منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 01 - 2014, 12:18 PM
 
بيدو توما Male
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بيدو توما غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 987
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الدنمارك
المشاركـــــــات : 5,035

من هو الله؟
يسأل الانسان عن

من هو الله؟
* * * * *
هل معرفة الله ممكنة؟
ما هي النظرة العلمية إلى الله؟
ما هو تأثير وجهة النظر التي يعتنقها الإنسان عن الله؟
ما هي خلاصة ما قالته المسيحية عن الله؟

لست من العلماء، وإنما أنا إنسان عادي خلصني المسيح وأعطاني روح التمييز بين الأمور، فصرت أشعر أن لي حياة يجب أن أرقى بها إلى أسمى حد مستطاع، وأشعر أن إلهاً غنياً في المحبة والحكمة يدير شؤون هذه الحياة. ولكن الباحث في أمور الله لا يمكنه أن يحيط بكل أطراف هذا الموضوع ودقائقه. ومهما كان عقله مستنيراً وبحثه وافياً لا بد أن يترك وراءه نقطاً لا يمسها. وإنما معلوماتي المتواضعة يمكنها أن تمهد لك السبيل للوصول إلى بعض الشيء عن حقيقة الله:

( 1 )
من هو الله؟

لا يقدر مخلوق أن يعرف الله كما هو، وإنما يمكننا أن نعرفه بما يميزه عن كل من سواه، مستعينين بكلمة المسيح
«اَللّٰهُ رُوحٌ»
(يوحنا ٤: ٢٤).
وأصحّ ما قيل في هذا الشأن، ما جاء في كتاب التعليم المسيحي لمجمع وستمنستر وهو
«الله روح، غير محدود في ذاته، وكامل، منه وبه وله كل الأشياء. كماله كافٍ للكل، سرمدي غير متغير، ولا مُدرَك، حاضر في كل مكان، قادر على كل شيء، عالم بكل شيء. حكيم قدوس عادل رحيم، رؤوف بطيء الغضب، وكثير الإحسان والوفاء، وجاء في كتاب أصول الإيمان: الله روح غير محدود، سرمدي غير متغير في وجوده وحكمته وقدرته وقداسته وعدله وصلاحه وحقه».

( 2 )
هل معرفة الله ممكنة ؟
يقول الكتاب المقدس إن معرفة الله ممكنة بواسطة المسيح الذي أعلن الله، فقد قال
«لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلٱبْنَ إِلاَّ ٱلآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ ٱلآبَ إِلاَّ ٱلٱبْنُ وَمَنْ أَرَادَ ٱلٱبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ. تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ»
(متى ١١: ٢٧ و٢٨) ...
«أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلآبِ إِلاَّ بِي... اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلآب»
(يوحنا ١٤: ٦-٩).

وهناك المعرفة الغريزية، وهي صفة طبيعية في المخلوق العاقل، وهي لا تفتقر إلى براهين لإثباتها أو إلى شهادة إنسانٍ لتصديقها. وقد شهد التاريخ على أن الإنسان مخلوق متدين، أي أنه ذو ميول طبيعية دينية، حتى أنه لم يوجد شعب في زمان أو مكان بدون ديانة ما، ولا وُجدت لغة في العالم خالية من اسم الله. وبما أن اللغة تعبّر عن أفكار الإنسان وإحساساته، يكون ذلك دليلاً على أن شعور الإنسان بوجود الله عام. صحيح أن كثيرين ملحدون لا يؤمنون بوجود الله، ولكن هذا ناشئ عن قدرة الإنسان على مضادة طبيعته، وإنكار ما هو مغروس في نفسه عن الله.

( 3 )
النظرة العلمية عن الله

هذا الكون المتناسق في مجموعته يحتم على العِلم الاعتراف بأن لكل معلول علة. فإذا اختلّ تناسق شيء ما ظن العلم أن فكرته ناقصة، وأن الحقائق لم تتوفر كلها، وأن هناك حلقات ما تزال مفقودة. فالنظرية العلمية تفرض أن يستعرض الباحث أمامه تفصيلات الموضوع، وأن يزنه ويحلله مقارناً الحقائق، وبعدئذ يطبق نتائج بحثه على الفرض الذي افترضه، ليرى مبلغ توافقه مع هذه النتائج. والآن آتي بك إلى نقطة يلتقي عندها طريقان: طريق العقل المسلَّح بالعلم، وطريق الاختبار.

يقرُّ العِلم أن للعالم قصداً معيَناً، وأن وراء هذا القصد إرادة عاملة. ولا يسلّم العلم بأي شيء إلا إذا عرف علته. ولكن من جهة أخرى يطل علينا طريق الاختبار الديني، ذلك الشعور العميق بوجود قوة عُليا تحيط بنا وتهدي أقدامنا وتسند ضعفنا. هذا الشعور هو الذي يدفع الإنسان لأن يلقي نفسه على قوة أعظم منه وخارجة عنه. وقد شهد كثيرون أن هذه القوة قد تدخلت فعلاً وأسندتهم عند الحاجة.

ولكن الإنسان لا يقدر أن يؤمن بالله ما لم يسلم قبل كل شيء أن معرفته صادرة من الله، لأنه مصدر
«كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ»
(رسالة يعقوب ١: ١٧).

وإن كان الله واهب كل شيء في هذا العالم، وإن كان قصده واضحاً في كل حقائق الحياة، فعندما نتأمل في هذه الحقائق كأننا نتأمل نتاج قصد الله وعمل يديه. وكلما تأملنا في خليقة يديه عرفنا شيئاً عن الصانع نفسه. وهذا ما عبر عنه داود بالقول
«اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ ٱللّٰهِ، وَٱلْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ»
(مزمور ١٩: ١).

ويصل الفيلسوف إلى وُجهة نظره عن ذات الله وطبيعته بعد التفكير والبحث والجدل، إلى أن يقول:
بما أن هذه الحقائق صحيحة ظاهرياً يكون الله كذا وكذا...

أما المتصوّف فيبدأ تفكيره، لأن شيئاً قد اعترض سبيله، أو لأن اختباراً معيناً مرّ به، ولم يفهم مرماه. ولكنه لا يلبث أن يقبله بالتسليم للمشيئة الإلهية، فيقول
«هكذا يقول الرب» .

فإن كان العلم والفلسفة يسعيان وراء معرفة الله، فإن الاختبار الديني وحده يعطينا معرفة الله. بيد أن الاختبار يشترط في الإنسان صفة الذهن المفتوح الذي يُسر بما لله.

( 4 )
تأثير وجهة النظر التي يعتنقها الإنسان عن الله

لوجهة النظر التي يعتنقها الإنسان عن الله تأثير فعال على كيانه وصفاته وحياته، وهذا التأثير يكيّف ويصيغ الحياة كلها. فإن كانت صورة الله كمنتقم جبار راسخة في اعتقاد إنسان، يُخشى أن يصبح شعار حياته القسوة والمحسوبية، واضطهاد من هم أضعف منه. فإذا أردت أن أرقى بحياتي إلى أجمل وأكمل مظاهرها، وجَب أن أفكر في ذلك الإله الذي أعلنه لي المسيح قائلاً:
«أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ»
(متى ٦: ٩)
بكل ما في الأبّوة السماوية من حب غني في الحنان والرحمة.

وكمسيحي أود أن أذكر لك بعض الصفات التي عرفتها في إلهي الذي أعبده بروحي:

( 1 )
عرفتُ في إلهي القدرة على كل شيء:
والفكرة عن قدرة الله في المسيحية قائمة على فكرتنا نحو مقصده الأسمى. وقد أعلن لي ولغيري أن قصده في الخليقة هو الإخاء والمحبة، وجعل كل الخلائق البشرية عائلة واحدة. وتنفيذ مثل هذا القصد يتطلب نوعاً من المقدرة وهي المحبة. وإذ أؤمن بأن الله قادر على كل شيء لا أتصور أن الله الذي جعل الإنسان حراً في اختياره يمكن أن يعود فيقيِّد هذه الحرية بحسب الهوى، فيفعل الإنسان ما لا يريده...

إنّ قدرة الله تتوازى مع محبته للإنسان والمحبة لا تتوفر عن طريق القهر والإرغام، بل عن طريق الأناة الطويلة، ولا عجب في ذلك فقد وُصف الله بطول الأناة والرأفة.

( 2 )
عرفتُ في إلهي الحكمة:
وإني أقرأ في كل صفحة من صفحات الطبيعة آيات حكمة الله المتناهية، فإن التلسكوب بما يكشف لي من النجوم والكواكب والسيارات الدائرة في الفلك والسائرة بسرعة مدهشة في فضاء لا نهائي، لا تحيد عن خط مدارها، تنبئني بحكمة الله. وكذلك المكروسكوب (المجهر) الذي يكشف لي الدقائق الصغيرة والذرات الدقيقة جداً، والتي لا تراها العين المجردة تنبئني بحكمة الله. وكذلك تعاقب الليل والنهار والفصول وما يجري خلالها ينبئني بحكمة الله. والمبادئ التي تتخلل الطبيعة مثل قدرة الحيوان والنبات على التكيف بالوسط الذي يعيش فيه تعلن لي إلهاً عظيماً هو مصدر الحكمة.

( 3 )
عرفتُ في إلهي العدالة:
لأني أشعر في داخلي بوازع يشاطرني فيه كل بني البشر، يتحداني ويؤنبني عند فعل الخطأ، ويحبّذ لي فعل الصواب. وبسبب هذا الوازع الداخلي، الذي يُسمى الضمير، أعرف أن الخالق الذي وهب الإنسان هذا الضمير، لا بد أن يكون عادلاً إلى منتهى حدود العدالة. وبهذا الضمير أصدّق إعلان الله عن يوم الدينونة الذي هو مقياس أبدي للعدالة، فيه يُثاب البر، ويُعاقب الإثم. وهذا الضمير يؤكد لي أن الله قدوس كامل يكره الخطية التي يبغضها ويحتقرها العنصر الطيب في نفسي، كما يؤكد لي أن الله مستعد أن يفعل كل شيء لمساعدة الإنسان وإعطائه الغلبة على الخطية عدوه الشرير الذي تسلل إلى الحياة البشرية بسبب إساءة استعمال الإنسان لحريته الأدبية واختياره الحر.

( 4 )
عرفتُ في إلهي الرحمة:
وقد ظهرت رحمته في يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية عن كثيرين. وقد عرفت من شهادة روحه القدوس في ضميري أن رحمته ليست الرحمة المنبعثة عن هوى في النفس، والتي تبدو من قاهر إزاء نخبة من محاسيبه، لأن المحسوبية والمحاباة من عمل الشيطان، وليست من عمل الله، فليس عند الله محاباة. بل رحمته منبعثة عن محبته لكل إنسان، وفقاً لقول الإنجيل

«لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ»
(يوحنا ٣: ١٦).

إنّ الله يحب كل إنسان خلقه، ومحبته تصبر على كل إنسان بلا استثناء حتى يصل الكل إلى كمال الغرض الذي خلقهم لأجله. وهذا الغرض في اعتقادي هو الشركة معه.

ورحمة الله تميّز بين الخاطئ وخطيته، فبقدر ما يكره الله الخطية يحب الخاطي ويديم له المراحم، وفقاً لقوله
«مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ، مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ أَدَمْتُ لَكِ ٱلرَّحْمَةَ»
(إرميا ٣١: ٣).

( 5 )
عرفتُ في إلهي أباً حنوناً كثير الرأفة:
فلأن عقولنا محدودة وبشرية لا يسعنا ابتكار اسم واحد نطلقه على الله. وليس أمامنا إلا أن نفكر فيه بحسب الاصطلاحات والتشبيهات البشرية وأسمائه المذكورة في الأسفار المقدسة. وأحَبُّ أسماء الله في المسيحية «الآب» لأن هذه اللفظة تنطوي على كل معاني المحبة.

وقد ظهر أروع مثال لهذه المحبة الأبوية في مَثَل الابن الضال الذي تكلم به الرب يسوع، والذي أوجزه بهذه العبارات:
كان لإنسان ابنان، اجترأ أصغرهما بدافع الحرية المعطاة له أن يطالب بنصيبه في الميراث، ويذهب إلى كورة بعيدة. ولكن محبة الآب لم تضعُف أمام هذا العقوق ونكران الجميل، لأن الابن الضال كان محبوباً لديه. ومحبته قد تزايدت من جراء الآلام التي تجرَّعها ابنه في الغربة حيث عانى من الفاقة والذل بعد أن نفدت أمواله.

وكان قلب الآب خلواً من كل نقمة على الولد العاق، وكان ينتظر عودته بفارغ الصبر ليتخذ مكانته في الأسرة. ولهذا الغرض تحملت المحبة كل مدى الصبر وكل مدى الألم
(لوقا ١٥: ١١-٣٢).

وخلاصة القول، إن الله في المسيحية هو الإله المحب لجميع البشر، ليس لاستحقاق فيهم، ولا لبر في أعمال عملوها بل بمقتضى محبته، التي حين تأمل الرسول الملهم يوحنا في أبعادها، قال
«اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي ٱلْمَحَبَّةِ يَثْبُتْ فِي ٱللّٰهِ وَٱللّٰهُ فِيهِ»
(١ يوحنا ٤: ١٦).

أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تدعى العذراء بأم الله فهى أم يسوع ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هى أم الله
الله يستجيب لقلوب المتعبين ، المرهقين ، والمحبين الله يدبر كل شيء الله جدًا رحوم
أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله
ان الله ضحى بإبنه الوحيد لكى يُخلصنا، إذاً لمن أعطى الله الضحية إذا كان الله يملك الكون كله
" رجل الله يأخذ بنت الله من يد الله فى توقيت الله" (أبونا داود لمعى)


الساعة الآن 02:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024