده وهندامه وحسن ملابسه، كذلك يهتم الإنسان الروحي بزينة الروح الوديع الهادئ. ويجعل روحه تتزين بالفضائل وثمار الروح (غل 5: 22، 23).
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
الإنسان الروحي يجعل اهتمامه الأول بروحه وبأرواح الغير أيضًا.
ويتحاشى كل شيء يعطل طريق الروح، سواء من الخطأ بالنسبة إلى نفسه، أو العثرة بالنسبة إلى غيره.. يهتم بسلامة روحه، وبالنمو في الروح. ذلك لأن روحه هي نفخه الله فيه (تك 2: 7)، بينما جسده من التراب.. بالروح يصير مثل ملائكة الله في السماء، وتصير له صلة مع الله ومحبة، وصلة مع العالم الروحاني من الملائكة والقديسين.
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
وباهتمامه بروحه يعود إلى الصورة الإلهية التي خلقه بها الله منذ البدء (تك 1: 27).
على شبه الله ومثاله (تك 1: 26) ما أروع هذا!
وباهتمامه بروحه، إنما يهتم أيضًا بأبديته، تلك الأبدية التي لا يقاس بها أبدًا هذا العمر المادي على الأرض.. وباهتمامه بروحه أيضًا، إنما يدخل في شركة الروح القدس ويعمل مع الله..
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
وهنا نسأل سؤالًا أساسيًا: ما هي الحياة الروحية: ونلخص هذه الحياة في أمرين اثنين:
1- أن يخضع الجسد للروح.
2- أن تخضع روح الإنسان لروح الله.
في هذين الأمرين الأساسيين تتلخص كل حياة الإنسان الروحي.
يخضع الجسد للروح، فلا يقاومها، ولا يشتهى ضد ما تشتهى الروح، ولا يدخلها في صراع معه، كما يحدث مع المبتدئين وغير الكاملين. هذا كله من الناحية السلبية. اما من الناحية الإيجابية، فيشترك الجسد مع الروح في عملها الروحي. وبهذا يكافأ الجسد مع الروح في الحياة الأبدية، لأنه اشترك مع الروح في عمل البر. وسلك في حياة الروح، فيستحق لذلك أن يصير جسدًا روحانيًا (1كو 15).
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
كذلك نقول إن روح الإنسان تخضع لروح الله، لأن الروح البشرية وحدها لها أخطاؤها.
فليست كل أخطاء الإنسان سببها الجسد، بل هناك أخطاء للروح. والكتاب يقول "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18). ونحن نصلى من الساعة الثالثة ونقول "طهرنا من دنس الجسد والروح.. "ونقول في القداس الإلهي طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا.
والشيطان، وهو روح ليس له جسد مادى، له سقطاته وخطاياه المستمرة. فقد وقع في الكبرياء (اش 14: 14). وقد صار المقاوم المتمرد، وسماه الرب "الكذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44). ونقول في القداس الإلهي "والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس". إذن وقع وهو روح في خطية الحسد وطبعًا وقع في إعثار الآخرين وتضليلهم.. كل ذلك وهو روح. لذلك هو وشياطينه يسميهم الكتاب الأرواح الشريرة، والأرواح النجسة.
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
الروح إذن يمكن أن تخطئ، إذا انفصلت عن الله. تحتاج الروح إذن إلى شركة الروح القدس.
لذلك منحنا الله المسحة المقدسة (ايو 2: 20، 27)، التي بها يسكن روح الله فينا، ويكون معنا إلى الأبد، ويرشدنا إلى كل الحق (يو 16: 3). ويعلمنا كل شيء (يو 14: 26) ويبكتنا على الخطية (يو 16: 8). وباختصار فإن حياتنا الروحية كلها تتوقف على عمل الروح القدس فينا، واستجابتنا لعمله، واشتراكنا معه في العمل..
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
الإنسان الروحي لا يعمل وحده، إنما روح الله يعمل فيه، ويعمل معه ويعمل به.
إنه أداة في يد الله، وأداة طيعة. هو غصن في الكرمة (يو 15: 1) تسرى فيه عصارة الكرمة، ويأخذ منها حياة. والله يعمل فيه، وبدون الله لا يستطيع أن يعمل شيئًا (يو 15: 5).
سلوكه بالروح، لا يعنى بروحه البشرية وحدها، وإنما باشتراك روحه مع روح الله في العمل. وعلى هذا الأساس وحده، يسمى أنسانًا روحيًا.
روح الله هو الذي يوجهه ويرشده، وهو الذي يمنحه الحرارة الروحية، وهو الذي يمنحه المواهب والإمكانيات التي يعمل بها، ويهبه أيضًا القوة والقدرة.
الإنسان الروحي بين الروح والنفس والجسد
والإنسان الروحي له الروح المطيعة، لا يحزن روح الله، ولا يقاومه، ولا يطفئ الروح.
إنه لا يدعى لنفسه أنه أعمل عملًا من ذاته. إنما يسجد أمام الله قائلًا: لتكن يا رب مشيئتك. أنا من ذاتي لم أعمل شيئًا "فكل شيء بك كان. وبغيرك لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الحياة هي اتحاد بين العقل (الروح) والنفس والجسد
رمز الوِحدة بين الروح والنفس والجسد
المحبة هي اعظم دواء للروح والنفس والجسد
الروح والنفس والجسد
الحب بيشفى الروح والنفس والجسد ويجدد شبابك


الساعة الآن 11:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024