هل الجسد خطية؟
كلا، إن الجسد ليس خطية ولا شرًا، وإلا ما كان الله يخلقه.
يكفي أن السيد المسيح أخذ جسدًا وكذلك قال لنا الرسول: "ألستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم"، "ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح" (1كو6: 19، 15). فإن كان جسدنا كذلك فهو ليس شرًا إطلاقًا.
وهذا الجسد سيقيمه الله في اليوم الأخير. جسدًا روحانيًا نورانيًا (1كو15). ونحن نكرم أجساد القديسين. ولو كان الجسد خطية، ما كنا نكرم هذه الأجساد.
إن الجسد شيء مقدس، نزل إلى ماء المعمودية وتدشن وصار طبيعة جديدة، ومسح بزيت المسحة المقدسة في سر الميرون. وصار هيكلًا للرب (1كو2: 16، 17).
هذه هي النظرة السليمة التي نحترم بها الجسد، وننظر إليه في وقار، سواء كان جسدنا الخاص أو جسد آخرين.. متذكرين في ذلك قول الرسول " من يفسد هيكل الله فسيفسده الله" (1كو2: 17). وقوله أيضًا "فمجدوا لله أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو6: 20).
إذن يمكن أن نمجد الله أجسادنا ونمجده بأجسادنا...
أليس الجسد يشترك مع الروح في عبادة الله. الروح تصلي. والجسد يقف أو يركع أو يسجد أو يرفع أيادي طاهرًا إلى فوق.
والجسد يصوم، والجسد يبارك الله في المطانيات. والجسد يتعب في الخدمة ومعونة الآخرين...
إن احترمنا الجسد هكذا، لا يمكننا أن نمتهنه أو ندنسه في أنفسنا أو في الآخرين..
ننظر إلى الجسد ككنيسة صغيرة مقدسة مدشنة بالميرون، يسكنها روح الله.
والمفروض أن هذه الكنيسة تخرج منها تسابيح وصلوات وتراتيل ومزامير وأغاني روحية (أف5: 19) ترتفع إلى الله كرائحة بخور. كما قال المرتل في المزمور: "فلنستقيم صلاتي كالبخور قدامك، وليكن رفع يدي ذبيحة مسائية" (مز141: 2).
هذه هي النظرة الروحية إلى الجسد.
إذن الجسد ليس خطية، إن استعملناه بطريقة روحية، وفهمناه بطريقة روحية كشيء مقدس مثل جسد آدم وحواء قبل الخطية. ومثل أجساد الأبرار في القيامة العامة ومثل كل جسد مقدس من أجساد الأحياء يبارك الله.