قصص معونة
· من كان يظن أن داود الطفل سينتصر علي جليات الجبار؟
ولكن داود كان عنده الرجاء، الذي به قال لجليات: اليوم يحسبك الرب في يدي.." (1 صم 17: 46).
ولولا هذا الرجاء ما تقدم داود في ثقة لمحاربته. ولم يخف مطلقًا، بينما كان الجيش كله خائفًا.
وبالرجاء دخل مارمرقس الرسول كارزًا في مصر.
لم يكن له فيها شعب ولا كنيسة. وكانت هناك العبادات الفرعونية، واليونانية، والرومانية، والديانة اليهودية، والفلسفة الوثنية، ومدرسة الإسكندرية. وسيف الدولة الرومانية الحاكمة، ودسائس اليهود..
من كان يظن أن مرقس الشاب، ينتصر علي كل المعوقات، وينشر الإيمان في كل مصر؟ حقًا عن الله يستطيع كل شيء، ولا يعسر عليه أمر. ويعجبني هنا قول الكتاب:
مَنْ أنت أيها الجبل العظيم؟ أمام زربابل تصير سهلًا (زك 3: 7).
حقًا إننا بالرجاء نري كل شيء سهلًا.
بالرجاء، نري طريقًا مفتوحًا لنا داخل البحر. ونسمع قول موسي النبي: الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون (خر 14: 14). بالرجاء نثق أن عصا أليشع، إن وضعت علي الغلام سيقوم. بالرجاء نثق أننا سندخل الأرض، حتى أن تهنا في البرية أربعين عامًا. بالرجاء صلي يونان وهو في بطن الحوت. كان له رجاء أنه سيخرج ويعود يري هيكل الله مرة أخري (يون 2: 4).
بالرجاء بطرس لم ييأس بعد إنكاره.
كان له رجاء أن الرب سيغفر ويقبله كما كان رسولًا.. حقًا من كان يظن أن هذا الذي خاف، أنكر الرب أمام جارية، سيمكنه أن يقف أمام رؤساء الكهنة، ويقول لهم في شجاعة "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29). ويحتمل من أجل الرب، ويكرز ويموت شهيدًا.
إن قصص كرازة الرسل - يعطينا دروسًا في الرجاء.
اختار الله جهال العالم ليخزي بهم الحكماء (1 كو 1: 27). وهذه الفئة القليلة، استطاعت ان تقف أمام جبروت الدولة الرومانية ودسائس اليهود،والذين لا قول لهم ولا كلام، إلي أقطار المسكونة بلغت أقوالهم (مز 19: 3، 4). وفي حوالي 34 عامًا، استطاعوا أن ينشروا المسيحية في كل الشرق الأوسط، ومصر، وتركيا، واليونان، ورومه، وبقاع كثيرة في أوربا وأسيا وأفريقيا..
ألا يعطينا هذا الرجاء في عمل الله فينا لآجل ملكوته
من كان يظن أن نحميا الأسير، يأخذ معونة يعيد بها بناء سور أورشليم؟
ولكن الله لا يعسر عليه أي أمر. حتى إن ألقي دانيال في جب الأسود، يمكن أن يرسل الله ملاكه فيسد أفواه الأسود (دا 6: 22).. حتى إن ألقي الفتية في أتون النار، لا يصيبهم ضرر ويتمشي الرب معهم وسط النار (دا 3: 25).. حتى إن ألقي يوسف في السجن، يخرج منه للحكم.
من كان يظن أن شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة، يتحول إلي أكبر كارز بالمسيحية، ويتعب أكثر من جميع الرسل (1 كو 15: 10). ومن كان يظن أن أريانوس والي أنصنا، أقسي ولاة ديوقلديانوس وأعنفهم في تعذيب الشهداء، يؤمن أخيرًا ويصير شهيدًا.. وكذلك لونجينوس الجندي الذي طعن المسيح بالحربة.. علمت يا رب أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسر عليك أمر..
حقًا إنه من أعظم معجزات الرب، قدرته علي تغيير النفوس.
إن قصص التوبة تعطينا رجاء عجيبًا. وهي كثيرة جدًا. من كان يظن أن مريم المجدلية التي أخرج الرب منها سبعة شياطين (لو 8: 4)، تصير مبشرة للرسل بالقيامة؟ من كان يظن أن مريم القبطية الزانية تصير من السواح؟ ونفس الأسلوب نتحدث به عن أوغسطينوس وموسي الأسود وغيرهما.