هل أنت سمكة أم قطعة خشب؟!
الراهب القس بطرس البراموسي
* أنظروا السمكة الصغيرة جدًا التي تستطيع أن تقاوم التيار وتسبح ضده وتستمر في مسيرتها لان فيها حياة وفيها إرادة تحركها.. بينما نجد كتلة خشب ضخمة جدًا تجرفها المياة وتسير بها في التيار حيثما تشاء دون أي مقاومة لأن ليس بها حياة ولا إرادة ولا هدف.. فهل كل منا يفضل أن يكون سمكة.. أم قطعة من الخشب؟!
* تعالوا بنا نرى موقف امرأة لوط.. لقد خرجت من أرض سادوم ولكن قلبها لم يزل فيها.. لم يكن خروجها من أرض الخطية والعار خروجًا حقيقيًا من القلب ولم يكن أيضا من أجل الله.. كانت يدها في يد الملاك الذي اقتادها إلى خارج المدينة.. المدينة التي احترقت مع أسرتها ولكن قلبها كان
يحترق أيضا شوقًا إلى ما هو داخل المدينة.. عجيبة هذه المرأة لم تهلك داخل سادوم ولكنها هلكت وتحولت إلى عمود ملح بعد أن خرجت من هذه الأرض. كان موتها درسًا روحيًا في خطورة النظر إلى الوراء .. أي التراجع إلى الخلف بعد أن تكون قد بدأت حياة التوبة "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" (لو 9: 62).
* فالإنسان الذي له هدف حقيقي ثابت في الله لا ينظر مطلقًا إلى الوراء أثناء سيره وراء الله وهو مع الله.. يمسك في يمين الله وهو مطمئن جدا.