رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 22 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور من أشهر المزامير التي تكلمت بوضوح عن آلام وصلب السيد المسيح. والسيد استخدم افتتاحية المزمور وهو على الصليب ليشير أنه هو المقصود بكلمات المزمور. وكان اليهود يستعملون أول عبارة في المزمور كاسم للمزمور، وهذا ما نفعله الآن. لذلك فحين قال السيد على الصليب "إلهي إلهي لماذا تركتني" تذكر الواقفون حول الصليب كل كلمات المزمور فرأوا أمامهم صورة ناطقة حيَّة وتحقيقًا لنبوات المزمور. والعهد الجديد اقتبس من هذا المزمور 13 مرة منها 9 مرات في قصة الآلام وحدها. وقد اتخذ منه تلاميذ المسيح مادة للكرازة بصلب المسيح وموته وقيامته. المزمور يحدثنا عن آلام المسيح ثم قيامته ثم الكرازة بالإنجيل وإيمان الأمم. فالروح القدس الذي عمل في الأنبياء هو الذي شهد على لسان داود بكل عمل المسيح (1بط10:1، 11) فواضح أن داود هنا لا يتكلم عن نفسه. وإن انطبقت بعض الصور على داود فهو كان أبو المسيح بالجسد، وكان رمزًا للمسيح. ولكن في كثير من الآيات نجد أنها لا تنطبق سوى على المسيح فقط. وداود نطق بهذا لأن الروح حمله بعيدًا عن آلامه هو ، فنطق بآلام المسيح. هو بدأ يشكو من آلامه ولكننا نجد الروح ينطق على لسانه بآلام المسيح. وداود عبَّر عن هذا حينما قال " لسانى قلم كاتب ماهر " (مز45 : 1) فالكاتب الماهر الذى كان يضع الكلمات على لسان داود هو الروح القدس. عنوان المزمور على أيلة الصبح= في تفسير هذا وضعت عدة احتمالات: 1. أن نغمة المزمور على نفس نغمة لحن مشهور بهذا الاسم. 2. المسيح كان في آلامه يتألم كأيل جريح برئ حتى يأتي عليه وقت الصبح بالفرج، ونلاحظ أن قيامة المسيح كانت في الصبح. 3. التقليد اليهودي يقول أن هذا اللفظ يعني الشكينة أي السحابة المجيدة التي كانت تظهر وسط شعب الله وتعنى النور الذى كان يظهر على تابوت العهد بين الكاروبين ويراه رئيس الكهنة مرة واحدة فى السنة حينما يدخل إلى قدس الآقداس يوم الكفارة. آية (1): "إلهي إلهي لماذا تركتني. بعيدا عن خلاصي عن كلام زفيري." هنا نرى تكلفة فدائنا، فلقد حُسِبَ ربنا كممثل للبشرية، كأنه متروك من الآب إلى حين، فهو صار لعنة لأجلنا (غل13:3 + 2كو21:5). فهو في خضوع ترك نفسه تحت غضب الآب. حين نسمع "إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي" نفهم أن المسيح يسأل هذا السؤال لماذا تركتني أيها الآب لهذه الآلام.. لنجيب نحن " لأجل خطايانا.. ولمحبته لنا كان هذا" وإذا فهمنا أن المسيح هو رأس جسد الكنيسة نفهم أن الله ترك العالم لألامه بسبب الخطية فهو القدوس (آية3) . وكأن سبب ترك الإنسان في الألم وسبب ألام المسيح هو قداسة الله التي لا تقبل الخطية، ويجب أن يسدد بالكامل ثمن الخطية. لذلك حمل هو خطايانا. وقوله إلهي إلهي يشير أنه يتكلم نيابة عن البشرية التي يحمل هو العقاب الذى كانت تستحقه. وقوله إلهى هنا يذكرنا بقول المسيح للمجدلية "إلهى وإلهكم" (يو20 : 17) وكانت هذه بشارة للتلاميذ ولنا ، أن المسيح بجسده صار الله إلهه ليصالحنا مع الآب وليعيدنا نحن إلى حضن الآب . وبهذا نفهم القول بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي = أن الله كان فى حالة خصام مع البشر بسبب الخطية فكان الخلاص بعيدا عنهم ، والمسيح هنا على الصليب يصنع المصالحة ، ومع كل نفس يتنفسه يطلب خلاص البشر، فهذه كانت شهوة قلب المسيح (إش27 : 4 – 5) . وكأنه يقول مع كل نفس يتنفسه = (زفيرى) كفى يا الله ولتصالح البشر بدمى الذى سفكته = "يا أبتاه إغفر لهم" وكما قال القديس بولس الرسول "لأنه وإن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت إبنه" + "الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح" (رو5 : 10 + 2كو5 : 18) . وهذا القول يمكن أن يصرخ به داود أو أي إنسان متألم حين يشعر بأن الله قد تخلى عنه. وقد وقف الله بعيداً لا يخلصه من ضيقته = بَعِيدًا عَنْ خَلاَصِي، عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي = فهو لا يكف عن الصراخ لله في كل مرة يتنفس فيها ولكنه لا يرى أن الله يتدخل ليخلصه. فالخلاص دائما يأتى فى "ملء الزمان" (غل4 : 4) = حينما يرى الله الوقت مناسباً . آية (2): "الهي في النهار أدعو فلا تستجيب في الليل أدعو فلا هدوء لي." والمسيح صلى ليلاً في البستان حتى تعبر عنه هذه الكأس. وصلي نهاراً وهو على الصليب. ولكن كانت إرادة الآب أن يشرب الكأس حتى النهاية. وهناك من فهم أن قول المرنم فِي اللَّيْلِ = إشارة للظلمة التي حدثت على العالم وقت الصليب. وكل من في ضيقة يقول هذا، أنا أصرخ الليل والنهار والله لا يستجيب، لكنه يتمهل لحكمته التي لا نفهمها. آية (3): " وأنت القدوس الجالس بين تسبيحات إسرائيل." الله مسبح في قديسيه وملائكته، والله يفرح حين يسبحه القديسين بأفواه نقية بلا غش. وهذه تفهم أن الله لقداسته وعدم قبوله للخطية كان لا بد من الفداء ليخلص البشر. الآيات (4، 5): "عليك اتكل آباؤنا. اتكلوا فنجّيتهم. إليك صرخوا فنجوا. عليك اتكلوا فلم يخزوا." الأباء طلبوا الخلاص الأرضى فنجيتهم فأنت المخلص الآن وإلى الأبد . هكذا ينبغي أن نصلي، فالمرنم هنا يذكر إستجابة الله للآباء، ويتكل عليه كمخلص له. آية (6): "أما أنا فدودة لا إنسان. عار عند البشر ومحتقر الشعب." قارن مع (أش14:41). فالدودة هي أحقر المخلوقات ويشعر أمامها الإنسان أنه قوي جدًا وقادر على سحقها. وفي الآيات (4، 5) نرى المرنم يقول في ثقة أن الآباء حين اتكلوا على الله خلصهم، أما هو فدودة حقيرة، وحالته ميئوس منها، وأن الله قد تركه. وهنا فالمرنم يتكلم بلسان المسيح الذي صار مهانًا ومحتقر الشعب، بل صار في عيون أعدائه مرذولًا من الله كدودة مُداسَة بالأقدام. ونلاحظ أن الصليب كان موت العار. (تث22:21، 23 + أش1:53-3) والكلمة العبرية المقابلة لـ"دودة" تستخدم للحشرة الصغيرة التي يستخرج منها الصبغة القرمزية، وهذه تنتج عن موت الحشرة، وفي هذا إشارة لدم المسيح وموته، فدمه القرمزي اللون جعلني أنا أبيض اللون (أش18:1 + رؤ14:7). هذا الاتضاع الإلهي يخزي كل إنسان متكبر. الآيات (7، 8): "كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين. اتكل على الرب فلينجه. لينقذه لأنه سرّ به." هذا ما حدث فعلًا مع المسيح على الصليب (مت39:27-43 + مر29:15-32). آية (9): "لأنك أنت جذبتني من البطن. جعلتني مطمئنا على ثديي أمي." إشارة لأنه وُلِدَ بغير زرع بشر. فالروح القدس هو الذي جذبه من بطن العذراء أما بقية البشر فيجذبهم البشر من بطون أمهاتهم. وكذلك فالمسيح اجتذب من بطن أمة اليهود هذه البطن المظلمة التي عاشت في شرها وكبريائها. جَعَلْتَنِي مُطْمَئِنًّا عَلَى ثَدْيَيْ أُمِّي = المسيح صار مثلنا تماماً، إنساناً يرضع لبن أمه العذراء. لذلك نقول فى قانون الإيمان "تجسد وتأنس" فهو نام وهدأ على صدر العذراء كأى طفل عادى ، ليشابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها . والآية تشير للمعمودية فالروح القدس يجتذبنا من الماء (رحم الكنيسة) ونستريح على ثدي أمنا الكنيسة (تعاليم الكنيسة تشبه بلبن الأم فبولس الرسول يقول سقيتكم لبنا 1كو3 : 2). الآيات (10، 11): "عليك ألقيت من الرحم. من بطن أمي أنت الهي. لا تتباعد عني لان الضيق قريب. لأنه لا معين." منذ ولادتي ألقيت كل إتكالي عليك يا رب فلا تتباعد عني وتتخلي عني. لقد تخلى عن المسيح كل تلاميذه وكل من شفاهم، فهو داس المعصرة وحده. والرب حفظه فلم يمسه أحد بشر بالرغم من كل محاولات قتله ، إلى أن أكمل رسالته فسمح بصلبه ، وهذا معنى قول المزمور "الرب عن يمينك ... " (مز110 : 5) . الآيات (12-18): "أحاطت بي ثيران كثيرة. أقوياء باشان اكتنفتني. فغروا عليّ أفواههم كأسد مفترس مزمجر. كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع. قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي والى تراب الموت تضعني. لأنه قد أحاطت بي كلاب. جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يديّ ورجليّ. أحصى كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون فيّ. يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون." نجد هنا وصفاً للأعداء المحيطين بالمسيح، وتصوير دقيق لألامه. ولقد استخدم المرنم حديثاً مجازياً لوصف أعداء المسيح. الثِيرَانٌ = هم قادة اليهود وكهنتهم الذين كانوا يقدمون الثيران والذبائح. أَقْوِيَاءُ بَاشَانَ = هم الثيران العنيفة التي من باشان حيث المراعي الخصبة المعروفة بسلالتها القوية من الأغنام. والله بارك في خيرات شعبه إسرائيل فسمن جداً ورفس (تث12:32-15). أَسَدٍ مُفْتَرِسٍ مُزَمْجِرٍ= هم في قوتهم كانوا كأسد يريدون أن يفترسوا المسيح. ولكنهم كانوا في شرهم يتبعون الأسد الزائر وهو إبليس (1بط8:5). كِلاَبٌ = إشارة لمن هم أقل درجة من الكهنة والرؤساء، إشارة للشعب الذي صرخ "اصلبه أصلبه"، وإشارة للأمم أي الرومان. فالكلاب بحسب الشريعة دنسة. وهم كانوا كالكلاب الشرسة الدنسة في قسوتهم وجلدهم وشتمهم للرب يسوع. كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ = نجد هنا صورة لموت المسيح، فقد انحلَّ كل جسمه، وصار في ضعف شديد، كماء منسكب (إش 53 : 12 ) لا يمكن جمعه ثانية، مستسلماً للموت بلا أي تدعيم ولا معونة. لكن نجد في هذا نبوة عن الماء الذي انسكب من جنبه المطعون. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي = هذه نبوة عن طريقة موت المسيح، وأنه سيعلق على الصليب، فعندما علق على الصليب أرهقت العضلات وانفصلت المفاصل عن مكانها. إلا أن هناك تأمل في هذه الآية، أن التلاميذ عند صلب المسيح هربوا وتشتتوا. ولأن هناك نبوة أن عظماً منه لا ينكسر فهو حفظهم وشددهم حتى لا يضيعون. ( أف 5 : 30 ) نري هنا من قول بولس الرسول أننا صرنا عظم من عظامه فالتلاميذ لأنهم عظم من عظامه لم يدعهم يتشتتون . صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ = ذاب من الألم والحزن، وانطبع فيه كل حزن بسبب خيانة وغدر من أحبهم، وبسبب حمله الخطايا. وبسبب اشتعال نار العدل الإلهي فيه. لقد انطبعت في قلبه صورة غضب الله ضد الخطية. وكلما نتأمل هذه الصورة يجب أن تختفي قساوة قلوبنا. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي = أي قلبه صار كالشمع المذاب في داخله من شدة الحزن. يَبِسَتْ مِثْلَ شَقْفَةٍ قُوَّتِي = لم يكن له أي قوة للمقاومة كالدودة الضعيفة. لَصِقَ لِسَانِي بِحَنَكِي= من ناحية لصمته فهو لم يدافع عن نفسه حتى بالكلام. ومن ناحية أخرى لعطشه. إِلَى تُرَابِ الْمَوْتِ تَضَعُنِي= إشارة لنزوله القبر. وباقي الآيات (16،17) هي نبوة واضحة عما حدث على الصليب. أُحْصِوا كُلَّ عِظَامِي = نبوة عن الصليب فالمصلوب تصير عظامه بارزة من الشد الذي يتعرض له جسده نتيجة تعليقه على الصليب. الآيات (19-21): "أما أنت يا رب فلا تبعد. يا قوتي أسرع إلى نصرتي. أنقذ من السيف نفسي. من يد الكلب وحيدتي. خلصني من فم الأسد ومن قرون بقر الوحش استجب لي." نرى هنا الصورة التي رسمها معلمنا بولس الرسول في (عب7:5) فالمسيح يصرخ ليخلصه الآب. والآب يستجيب بأن يخلص كنيسته أي جسده. وكانت الاستجابة بقيامة المسيح من بين الأموات لتقوم كنيسته معه. لذلك قيل أَنْقِذْ.. مِنْ يَدِ الْكَلْبِ وَحِيدَتِي = فوحيدته هي كنيسته الواحدة الوحيدة، ولكن كما إقتسم العساكر ثيابه إقتسم الهراطقة كنيسته وشقوها بينهم. ولاحظ هياج أعداء الكنيسة من حولها. فهو أسماهم هنا الأَسَدِ = الشيطان. الْكَلْبِ = الذي يريد أن يمزق ما يطوله منها. وهم أعداء أقوياء لهم قرون قوية= قُرُونِ بَقَرِ الْوَحْشِ. والمسيح يصرخ لتخلص كنيسته من الألام التي تجوز فيها= أَنْقِذْ مِنَ السَّيْفِ نَفْسِي = كما قيل للعذراء "وأنتِ يجوز سيف في نفسك" ونلاحظ أنه قيل عن الله "في كل ضيقهم تضايق" فالله يشعر بألامنا النفسية الناشئة عن ظلم أعدائنا لنا. ولقد تعرض المسيح للسيف بمعنى تعرضه للصلب والموت وبمعنى ألامه النفسية الرهيبة حينما حمل إثم جميعنا. ويشير قوله أَنْقِذْ.. نَفْسِي.. وَحِيدَتِي إلى أن المسيح صرخ للآب "أن تعبر عنه هذه الكأس إن أمكن" وأن ينجي الآب نفسه من الموت. وأسمي نفسه وحيدة لأنها وحيدة في طبيعتها فهو إبن الآب بالطبيعة = هو وحيد الجنس، ويقال عن الكنيسة عروس المسيح "واحدة هي حمامتي كاملتي الوحيدة لأمها هي" ( نش 6 : 9 ). وبالنسبة لداود يفهم هذا على أن وحيد القرن هو إبنه إبشالوم أو أي من أعدائه والكلب هو أخيتوفل، ووحيدته هي نفسه الطاهرة المسكينة المتواضعة. الآيات (22-31): "اخبر باسمك اخوتي. في وسط الجماعة أسبحك. يا خائفي الرب سبحوه. مجدوه يا معشر ذرية يعقوب. واخشوه يا زرع إسرائيل جميعا. لأنه لم يحتقر ولم يرذل مسكنة المسكين ولم يحجب وجهه عنه بل عند صراخه إليه استمع. من قبلك تسبيحي في الجماعة العظيمة. أوفى بنذوري قدام خائفيه. يأكل الودعاء ويشبعون. يسبح الرب طالبوه. تحيا قلوبكم إلى الأبد. تذكر وترجع إلى الرب كل أقاصي الأرض. وتسجد قدامك كل قبائل الأمم. لأن للرب الملك وهو المتسلط على الأمم. أكل وسجد كل سميني الأرض. قدامه يجثو كل من ينحدر إلى التراب ومن لم يحي نفسه. الذرية تتعبد له. يخبر عن الرب الجيل الآتي. يأتون ويخبرون ببره شعبًا سيولد بأنه قد فعل." في الجزء الأول من المزمور يتحدث المرنم عن ألام المسيح. وفي هذه الآيات يتحدث عن ميلاد الكنيسة =الْجَمَاعَةِ ، إِخْوَتِي فلقد صار "بكراً بين إخوة كثيرين" (عب11:2 ، 12 + رو29:8). ولاحظ أن كلمة الجماعة مترجمة في اليونانية الكنيسة ، فالمسيح وسط كنيسته . وهذه الجماعة وُلِدَتْ بقيامة المسيح من الأموات وحلول الروح القدس على الكنيسة يوم الخمسين ثم بالمعمودية = شَعْبًا سَيُولَدُ (الآية (1)). وهذه الكنيسة ستكون كنيسة كارزة ببر المسيح = يَأْتُونَ وَيُخْبِرُونَ بِبِرهِ = ستخبر كل من يولد بِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَ = أي قدَّم الخلاص والتبرير لأولاده. وعمل الكنيسة أن تسبحه وتشكره على ما فعل= سَبِّحُوهُ والكنيسة تتكون من اليهود مَعْشَرَ ذُرِّيَّةِ يَعْقُوبَ. ومن الأمم= تَسْجُدُ قُدَّامَكَ كُلُّ قَبَائِلِ الأُمَمِ والله يسمع لشعبه ولكن بشروط أن من يصرخ يكون متواضعاً= يسمع صراخ المسكين= أي المنسحق الذي يشعر بخطاياه ويتواضع بين يدي الله. وفي كنيسته يعطى الشبع لأولاده فهو أولاً يعطيهم جسده ودمه. ويشبعهم بتعاليمه وطوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون. ويزيد إيمانهم. ويملك الله على قلوبهم= لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ. ونرى مثالاً آخر لشرط الانسحاق أمام الله= قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ = كلهم قابلين الصليب وَمَنْ لَمْ يُحْيِ نَفْسَهُ = أي من لم يطلب ملذات العالم= " من أراد أن يخلص نفسه يهلكها" ونلاحظ أن المسيح استخدم الآية (1) من المزمور على الصليب. وبولس الرسول نسب الآية(22) للمسيح في (عب12:2) + (مت 26 : 30 ) . لقد رأينا المسيح وحيداً على الصليب ، ولكن بعد القيامة نراه يظهر وسط إخوته ليؤمنوا بقيامته (يو18:20). ومن آمن وعرف المسيح تكون له حياة = تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ (يو3:17). ونرى هنا أنه حتى الأغنياء والأقوياء لهم نصيب في هذا الشبع الروحي والخلاص = أَكَلَ وَسَجَدَ كُلُّ سَمِينِي الأَرْضِ = ولكن الشرط لهذا القبول نجده في بقية الآية.. قُدَّامَهُ يَجْثُو كُلُّ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى التُّرَابِ = أي المتواضعين المنسحقين وهناك شرط آخر أن يتمم هذا الشخص العظيم غنياً كان أو قوياً، خلاصه بخوف ورعدة = يَا خَائِفِي الرَّبِّ سَبِّحُوهُ. والله لا يرفض أبداً من يأتي إليه بهذه الشروط = لَمْ يَحْتَقِرْ وَلَمْ يُرْذِلْ مَسْكَنَةَ الْمَسْكِينِ (مت3:5). |
|