رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وسائل الاتضاع وعلاماته (1) نود أنْ نذكر الآن مَنهجًا واسعًا ومُختصرًا عن تداريب للاتضاع، على أنْ نرجع بشئ من التفاصيل لهذه النقاط التي سنذكرها: 1 إنْ كانت الكبرياء هي في الاعتداد بالذات وتعظيمها، يكون التواضع في إنكار الذات. وتداريب إنكار الذات كثيرة جدًا ليس مجالها الآن. وقد وضع السيد الرب إنكار الذات في مقدمة شروط التلمذة له. فقال "إنْ أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مت24:16). ولا شك أنَّه بإنكار الذات يصل الإنسان إلى التواضع. لأنَّ الذي ينكر ذاته، لا يمكن أنْ يبحث لها عن مجد أو عظمة.. 2 وأيضًا: المتواضع المُنكِر لذاته، لا يُدافع عن نفسه: إنَّه -في الأمور التي تمسه وحده- لا يُبرِّر نفسه في شيء. ويَقبل ما يُقال عنه في صمت. مثلما فعل السيد المسيح له المجد، الذي لم يُدافع عن نفسه أمام بيلاطس ولا أمام هيرودس. وكذلك فعل يوسف الصديق الذي لم يُدافع عن نفسه (تك39). والقصص كثيرة نتركها إلى موضوع خاص. والمتواضع لا يَستثنى قاعدة عدم الدفاع عن النفس، إلاَّ من أجل الغير.. 3 بل المتواضع يلوم نفسه باستمرار: سواء بينه وبين نفسه، أو أمام الناس، باقتناع وصدق. حدث مرة أن البابا ثاوفيلس، زار جبل نتريا الذي كان يسكنه جماعات من المتوحدين. وسأل أبا الجبل عن الفضائل التي أتقنوها.. فأجابه "صدقني يا أبى لا يوجد أفضل من أنْ يَرجع الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء". حقًا إنَّ لوم النفس هو فضيلة المتضعين. 4 ولوم النفس يُوصّل إلى انسحاق النفس: أي إلى انسحاق القلب من الداخل، إلى انسحاق الروح لشعوره في أعماقه بما في ذاته من نقائص قد تَخفى على الناس ولكنَّها ليست خافية عليه. وهذا الانسحاق الداخلى يُبعد عنه كل ألوان العظمة من الخارج، وفي نفس الوقت يُقِّربه إلى الله كما يقول المزمور "قريبٌ هو الرب من المنكسري القلوب، ويُخلِّص المنسحقين بالروح" (مز18:34). وأيضًا "الذبيحة لله هي روح مُنكسرة. القلب المُنكسر والمتواضع، لا يَرذله الله" (مز17:51). 5 ومن مظاهر الانسحاق، الشعور بعدم الاستحقاق: كما قال الابن الضال وهو راجع إلى أبيه "لست مستحقًا أنْ أُدعى لك ابنًا" (لو21:15). وكما قال قائد المائة للسيد الرب "يا سيد، لست مستحقًا أنْ تدخل تحت سقف بيتي" (مت8:8). وكما قال القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح: "لست مستحقًا أن أحل سيور حذائه" (يو27:1). وهكذا فإنَّ المتواضع يشعر أنَّه غير مُستحق لكل إحسانات الله إليه، ولا هو بمُستحق لما يناله من الناس من الكرامة. لأنَّه عارف بنفسه..! 6 وفي شعوره بعدم الاستحقاق، يحيا حياة الشكر الدائم: يَشكر على كل شيء، لأنَّه مُتيقن في داخله أنَّه لا يَستحق شيئًا.. لذلك كل ما يناله من الله هو بركة، مهما كان قليلًا. لأنَّه يعرف عن نفسه أنَّه لا يَستحق هذا القليل أيضًا. كذلك هو يشكر على كل لون من مُعاملة الناس له، فإنْ عامَلوه بإكرام، يشكرهم لأنَّهم عامَلوه بما لا يَستحقه. وإنْ ظلموه أو أهانوه، يشكر على أنَّه ينال جزاء خطاياه على الأرض! 7 والمتواضع الحقيقي الذي يشعر بخطيئته، يَقبَل كل ما يأتي عليه. ويقول في نفسه " لو أنَّ الله عاملني حسب خطاياي، ما كنت أستحق أنْ أعيش". ويرى أنَّ كل الإهانات والمتاعب التي تصيبه، هي أقل من استحقاقه بكثير، ويَقبَلَها بشكر.. مثال ذلك داود النبي والملك: لمَّا شتمه شمعي ابن جيرا بشتائم مؤلمة، رفض أنْ يُعاقبه أتباعه، وقال: "الله قال لهذا الإنسان اشتم داود" (2صم10:16). واعتبر ما حدث له نتيجة طبيعية لِمَا سبق من خطاياه.. |
25 - 09 - 2014, 06:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: وسائل الاتضاع وعلاماته (1)
مشاركة جميلة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
25 - 09 - 2014, 07:15 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وسائل الاتضاع وعلاماته (1)
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وسائل الاتضاع وعلاماته (3) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (4) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (5) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (6) |
وسائل الاتضاع وعلاماته (7) |