أنت تحِل وتربط في السماء
إن كان مما يرفع قدرك جدًا أن يذهب السيد المسيح بنفسه ليعد لك مكانًا عند الآب في السماء، ثم يأتي ويأخذك إليه قائلا لك: {تعالى يا مبارك أبي رث الملك المعد لك منذ إنشاء العالم} أفليس بالأكثر تعلو نفسك في مقدراها علوا عندما يضع الله في يديك مفاتيح السموات، ويقول لك: ما حللته علي الأرض يكون محلولًا في السماء وما ربطته علي الأرض يكون مربوطًا في السماء، بل أكثر من هذا يعطيك سلطان الغفران واللاغفران {هذه العبارة تخص الكهنة طبعا، والكاهن إنسان وهذه المقالة تتحدث عن الإنسان من حيث كونه إنسانا، بجميع أفراده، وجميع الأجيال التي مر بها}، يعطي كل هذا لك أنت أيها الإنسان، يا صورة الله ومثاله، بل يا من ظهر الله في شكله وأخذ جسدا مثله؟، ناسوته لم يفارق لاهوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.