احترام الأمومة
* أما عن احترام الأمومة فتشمل الأم بالجسد، والقديسة العذراء، والكنيسة.
يحترم الإنسان أمه التي ولدته وأرضعته وربته، وكانت أشبينته في المعمودية.
* ويحترم القديسة العذراء مريم، فهي أمنا وملكتنا كلنا.
هذه التي استقبلتها القديسة أليصابات (الأكبر سنًا)، بكل اتضاع وتوقير، قائلة "من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليّ" (لو1: 43). وهي التي كانت أمًا روحية للرسل. وعنها قال الرب وهو على الصليب لتلميذه القديس يوحنا الرسول "هذه أمك" (يو19: 27). هذه التي جميع الأجيال تطوبها (لو1: 48). وهي التي تطوبها الكنيسة قائلة لها في تسابيحها "علوت يا مريم فوق الشاروبيم، وسموت يا مريم فوق السارافيم".
* وفي احترام الأمومة، نحترم الكنيسة التي ولدتنا في جرن المعمودية.
ولدتنا في الإيمان وفي التعليم والتوبة، وفي الأسرار المقدسة. التي لولاها ما كنا مسيحيين. وإنما صرنا هكذا بكرازتها وجهادها.
إننا نحترم الكنيسة ونحترم عقيدتها وإيمانها، ونحترم مجامعها وآباءها، وقديسيها وتعاليمهم، ونحترم تاريخها وطقوسها. ونقف بكل اتضاع أمام تقاليدها، وندافع عنها، ونفخر بالانتساب إليها. ونذكر جهاد الكنيسة حتى حفظت لنا الإيمان سليمًا، وقدّمت في سبيل ذلك آلافًا من الشهداء..
ونقف بكل اتضاع أمام تعليم آبائنا.
نعتبرهم مراجع لنا في الإيمان وفي التفسير، وفي التأملات الروحية. ولا نعتبر كتاباتهم مجرد آراء كما تفعل بعض الطوائف.
وفي احترامنا لآباء الكنيسة نحترم أبطال الإيمان معلمي البيعة، ونحترم الشهداء الذين سفكوا دماءهم لأجل الإيمان، ونحترم الرعاة وآباء البرية. ونتشفع بكل هؤلاء في قداساتنا وصلواتنا، ونقيم لهم الأعياد، ونضع الشموع أمام أيقوناتهم، ونقدس رفاتهم، إنه ميزة في اتضاع الكنيسة الأرثوذكسية في توقيرها لآبائها.
* وفي احترام الزوج، نذكر أن سارة كانت تدعو زوجها إبراهيم: سيدي (تك18: 12). كذلك قول الكتاب "أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح رأس الكنيسة" (أف5: 22، 23).