منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 01 - 2014, 04:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

مزمور 49 - تفسير سفر المزامير
هذا المزمور والمزمور التالي ليسا من مزامير التسابيح والصلوات، ولكنهما عبارة عن عظة فالمرنم هنا لا يرنم ولا يسبح ولا يصلي بل يرد على تساؤلات تجول بأفكار الناس ويُعلِّمْ، أن الخطية ومحبة العالم لا تفيد، بل على كل واحد أن يبحث عن العالم الآخر وهو الأفضل. وبكلماته في هذا المزمور يعزي شعب الله المتألم من اضطهاد الأشرار. هو عظة بليغة في فلسفة الحياة والموت يرد بها المرنم على كل ما يجول بخاطر الإنسان من ناحية وجوده وحياته وموته:
1. الإنسان حياته مهددة باليوم الشرير الذي يتعقبه.
2. للهروب من ضيق العالم ومفاجآته، يتكل الإنسان على أمواله ولكن خلاص الإنسان لا يتم إلا بالاتكال على الله.
آية (1): "اسمعوا هذا يا جميع الشعوب. أصغوا يا جميع سكان الدنيا."
هي دعوة لكل سكان الأرض ليسمعوا كلمة الله "ومن له أذنان للسمع فليسمع".
آية (3): "فمي يتكلم بالحكم ولهج قلبي فهم."
هو سمع صوت الله (الحكمة) ويردده ليسمعه كل واحد فيحيا. فحكمة المرنم هنا ليست خبرة إنسانية مجردة وإنما هبة الله الآب القادر أن يملأ العقل والقلب بالحكمة.
آية (4): "أميل أذني إلى مثل وأوضح بعود لغزي."
هنا نجد المرنم جالساً عند قدمي المخلص مثل مريم أخت لعازر يسمع الأمثال التي يستخدمها ليشرح بها، فتتهلل أعماقه بها فينشدها بفرح كما بمزمار وعود.لُغْزِي = "فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز" (1كو12:13). ولأننا لا نستطيع أن ندرك السمائيات فهي "لم ترها عين ولم تسمع بها أذن" يستخدم الله الأمثال للشرح.
آية (5): "لماذا أخاف في أيام الشر عندما يحيط بي أثم متعقّبيّ."
النفس البشرية تميل إلى الخوف من يوم الشر الذي فيه تحل كارثة من تدبير الأشرار الأقوياء، المتكلين على قوتهم وثروتهم. ولكن المرنم يريد أن يعطي نصيحة، أن لا نخاف من تدبير إنسان، ولكن نخاف من وجود خطية في حياتنا (رو5:2).
الآيات (7، 8): "الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه. وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر."
المرنم يرى عبث الاتكال على المال والثروة في الحياة اليومية، وهنا نراه يقول وبالأولى فإن المال وغيره من الأمور الزمنية لا يمكن أن يفدينا من الموت أو يبررنا أمام الله، أو يدخل بنا لشركة الميراث الأبدي. أما من فدانا فهو حمل الله. وبدمه وليس بذهب ولا فضة. والتوبة فقط هي ما تجعلنا نستفيد من هذا الدم، وبأعمالنا الصالحة نكون كالعذارى الحكيمات، فمن يملك مالًا لا يظن أن ماله سيخلصه بل يستخدمه في عمل الصلاح. فكريمة هي فدية نفوسهم = نفس الإنسان عزيزة جدًا وكريمة ولا يساويها أي أموال وهي بالأكثر عزيزة عند الله الذي يحبه، وكل إنسان يتمني أن يجد من يفدي نفسه إذا أتت ساعة الموت حتى لا يموت فمن يموت لا يرجع ثانية = فغلقت إلى الدهر= أي من يموت يغلق على نفسه للأبد. ولكن كل أموال الأصحاب لن يفدي نفس من الموت. لن يفدي نفس أحد سوى دم المسيح الذي كانت عيون أنبياء العهد القديم عليه كفادي للنفوس.
وكان الحل في المسيح الذي مات مرة ليقدم فداءً أبديًا للنفوس (عب25:9، 26 + 12:10)، فكانت فدية نفوس البشر هي نفسه وهي كريمة جدًا. وهذا الفداء عمل مرة واحدة ولن يتكرر وبه انتهت مشكلة موت الإنسان وانفصاله عن الله، لقد أغلق المسيح بفدائه هذه المشكلة للأبد.
آية (9): "حتى يحيا إلى الأبد فلا يرى القبر."
المسيح الفادي سيحيا إلى الأبد، وهو جالس الآن بعد أن تمم فداءه للبشر عن يمين الآب. ولذلك فكل من يثبت فيه لن يرى الموت..... ولكن ما الذي يراه الإنسان الآن ويعانى منه؟
آية (10): "بل يراه. الحكماء يموتون. كذلك الجاهل والبليد يهلكان ويتركان ثروتهما لآخرين."
هذا ما يراه الإنسان الان...الكل يموت. وهذا ما يسبب ألمًا للجميع.
هنا نرى أن الحكماء والجهلاء.. الخ الكل يموت، لا تنفع أحد ثروته أو حكمته. البليد= المتكاسل في عبادته وفي فعل الخير. الجاهل= الذي لا يفهم ما هو لمنفعته.
آية (11): "باطنهم أن بيوتهم إلى الأبد مساكنهم إلى دور فدور. ينادون بأسمائهم في الأراضي."
يتمني الناس أنهم يعيشون للأبد في بيوتهم، لذلك يبنون بيوتهم ويبحثون عن المجد العالمي ليكون لهم صيت= ينادون بأسمائهم في الأراضي= هم يتناسون حقيقة الموت.
آية (12): "والإنسان في كرامة لا يبيت. يشبه البهائم التي تباد."
ما يجب أن يلاحظه كل واحد أن كرامة الإنسان لن تدوم، بل يموت ويدفن كالبهائم.
آية (13): "هذا طريقهم اعتمادهم وخلفاؤهم يرتضون بأقوالهم. سلاه."
بالرغم من وضوح هذه الحقيقة، فإن البشر لا يفهمونها. فالجيل السابق يبني مجدًا وثروة ويموت وينتهي، ويأتي الجيل الجديد ليعمل نفس الشيء وكأن الجيل الجديد لم يري أن الموت كان نهاية السابقين. ولنلاحظ أن الكتاب لا يعترض على أن يكون للإنسان ثروة ومجد. ولكن لا يكون هذا على حساب خلاص نفسه. علينا أن نضع حقيقة الموت في أي لحظة لنستعد.
آية (14): "مثل الغنم للهاوية يساقون. الموت يرعاهم ويسودهم المستقيمون. غداة وصورتهم تبلى. الهاوية مسكن لهم."
مِثْلَ الْغَنَمِ لِلْهَاوِيَةِ يُسَاقُونَ = هم يكنزون أموالاً ومقتنيات وفي النهاية يموتون وبهذا هم يشبهون الغنم التي يطعمونها لتسمن ثم يذبحونها= الْمَوْتُ يَرْعَاهُمْ. هذه مترجمة في الإنجليزية " الموت يتغذي عليهم" أي يلتهمهم . وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ غَدَاةً = في فجر يوم القيامة يظهر المستقيمون في مجد وهم يسودون الأشرار. بينما الشرير تكون الْهَاوِيَةُ مَسْكَنٌ لَهُمْ = ولن ينفعه مجده أو ثروته الأرضية.
آية (15): "إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني. سلاه."
نجد فيها خلاصة هذا المزمور. المسيح الذي يفدي نفسي من الجحيم. فالمسيح نزل إلى الجحيم وأخذ نفس المرنم ومعه أنفس كل الصديقين الذين كانوا فيه. هنا بروح النبوة رأي المرنم عمل المسيح الذي نزل إلى الجحيم ليفتحه ويخرج نفوس الأبرار من هذه الهاوية وينطلق بها للفردوس. وهذا هو الفداء = الله يفدي نفسي من يد الهاوية.
الآيات (16-20): "لا تخش إذا استغنى إنسان إذا زاد مجد بيته. لأنه عند موته كله لا يأخذ. لا ينزل وراءه مجده. لأنه في حياته يبارك نفسه. ويحمدونك إذا أحسنت إلى نفسك. تدخل إلى جيل آبائه الذين لا يعاينون النور إلى الأبد. إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد."
يعود النبي ويذكر المتكلين على أموالهم بحقائق النهاية. ويعطي نصيحة لأولاد الله= لاَ تَخْشَ إِذَا اسْتَغْنَى إِنْسَانٌ = لا تخف من أصحاب السلطة والغنى ولا تتملقهم. فعند موت هذا الغني= لاَ يَنْزِلُ وَرَاءَهُ مَجْدُهُ. لأَنَّهُ فِي حَيَاتِهِ يُبَارِكُ نَفْسَهُ. هذا الغني مثل كل أولاد العالم يفرح ويمجد نفسه إذا امتلك كثيراً من حطام هذه الدنيا بل هو ينصح الآخرين بأن يتملكوا ليكونوا أقوياء، ويمدح من يفعل= وَيَحْمَدُونَكَ إِذَا أَحْسَنْتَ إِلَى نَفْسِكَ بأن تمتلك كثيراً. ولكن من يفعل مثله سيموت ويفني مثل من سبقه . ونكرر ليس عيباً أن نكون أغنياء في المال وفي الكرامة الزمنية وفي العلم.. الخ. ولكن على كل إنسان أن يسأل نفسه ... وماذا امتلكت وماذا كنزت للعالم الآخر. فمن لا يكنز في السماء يقال عنه= إنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ. وكل واحدٍ بحسب ما إكتنز يدخل إلى جيل أبائه. فمن كانت كل كنوزهم أرضية لا يعاينون النور إلى الأبد. لاَ يَفْهَمُ = انه لن يأخذ معه سوي أعماله التي تتبعه ( رؤ 14 : 13).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 92 - تفسير سفر المزامير - مزمور السبت
مزمور 38 - تفسير سفر المزامير - مزمور التوبة الثالث
مزمور 23 (22 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - مزمور الراعي
مزمور 60 - تفسير سفر المزامير
مزمور 59 - تفسير سفر المزامير


الساعة الآن 06:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024