رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رحلة خاصة، إن جاز التعبير، قام بها الرب مع تلاميذه إلى كورة الجدريين.. وقد تعرضوا خلالها إلى نوء ريح عظيم، وابتدأت السفينة تمتلئ بالمياه، وشعر التلاميذ أنهم سيهلكون.. والرب العالم بكل شيء.. كان يعرف بالتحديد ماذا سيفعل في تلك الكورة، لا بل لقد ذهب إليها من أجل ذلك تماماً.. فماذا حصل في تلك الكورة؟ " وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورة الجدريين، ولما خرج من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسان به روح نجس، كان مسكنه في القبور... وكان دائماً ليلاً ونهاراً في الجبال وفي القبور يصيح، ويجرّح نفسه بالحجارة. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له، وصرخ بصوت عظيم وقال ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي، استحلفك بالله أن لا تعذبني، لأنّه قال له اخرج من الإنسان يا أيها الروح النجس... فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير... وأما رعاة الخنازير فهربوا وأخبروا في المدينة وفي الضياع، فخرجوا ليروا ما جرى، وجاءوا إلى يسوع فنظروا المجنون الذي كان فيه اللجئون جالساً ولابساً وعاقلاً، فخافوا... فابتدأوا يطلبون إليه أن يمضي من تخومهم، ولمّا دخل السفينة طلب إليه الذي كان مجنوناً أن يكون معه، فلم يدعه يسوع بل قال له: إذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك، فمضى وابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع، فتعجّب الجميع " (مرقس 5 : 1 – 20).عمل واضح للأرواح الشريرة في حياة ذلك الشخص، والتي جعلته: - مجنوناً.. - لا يسكن في منزله بل بين القبور.. - عرياناً.. - ويجرّح نفسه بالحجارة..وكم يوجد في محيطنا، أُناس كثيرين، وضعهم مشابه لوضع ذلك الرجل، وإن لم يكن بالمعنى الحرفي.. ولكن قبل أن نتوّغل في التأمل بهؤلاء الأشخاص، ودورنا في مساعدتهم.. دعونا نسأل أنفسنا: هل يوجد في وسطنا نحن المؤمنين حالات مماثلة؟ وهل تستطيع الأرواح الشريرة أن تفعل ذلك بنا؟ وما هو الحل؟ بالطبع يوجد حالات مماثلة بيننا.. وهذا ما نسمعه ونراه ونمر به جميعنا.. وإن لم يكن وضعنا الدائم هكذا، فالكل مرّ وقد يمر بفترات مشابهة، تختلف حالتها ومدتها من شخص إلى آخر.. فكم من المرات نجد أنفسنا، وكأننا لا نسكن بيوتاً والتي ترمز إلى الراحة والاستقرار، وكم من المرّات نجد أنفسنا عراة.. وكم من المرات نشعر بقرارة أنفسنا وكأننا نسكن قرب القبور وما ترمز إليه.. وكم من المرّات بسبب قيود وخطايا وتعب نفسي وصراعات... نُجرّح أنفسنا بالحجارة، وهذا هو موضوعنا الرئيسي لهذا التأمل.أين أنت اليوم من هذا الكلام؟ هل أنت مقيّد بقيد صعب، عادة سيئة (تدخين، شراهة في الأكل، كذب...)، خطيئة متكررة، نجاسة، زنا، إدمان على مشاهدة الأفلام الإباحية، غضب، معاملة الآخرين بعنف، خوف وقلق وما شابهها من أمور أخرى؟ وبسبب هذه القيود أنت تجرّح نفسك، وقد أصبحت نفسيتك منحنية.. مجروح جراح عميقة، وتئن في داخلك بسبب هذه الصراعات.. وقد أصبح وضعك شبيه بوضع كاتب المزمور الثالث عشر الذي يقول: " إلى متى يا رب تنساني كل النسيان؟ إلى متى تحجب وجهك عنّي؟ إلى متى أجعل هموماً في نفسي وحزناً في قلبي كل يوم؟ إلى متى يرتفع عدوّي عليّ؟ أنظر واستجب لي يا رب إلهي، أنر عينيّ لئلاّ أنام نوم الموت، لئلاّ يقول عدوّي قد قويت عليه، لئلاّ يهتف مضايقيّ بأنّي تزعزعت ". لا تخف فالرب لن يتركك على هذه الحال أبداً.. وهذا ما سنتأمل فيه معاً.. والآن.. هل تستطيع الأرواح الشريرة أن تهاجمنا وتفعل بنا ذلك؟ بالطبع تستطيع أن تهاجمنا.. فالرسول بطرس يقول: " اصحوا واسهروا لأنّ ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو " ( 1 بطرس 5 : 8). والرسول بولس يقول: " فإنّ مصارعتنا ليست مع دم ولحم، بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات " (أفسس 6 : 12). فعدوّنا عدو حاقد علينا، ويريد أن يؤذينا بصورة دائمة، ولن يضيّع فرصة واحدة عندما تسنح له.. وهدفي في هذا اليوم، أن ألفت انتباهك أن أموراً صعبة كثيرة، وقيود كثيرة، وصراعات نفسية كثيرة، تقف خلفها الأرواح الشريرة، وإن لم نتنبه لذلك فسوف نعاني كثيراً..والآن ما هو الحل؟ أولاً أريدك في هذا اليوم أن تعرف، بما لا يقبل الشك أبداً، أن الرب مهتم بكَ شخصياً وكثيراً، وهذه القصة التي أدرجاناها تثبت ذلك.. لقد جاء الرب خصّيصاً من أجل ذلك الرجل، الذي كان مجنوناً وعارياً ولا يسكن إلاّ بين القبور، والذي كان يجرّح نفسه.. وقد تعرضت سفينة الرب والتلاميذ لنوء ريح عظيم، ويُجمع أغلب دارسي الكلمة بأن الشيطان كان وراء ذلك، لمنعهم من الوصول إليه.. لكن الرب تابع رحلته ووصل إليه، وعندما حرّره وتأكّد من سلامته، إذ تقول الكلمة أنه أصبح: عاقلاً ولابساً ثيابه ولم يعد يجرّح نفسه، ترك الرب الكورة وعاد، وهذا ما تؤكده الكلمة..وهو اليوم يقول لك: " مهما كانت حالتك صعبة، ومهما كانت قساوتها ومدتها، أنا أراك، أشعر بك ومعك، وأنا مستعد أن أفعل أكثر جداً ممّا تطلب أو تفتكر، مستعد أن آتي إليك خصّيصاً.. متحدّياً كل الرياح المعاكسة لكي أصل إليك، لكي أحلّك من قيودك، أضمّد جراحك، أشفي نفسيتك، وانتزع من يديك الحجارة التي تجرّح نفسك بها.. فقط ثق بي ". وقد تقول لي: نعم.. أنا أجرّح نفسي.. ونفسيتي أصبحت مجرّحة كثيراً، ومن أمور كثيرة.. وقد حاولت كل الطرق، وقد طلبت من الرب، ولكن الأمور لم تتغيّر، أو ربما قد تقول لي، لقد ازدادت تعقيداً.. فماذا أفعل؟ الجواب بسيط.. ولأنه بسيط فالكثير منّا لا يقبله.. وهذا الجواب هو: آمن فقط !!!والد الصبي الذي كان الشيطان يصرعه، والذي أتى به إلى التلاميذ، ولم يستطيعوا شيئاً من أجله، قال للرب: " إن كنت تستطيع شيئاً فتحنّن علينا وأعنّا " (مرقس 9 : 22 – 23). ربما ليست لديك الجرأة لتقول للرب هذا الكلام علانية، لكنك تردده في داخلك اليوم.. لكنني أريدك اليوم أن تستمع إلى جواب الرب تحت مسحة الروح القدس.. أجابه الرب قائلاً: " إن كنت أنت تستطيع أن تؤمن فكل شيء مستطاع للمؤمن " (مرقس 9 : 22 – 23). كل شيء.. كل شيء.. كل شيء مستطاع أيها الأحباء، للذي يؤمن بالرب وبمحبته وبقدرته..يقول عدد كبير من مفسّري الكتاب المقدس، أن بارتيماوس الأعمى صرخ للرب صراخاً نابعاً من شخص متأكد أنه إن لم يسمعه الرب هذه المرة ويشفيه فسيبقى كل حياته أعمى.. والكلمة تشير إلى ذلك، إذ لمّا حاول الجمع إسكاته صرخ أكثر كثيراً.. فوقف يسوع وشفاه (مرقس 10 : 46 – 52). ما أعظم هذه العبارة: فوقف يسوع.. صراخ ذلك الأعمى المحتاج إلى النور، والمستند إلى إيمان داخلي.. جعل الرب يقف، ويُكرم ذلك الإيمان ويفتح عيني ذلك الأعمى.. وأنت اليوم تستطيع أن تصرخ للرب من كل كيانك.. وأن لا تسمح لأحد أو لأمر ما أن يمنعك، بل أصرخ أكثر كثيراً.. وحاول أن تتأمل معي في هذا الوضع: لو كانت ستكون آخر فرصة لك لكي تنال طلبتك اليوم من الرب، وبعدها لن يكون لك فرصة أخرى.. فكم سيكون مستوى صراخك وإصرارك وإيمانك؟ تأمل بذلك واصرخ للرب بهذا القدر.. وكن متأكداً أنّ الذي فكّ قيود إنسان كورة الجدريين، والذي شفى ابن ذلك الرجل، والذي فتح عيني بارتيماوس، سيشفيك، وسيحرّرك، وسيفتح عينيك، وسينتزع من يديك الحجارة التي تجرّح بها نفسك، لأنّه هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد.. وهو يحبك محبة أبدية وغير مشروطة، وقد جاء اليوم من أجلك خصّيصاً لكي يفعل لك كل ما تطلبه منه.. فلا تتأخر بالصراخ إليه..وقصة أخرى رواها الرب شخصياً، ودونتها لنا كلمته: " ... إنسان كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، فوقع بين لصوص، فعرّوه وجرّحوه ومضوا وتركوه بين حيّ وميت، فعرض أنّ كاهناً نزل في تلك الطريق فرآه وجاز مقابله، وكذلك لاوي أيضاً إذ صار عند المكان جاء ونظر وجاز مقابله. ولكن سامرياً مسافراً جاء إليه ولما رآه تحنن، فتقدّم وضمّد جراحاته وصب عليها زيتاً وخمراً وأركبه على دابته، وأتى به إلى فندق واعتنى به، وفي الغد لمّا مضى، أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ به، ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك " (لوقا 10 : 30 – 35).رجل كورة الجدريين كان يعرّي نفسه ويجرّحها.. ورجل أورشليم عرّوه اللصوص وجرّحوه.. لكن النتيجة واحدة: أنت مجرّح.. ووضعك بين حيّ وميت.. تعيش وتتنفس، لكن في داخلك موت.. وقد يكون الجميع تخلوا عنك.. لم يهتموا لجراحاتك، كما فعل الكاهن واللاوي.. لا بأس.. لأنّ الرب مهتم، ويمكنك أن تفعل كما فعل الملك حزقيا عندما أبلغوه أنه سيموت.. أدار وجهه للحائط.. أدار وجهه عن كل الظروف المعاكسة وغير المشجعة.. وصلّى إلى الرب وبكى بكاءً عظيماً، فسمعه الرب، واستجاب طلبته، وهذا ما قاله الرب له: " قد سمعت صلاتك، قد رأيت دموعك، هانذا أشفيك، في اليوم الثالث تصعد إلى بيت الرب. وأزيد على أيامك خمس عشرة سنة، وأنقذك من يد ملك أشور " (2 ملوك 20 : 5 – 6). ألا يشجعك هذا الكلام؟ فقط ثق بالرب، وستنال كل ما تحتاجه..عندما حرّر الرب رجل كورة الجدريين، طلب منه ذلك الرجل أن يكون معه، فلم يدعه يسوع بل قال له: إذهب إلى بيتك وإلى أهلك واخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك، فمضى وابتدأ ينادي في العشر المدن كم صنع به يسوع، فتعجّب الجميع.. أحبائي: كما سبق وذكرنا في بداية هذا التأمل، الناس من حولنا يعانون مما كان يعاني منه رجل كورة الجدريين.. ويعانون مما كان يعاني منع الصبي ووالده.. ويعانون مما كان يعاني منه بارتيماوس.. ويحتاجون إلينا.. ولهذا السبب لا ينبغي علينا أن نبقى مقيدين، ومشلولين، وعاجزين عن مساعدتهم.. فهذا هو الهدف الأساسي للشيطان، أن يجعلنا نتخبّط في صراعاتنا، لكي يمنعنا من مساعدة الناس وخطفهم من مملكته المظلمة إلى ملكوت النور.. لكنّ الرب يريد غير ذلك تماماً.. يريدنا بالدرجة الأولى أن نكون أصحاء، مشفيين، أحرار، متمتعين بكل ما أعدّه لنا.. ويريدنا أن نكون بركة وعوناً لكثيرين.. فلنثق به.. ولنتجاوب مع كلمته لنا اليوم، لكي نختبر خطته الصالحة والمرضية والكاملة لكل واحد منّا..وأخيراً أترك لكَ هذه الكلمات، وأطلب منك أن تقرأها بروح الصلاة، لكي تختبر نتائجها في حياتك: " حولت نوحي إلى رقص لي. حللت مسحي ومنطقتني فرحاً " (مزمور 30 : 11)." عزيز فـي عيني الرب موت أتقيائه ، آه يا رب، لأنّي عبدك، أنا عبدك ابن أمتك. حللت قيودي ". (مزمور 116 : 15 – 16). " اقترب إلى نفسي وفكّها، افدني نكايةً بأعدائي " (مزمور 69 : 18)." تبسط أمامي مأدبة على مرأى من أعدائي " (مزمور 23 : 5). |
14 - 06 - 2012, 04:52 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: كان يُجرح نفسه بالحجارة
الرب يباركك مشاركة مثمرة ومباركة
|
||||
14 - 06 - 2012, 05:16 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: كان يُجرح نفسه بالحجارة
بجد اكتر من راااااااااائع
ميرسي كتيييييييييييير ربنا يباركك |
||||
14 - 06 - 2012, 05:33 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كان يُجرح نفسه بالحجارة
مشاركة جميلة جدا يا مايكل
ربنا يفرح قلبك |
||||
09 - 08 - 2012, 10:52 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: كان يُجرح نفسه بالحجارة
شكرا للمشاركة الجميلة
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الله يُخرج من الضعف قوة |
وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك |
سَلِّم واتكِل وهو يُجري |
دُحرج الحجر |
سلّمه طريقك وهو يُجري |