نهاية السيرة
من أجل هذا يقول لنا الكتاب عن قديسى الله:
" انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم" (عب13: 7).
المهم إذن في نهاية السيرة، وليس في بدايتها.
وهكذا نحن في السنكسار نحتفل بأيام نياحتهم أو استشهادهم. وفي صلوات المجمع في القداس الإلهي، نذكر أولئك " الذين كملوا في الايمان".
إن ديماس كان أحد أعمدة الكنيسة في بداية خدمته. وكان يذكره القديس بولس الرسول ضمن مساعديه القديسين مرقس، ولوقا، واسترخس. ولكنه لم يكمل المسيرة. لم يستمر. بل أنتهت حياته بعبارة مؤسفة جدًا، قال فيها الرسول:
" ديماس تركني، لأنه أحب العالم الحاضر" (2تى4: 10).
ولم يكن ديماس وحده... بل كثيرون آخرون بدأوا الخدمة مع القديس بولس، وكان يمتدحهم. ولكنهم لم يستمروا. وقال عنهم الرسول أخيرًا " لأن كثيرين ممن كنت أذكرهم لكم مرارًا، والآن أذكرهم أيضًا باكيًا، وهم أعداء صليب المسيح، الذين نهايتهم الهلاك... الذين يفتكرون في الأرضيات" (في3: 18، 19). إذن لا تفتخر بأنك بدأت، بل استمر لكي تكمل. لا تكن مثل ذلك الشخص الذي يبدأ طريقة مع الله فيقول لكل أحد " قد خلصت " وينسى أنه ينبغي أن يكمل حياته في الايمان، مستمعًا إلى قول الرسول:
" تمموا خلاصكم بخوف ورعده" (في2: 12).
إن نوالك نعمة الخلاص بالإيمان والمعمودية، لا يمنع إطلاقًا أن الطريق لا يزال طويلًا أمامك، تستمر فيه بالجهاد والتوبة والعمل الصالح وممارسات الأسرار المقدسة وكل وسائط النعمة، واضعًا أمامك قول القديس بولس الرسول.
" من يظن أنه قائم، فلينظر أن لا يسقط" (1كو10: 12).
وأيضًا قوله " لا تستكبر بل خف" (رو11: 20). لذلك تواضع فقد قال الكتاب عن الخطية إنها " طرحت كثيرين جرحي، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26). وقيل أيضًا " اصحوا واسهروا، لأن أبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1بط5: 8). حسن أن تسلك كما يليق. ولكن ينبغي أن تستمر لكي تخلص في يوم الرب. واذكر أن القديس بولس وبخ أهل غلاطية قائلًا:
" أبعد ما ابتدأتم بالروح، تكملون الآن بالجسد؟!" (غل3: 3).
إذن الذين بدأوا بالروح، يجب أن يستمروا في طريقهم الروحي، ولا يكملوا بالجسد.